نبيه عبد المنعم

لا سمع ولا طاعة

وكان مقصودا ان تتحول عبارة السمع والطاعة الى عبارة سيئة السمعة ومرادف فى نفوس البعض للغباء وقصر النظر وحتى أختفت كلمة الجندية من الصف . وحتى أصبح عموم أحبابنا هذه الايام لا سمع ولا طاعة . لا طاعة عمياء ولا طاعة مبصرة ولا أى نوع من أنواع الطاعة .
.
بل أن افتراض سوء النية وافتراض خطأ القرار اصبح مقدما على افتراض صحة القرار وحسن النية .
.
ومع أنهم ينتمون للهيئة الوحيدة والوحيدة تماما فى مصر التى تنتخب قياداتها حتى وإن شاب هذه الانتخابات تأخيرا لفترة أو استثناءا لظرف ما إلا أنه يظل من يديرونها منتخبين بشكل أو بآخر ومن شأن ذلك أن يبعث على الثقة والسمع والطاعة .
إلا أن التلكؤ والمطالبة بتوضيح كل قرار وفتح مكلمة لتقييم أى شيئ يطلب أصبح هو الأساس .
.
ومع أن السمع والطاعة هو أكثر ما نمارسه فى حياتنا اليومية فى أشغالنا ومؤسساتنا التى نتقاضى مرتباتنا منها فى أعمالنا الدنيوية . نتحمل مديرينا وقراراتهم وتعسفهم أحيانا وهم مفروضيم علينا . ولا نتجرأ على نقدهم فى العلن خوفا على رواتبنا ومناصبنا ولا نتحدث عنهم الا همسا ولا يجرؤ بعضنا ولا يتصور أن يناقش مديره فى كل قرار وإلا سقطت المؤسسة وتفرغ المدراء لتبرير قراراتهم لكل موظف .
.
لكننا فى دعوة الله التى ندعى أننا موظفون فيها عند الله فإن الحقيقة المؤلمة أنه لأننا لا نتقاضى أجرا . تسبق ألسنتنا أفعالنا وتسبق استفهاماتنا عن كل طلب ولو صغير أسئلة عن لماذا وما الداعى وليتك تقنعنى أولا .
.
ولم تصبح دعوتنا على ما هى عليه الآن دولة مترامية الاطراف فى كل الدنيا وقوة عظمى فى وجه قوى العالم وإن تعرضت لما تتعرض له القوى العظمى من مشكلات وانتكاسات وجولات هزبمة أحيانا .
لم تصبح كذلك الا بجهود جنودها الاوائل الذين كانت ثقتهم تسبق الى نظرتهم لمسئوليهم وتنفيذهم السريع يسبق تلكؤهم وتضحياتهم دون طلب المقابل تسبق نظرتهم الى حسابات المكسب والخسارة فى الدنيا .
.
وحين فطن الاعداء والخصوم لذلك اصبح كل همهم أن تنتهى هذه الميزة وتضرب الثقة والسمع والطاعة لتتحول تلك المؤسسة العريقة الى مؤسسة تقليدية مثل كل المؤسسات يسهل ضربها مهما كان عددها بالملايين وتعصف الخلافات بها كما يحدث مع الاحزاب .
.
ولنا فى حزب الوفد مثلا حيث قام هو ودعوة البنا فى نفس التوقيت ولم يكن ينقصه المال فهو حزب الباشوات ولم يكن ينقصه العدد فقد كان أكبر عددا من دعوتنا . لكن أين هو وأين فكرتنا الآن .
.
ولم يكن لذلك سبب الا شيئ يسمى الثقة والسمع والطاعة .. وقبلهم فهم وإخلاص وعمل .
.
هذا هو الفرق الذى يزعجهم . نتأخر جميعا فى لحظة واحدة حين يطلب منا أن نتأخر كما نتقدم جميعا فى لحظة واحدة حين يطلب منا أن نتقدم .
.
وحين قال الامام البنا عندما يكون معى 300 كتيبة من هؤلاء . أستطيع أن أقتحم بهم لجج البحر وأغزو كل جبار عنيد لم يكن يقصد بهم الدعاة والجنود اللى من منازلهم وغرف نومهم وصفحات فيس بوكهم . لكنه كان يقصد رجال الجندية والاستعداد التام ونسيان حظوظ النفس وترك الجدل .
.
ولقد اسقطوا الخلافة الاسلامية بحيل مثل هذه التى بستخدمونها معنا الآن وألفاظ كهذه براقة . مقارنة بين السلطان عبدالحميد الرجل المريض والرجل العجوز كما أطلقوا عليه . وحركة تركيا الفتاه بقيادة الشاب النابه الذى سبجلب النصر . مصطفى كمال اتاتورك ..
.
فيا ليتنا نعود قبل فوات الأوان .
.
#تربينامعكم