مصر “الفهلوية” أمام مجلس الأمن!

cat_12

 

 

 

 

 

 

كتب :محمود سلطان

أمس 24/12/2016، حاول المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، تبرير سحب مصر مشروع قرار تقدمت به، لمجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلى.. وقال بالنص: “إنه على ضوء استمرار وجود احتمالات لاستخدام الفيتو على مشروع القرار، وتمسك الجانب الفلسطينى وبعض أعضاء المجلس بالتصويت الفورى عليه رغم المخاطر، فقد قررت مصر سحب المشروع لإتاحة المزيد من الوقت للتأكد من عدم إعاقته بالفيتو، وهو ما تحقق بالفعل لاحقًا، وشجع دول أخرى على إعادة طرح ذات النص للتصويت”. وفى موضع آخر قال أبو زيد إن مصر: “طلبت المزيد من الوقت للتأكد من عدم استخدام حق الفيتو على المشروع، لاسيما بعد أن أعلن الرئيس الأمريكى المنتخب أن موقف الإدارة الانتقالية هو الاعتراض على المشروع، مطالبًا الإدارة الأمريكية الحالية باستخدام حق الفيتو” انتهى. بمعنى أن القاهرة “زعمت” بأن سحبها للقرار جاء بعد أن بلغها “ترامب” بأن “أوباما” سيعترض على المشروع.. فرأت مصر، أنها “دوشة” ليس لها لازمة.. وقررت سحب القرار!!. حسنًا.. ولكن علينا أن نراجع ما نشرته بى بى سى على موقعها يوم أمس 24/12/2016.. حيث قالت بالنص: “ولجأت إسرائيل إلى الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، الذى اتصل بالرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى وأقنعه بسحب المشروع، وهو ما قام به السيسي.. وقال مسئولون إسرائيليون إنهم لجأوا إلى ترامب بعد تيقنهم أن أوباما ينوى عدم استخدام الفيتو ضد مشروع القرار، على عكس عادة الولايات المتحدة. وقالت: “إلا أن الدول الأربع، نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال، أصرت على تحضير مسودة جديدة وتقديمها للتصويت يوم الجمعة”..  تلى ذلك اتهامات صادرة عن مسئولين إسرائيليين تجاه الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالتآمر مع الفلسطينيين ضد إسرائيل، وبأن أوباما وإدارته وراء تحرك الدول الأربع” انتهى ما قالته بى بى سى يعنى أن مصر سحبت قرارها ليس خوفًا من فيتو أمريكى متوقع.. ولكن بعد أن بلغها “ترامب” بان أوباما لن يستخدم الفيتو.. وأن قرار مصر بإدانة الاستيطان سيمرر، بلا أية اعتراضات.. وبمعنى أدق”جاملت مصر ترامب وتل أبيب على حساب الفلسطينيين”! هذا ما نفهمه.. لأن كلام المتحدث الرسمى أبو زيد.. جاء بمنطق “الفهلوة”.. ليس فقط بمبرراته الساذجة والمضحكة.. وإنما عندما أحال هذا “الخذلان” إلى انتصار وعبقرية وعمل بطولى شجع ـ على حد زعمه ـ أربع دول على أن يتقدموا بمشروع بدلاً من مشروع مصر “المنسحبة”!!. من ـ إذن ـ فى العالم العربى وخاصة فى فلسطين سيصدق أن هذه هى مصر التى يعرفونها؟!.