مملكة فارسكور..وثورة 1919..وانتفاض أهل دمياط


هل سمعت عن مملكة فارسكور ؟انها إحدى المدن التي أعلنت استقلالها إبان ثورة 1919

و تبدأ قصتها عقب نفي سعد زغلول في مارس 1919، حيث اندلعت الثورة في كل مكان تنادي بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه وباستقلال مصر.
..
انفصلت مدينة فارسكور عن التاج الملكي المصري خلال حكم الملك فؤاد لمصر في مارس 19199 و أعلنت نفسها مملكة مستقلة و توجت الوجيه /حافظ دنيا ملكًا عليها..

والتف أهالي فارسكور ودمياط حول الوجيه حافظ ووقفوا بجانبه ضد الانجليز ونادوا به حاكمًا على شمال الدلتا، فاستولى على المركز والأسلحة وقطار محمّل بالذخائر والمواد الغذائية للانجليز.
…..
استطاع ملك فارسكور المتوج بحكمة كبيرة أن يدير شؤون مملكته و يشكل مجلسا وزاريا يشمل:
وزارة الداخلية و الحربية كما أنشأ وزارة اسمها (قطع المواصلات و الطرق)،

اصبح الوجيه حافظ ذائع الصيت وبلغت قوته عندما اعتقل مأمور مديرية دمياط 800 رجلا، هدّدهم بأنه سوف يمنع المياه التي تأتي من ترعة الشرقاوية، فاضطر المأمور للإفراج عنهم. ومكثت الثورة ثلاثة شهور وعشرة أيام انتهى الأمر بأن ارشد عنه زوج شقيقته فوقع فى قبضة الانجليز
..
وعندما احاطت دبابات الانجليز بمنزله رفض أن يقبض عليه ضابط برتبة بسيطة، ولكنه طلب أن يأتي إليه القائد الإنجليزي، واقتيد إلى المنصورة وصدر ضده حكم بالإعدام وتوسط وزير الزراعة المسيحي لدى السلطات حتى تم العفو عنه ومن معه.

ولتحيا مملكة فارسكور

ماذا تعرف عن
العالم المصري محمود حافظ دنيا

هجريًا توفي متمًا عامه الـ103، وميلاديًا لفظ أنفاسه وهو على مشارف تكملة الـ100 عام، ظل محافظًا طوالهم على الزي الرسمي ببذته المهندمة والقبعة حتى آخر أيامه، دام مفتخرًا بما آل إليه بكونه أول مصري يتخصص في علم الحشرات، وأول شخصية مصرية عالمية يحتفظ بوظفته رسمية على درجة الوزير في سن الـ100عام. العالم المصري محمود حافظ دنيا، شكَّلت طفولته ملاحم والده البطولية، ورسخت مراهقته معاني الكرامة وعزة النفس من خلال مُدرس اللغة العربية، فهو ابن حركة “مملكة فارسكور” التي دشنها “حافظ دنيا” الخطيب المفوَّه، بتجميع ثوار البلدة بمحافظة دمياط، مكونًا بهم مجلس وزراء به 26 وزيرًا لخدمة كل مرافق الدولة، ومواجهة الاحتلال الإنجليزي، والتي نمت سريعًا حتى شملت جزءًا من شمال الدلتا، واستولوا على القطار الإنجليزي المُحمَّل بالأسلحة والمواد الغذائية لمواجهة ثوار فارسكور. 50 جنيهًا.. المبلغ الذي أعطاه زعيم الأمة سعد زغلول لوالد محمود حتى يُكمل تعليم ابنه الأكبر، بعدما باع ممتلكاته ثمنا لإنجاح ثورة 1919، حتى رفضت والدته القاهرية التي وافقت على انتقالها من موطنها إلى دمياط بصحبة زوجها، أن يصير ابنها الأكبر أستاذًا أزهريًا، بعدما أقنع أعمامه “القضاة الشرعيون” والده بأن يلتحق بالمعهد الديني ليتعلم العلوم الإسلامية، وقضى به عامين، فبل أن ترسله إلى مدرسة السعيدية الثانوية وطالبت بأن يدخل في القسم الداخلي المجاني، وهو ما تمت الموافقة عليه نظرًا لتفوقه الشديد. الطبقية الشديدة كادت تخطف ابن فارسكور، بعدما رأى “السعيدية” مقسمة لمجموعات “أبناء الوزراء، أبناء البشوات، أبناء البهوات وأبناء الأفندية”، ولكل منهم عالمه، وما رآه بتخصيص شقة مكونة من غرفتين بالمدرسة لنجلي الأميرة “عين الحياة” شقيقة الملك فؤاد “حسام الدين عطا حسني، ومحمد عطا حسني”، ويأتيه كل مساء ما لذ وطاب من الطعام، لولا أن حدث ما علمه أن الكبرياء لا يرتبط بطبقة بعينها. جاء صباح ذات يوم، ودخل حسام الدين عطا دون أن يرتدي “الطربوش”، فأوقفه مُدرس اللغة العربية المُهندم دائمًا، وسأله لما لا يرتدي طربوشه وأماء له الطالب بإمائه أزعجته، فذهب لناظر المدرسة وأخبره أن “استقالته كوم وعقاب هذا الطالب كوم آخر”، وأخبر المعلم والدة حسام أن كل الطلاب سواسية، ولأنها شركسية لم تفهم ما يقصده وتوجهت إلى ناظر المعارف الذي نصر المعلم وأخبرها: “خلي ابنك يعتذر للمعلم”، وتم حل المشكلة وديًّا وضرب المعلم لـ”محمود” أروع الأمثلة في الحفاظ على الكرامة مهما كانت النتائج. نشأته ومعايشته كل مواقف البسالة والكرامة، أفرزت شخصًا أطلق عليه “قامات جامعة القاهرة” خلال الاحتفال بكونه أقدم أستاذ بالجامعة لوجوده فيها حتى تخطى الـ75 عامًا، بـ”جد الأساتذة”، لم يقف عند تخرجه في كلية العلوم من الجامعة ذاتها 1935، وتدرج بالمناصب فيها حتى أضحى وكيلًا لكلية العلوم، ثم وكيلًا للمجلس الأعلى للبحث العلمي، فوكيلًا لوزارة البحث العلمي، عاد بعدها رئيسًا لقسم علم الحشرات، ثم أصبح أستاذًا متفرغًا بالكلية حتى مماته. اتسع نشاط حافظ العلمي، وأصبحت له مكانته المرموقة في الهيئات العلمية والعربية والعالمية، ونشرت هيئة علمية روسية إنجازاته العلمية في مجلد عن رواد علوم الحياة، حيث ساهم في إنشاء قسم الحشرات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث، ووحدة للبحوث بهيئة الطاقة الذرية، والمركز الإقليمي للنظائر المشعة، حتى أصبح رئيسًا للمجمع، وألقى العديد من المحاضرات في الجامعات الأوروبية والأمريكية والإفريقية والآسيوية. “الوسطية.. هي الطريق السليم”، هكذا كان يعبر دائمًا العالم المصري، حينما كان يسأله أحد عن ذاكرته التي تحتفظ بالتفاصيل رغم كبر سنه، ومَن ينتهجها سيكون مثله، وهو الجامع بين رئاسة المجمعَيْن (مجمع اللغة العربية، والمجمع العلمي المصري) في آن واحد، ولم يشغله نشاطه العلمي عن النشاط ديني، فعمل أمينًا عامًا لجمعية الهداية الإسلامية مع الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر الأسبق طيلة 17 عامًا. عاد التحاقه بمجمع اللغة العربية، إلى العام 1956 عندما تعاون مع نذير بك أحد أعضاء المجمع، في ترجمة بعض المصطلحات إلى العربية، وشارك في العديد من لجان المجمع قبل أن يُنتخب بالإجماع نائبًا لرئيس المجمع، ثم رئيسًا له بعد انتخابه بالإجماع، في خطوة لم تحدث في تاريخ المجمع، ليصبح بذلك أول علمي في تاريخ المجمع يشغل كرسي رئاسته. خلال مسيرته، حصد العديد من الجوائز، على رأسها: جائزة مبارك في العلوم، جائزة الدولة التقديرية في العلوم، الميدالية الذهبية لجهوده العلمية، شهادة تقدير من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، شهادتا تقدير من هيئة بحوث وزارة الزراعة الأمريكية ومركز البحوث البحرية الأمريكية، لبحوثه الرائدة في الآفات الزراعية والطبية، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. تتبع الفراشات منذ أن بهرته ألوانها وهو في المرحلة الابتدائية، دفعته لحب هذا المجال، وهو الحافظ للقرآن الكريم ما ساعده في نطق اللغة العربية بشكل سليم، وساهم في تخطيط البحوث على مستوى الجمهورية أثناء شغله منصب وكيل وزارة البحث العلمي. وقتما تغيب عن مشواره اليومي إلى المجمع العلمي منذ التاسعة صباحًا، حينما دخل في غيبوبة اقتربت من الشعر داخل مستشفى قصر العيني، كانت بداية كتابة وفاة كل منهما، فلم يمر سوى أسبوع على حريق المجمع إثر اشتباكات بين المتظاهرين وبعض قوات الجيش، ولحق حافظ المجمع الذي أفنى عمره فيه، يوم 23 ديسمبر 2011 عن عمر ناهز 99 عامًا.