لماذا ترتفع الأسعار وتنخفض قيمة المخدرات بعهد السيسي؟

لماذا ترتفع الأسعار وتنخفض قيمة المخدرات بعهد السيسي؟

في مصر فقط يرتفع سعر كل شيء على رؤوس الغلابة من مأكل وشراب وملابس وإيجارات ومواصلات وكهرباء ومياه، ولكن شيئًا واحدًا لا يرتفع سعره، ألا وهو المخدرات.

هذه هي الحقيقة في عهد نظام الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، الذي يعترف نظامه بأن رواج تجارة المخدرات في مصر سببه حرب النظام على المعارضة والمدافعين عن الشرعية في ثياب نسجه الكيان الصهيوني تحت شعار “الحرب على الإرهاب”.

في الوقت الذي تعانى الأسواق من نقص حاد فى عدد من السلع الغذائية الأساسية نتيجة الارتفاع المستمر فى العملة الصعبة «الدولار»، بينما المواطن البسيط يجد نفسه وسط مفرمة الأسعار، تنتشر المخدرات في تلك المرحلة حتى أصبح الحصول على «الحشيش» أسهل من شراء «كيس السكر»، وكأن الحرب على المصريين ليس في أرزاقهم فقط، ولكن في وعيهم من خلال نشر المخدرات بينهم أيضا.

تذكرة الهيروين أرخص

بالرغم من أن الحشيش والترامادول مخدرات شعبية وأسعارها فى متناول الجميع أما “الهيروين” فلأصحاب المقام الرفيع والمزاج العالي، ولكن الموازين انقلبت في الفترة الأخيرة، وتساوت الرؤوس بعد انخفاض ملحوظ في أسعار الهيروين وانتشاره فى سوق المخدرات ووصول سعر التذكرة إلى 90 جنيهًا فقط وفي أماكن أخرى لـ60 جنيهاً.

وجاءت مصر فى المرتبة الثالثة بين دول العالم العربى من حيث انتشار المخدرات طبقاً لإحصائية وتقارير هيئة الرقابة على المخدرات العالمية، وهى إحدى أجهزة هيئة الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة، وهى مؤشر خطير وخاصة بعد الانخفاض الملحوظ فى أسعار مخدر الهيروين فبعد أن كان لأصحاب المزاج العالى نظراً لارتفاع سعره و يقتصر على مستويات معينة أصبح فى متناول الجميع بعد انخفاض سعره.

يقول الدكتور عبد الرحمن حماد، مدير وحدة الإدمان بمستشفى العباسية أن مدمن الهيروين يبدأ بتدخين السجائر ثم تعاطى الحشيش وبعدها الترامادول ثم الأفيون ويتعاطى مخدر الهيروين فى النهاية.

وأوضح حماد أن تعاطى الهيروين يكون فى المرحلة المتأخرة من الإدمان ويطلق على متعاطيه أصحاب المزاج العالى “التوب”.

وكشف “حماد” أن طبقة الموظفين، والذين يعانون من مشكلات جنسية يأتون في المرتبة الأولى من متعاطى مخدر “الهيروين”، مضيفاً أن مدمنى الهيروين لا يعد مخدر الترامادول أو الحشيش بديلاً لهم ، و يعتبر الهيروين هى المادة الوحيدة المشبعة بالنسبة لهم فى الإدمان.

وفسر “حماد” سبب انخفاض سعر مخدر “الهيروين” بأن المعروض أصبح أكثر والفئات المستهدفة أكثر وبالتالي انخفض سعره.

وحذر “حماد” من خطورة الهيروين المضروب في إشارة منه إلى الهيروين المضاف إليه ترامادول مشيراً إلى كارثة أخرى وهى تعاطي الهيروين عن طريق الحقن لأن نصف جرام من الهيروين حقناً يعادل 5 جرامات هيروين عن طريق الشم وهذا يسبب مشكلتين وهما زيادة الجرعة و بالتالى الوفاة فضلاً عن الأمراض المنقولة والمعدية لاستخدام الحقن.

ولفت “حماد” إلى أن معظم مدمني الهيروين تتراوح أعمارهم من 17 عاماً إلى 20 عاماً وهذه ظاهرة مخيفة على حد قوله، مضيفًا أن تجار المخدرات أصبحوا محترفين حتى أنها تصل للمدمن “دليفري”.

وجاءت محافظة القاهرة فى المرتبة الأولى فى انتشار المواد المخدرة حيث ضُبطت 7000 قضية متنوعة بين تعاطى وقتل تحت تأثير المخدر ، ولا تزال القاهرة تستحوذ على النسبة الأعلى فى عدد جرائم المخدرات “التعاطي” بـ٣ آلاف و٦١٣ جريمة ، تليها محافظة الجيزة ثم الشرقية .

فهل مع انخفاض سعر الهيروين وارتفاع سعر الطعام والشراب والحياة والوفاة، بدأ نظام الانقلاب في تصفية المصريين؟