4

مصر: التركة المريرة لمذبحة “رابعة” لا تزال تخيِّم على المصريين

14 آب / أغسطس 2019, 16:56 UTC

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن الأحداث الدامية التي وقعت يوم 14 أغسطس/آب 2013، عندما قتلت قوات الأمن المصرية ما لا يقل عن 900 شخص خلال الفض العنيف لاعتصامين كبيرين مناهضين للحكومة في ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، لا تزال تلقي بظلالها على المجتمع المصري حتى اليوم.

وقد صدرت أحكام بالسجن لمدد أقصاها 25 سنة على ما يزيد عن 650 شخصاً ممن شاركوا في الاعتصام، كما صدرت أحكام بالإعدام على 75 آخرين في أعقاب محاكمة جماعية فادحة الجور. ولا يزال كثيرون ممن أُفرج عنهم بعد قضاء خمس سنوات ونصف السنة في السجن يواجهون إجراءات مراقبة قاسية تؤدي إلى حرمانهم من حريتهم لمدة 12 ساعة يومياً، كما تؤثِّر تأثيراً قاسياً على حياتهم وتحدُّ من حريتهم. وهناك آخرون حُكم عليهم غيابياً ولا يزالون في المنفى حتى اليوم.

وتعليقاً على ذلك، قالت ماجدالينا مغربي، نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “رغم مرور ست سنوات، لا يزال المصريون يعيشون في ظلال الأحداث المروِّعة لمذبحة رابعة، التي مثَّلت بداية التدهور الحاد في وضع حقوق الإنسان في مصر”.

وأضافت ماجدالينا مغربي قائلةً: “إن التقاعس عن إخضاع أي فرد من قوات الأمن، أو ممن يتحملون مسؤولية قيادتهم، للمحاسبة عن أعمال القتل، قد عزِّز مناخ الإفلات من العقاب المتفشي على نطاق واسع، وشجِّع قوات الأمن على ارتكاب عمليات إخفاء قسري بشكل جماعي، وعلى تعريض المعتقلين بشكل مستمر للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة دون خوف من العدالة”.

واختتمت ماجدالينا مغربي تصريحها قائلةً: “حتى اليوم، لا يزال هناك عشرات المحكوم عليهم بالإعدام، وعشرات المسجونين خلف القضبان؛ لمجرد مشاركتهم في الاعتصام. وهناك آخرون حُكم عليهم غيابياً ولا يزالون يعيشون في المنفى، ولا يستطيعون العودة للوطن. بل إن الذين اعتُقلوا ثم أُفرج عنهم لا يزالون يواجهون إجراءات مراقبة صارمة تمثل تعدياً على حياتهم اليومية”.

وتفيد الإحصاءات الرسمية بأن ثمانية من أفراد الأمن قُتلوا أيضاً في ذلك اليوم. ولإحياء ذكرى مذبحة رابعة، نشرت منظمة العفو الدولية قائمةً تسلِّط الضوء على خمسة جوانب لا تزال تركة ذلك اليوم تخيِّم من خلالها على مصر في الوقت الراهن. للاطلاع على القائمة الكاملة، اضغط هنا.