“قاتل ولعين وبطة لكن مصلحتنا معاه”.. هكذا ينظر البيت الأبيض للسيسي

بطة يعني بطة.. كلمة قالها جون ماكين، السياسي الراحل وعضو الكونجرس الأمريكي، حينما علّق على الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، ضد الرئيس محمد مرسي.

وإذا مررت على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عن الانقلاب العسكري الغاشم على مصر حينما سأله أحد الصحفيين بأحد مؤتمراته الصحفية، عن سر وقوف الولايات المتحدة وراء الانقلاب ودعمها لإجهاض أول تجربة ديمقراطية حقيقية في الشرق الأوسط كله، فقال أوباما إن ما حدث هو انقلاب كامل الأركان ولكنه يدعمه لأنه في مصلحة بلاده.

أما ما كشفه كتاب «الخوف»، الذي يسلط الضوء على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كشف بعض الكواليس التي حدثت في البيت الأبيض، وعلاقة ترامب بقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، فقد كشف عن أن ترامب وصف السيسي بأنه «قاتل لعين»، وذلك خلال محادثة مع محاميه الخاص.

وتابع الصحفي الأمريكي بوب وودوراد، في كتابه الذي يحمل عنوان “الخوف داخل البيت الأبيض”، وصَدَرَ يوم السبت الماضي 8 سبتمبر، أن ترامب ضرب مثالاً على نفوذه الذي بات على المحك بالمفاوضات التي خاضها مع السلطات المصرية للإفراج عن آية حجازي، الناشطة المصرية صاحبة الجنسية الأمريكية، (30 عاما)، التي احتُجِزَت في مصر لمدة 3 سنوات.

قاتل لعين

وقال ترامب لمحاميه وهو يحدثه عن مكالمة مع السيسي: «دود، تذكَّر من الشخص الذي أتحدث إليه. إن الرجل قاتلٌ لعين، إنه قاتلٌ لعين!. سوف يجعلك تتصبَّب عرقا في المكالمة».

وأضاف ترامب لمحاميه: “وقبل أن نتوصل لاتفاق مع مصر قال السيسي: دونالد، أشعر بالقلق من هذه التحقيقات. هل ستستمر في منصبك؟ في حالة أردت أن تسدي إليّ معروفاً دونالد؟». ووصف الكتاب صوت ترامب وهو ينقل المحادثة لمحاميه بأنه كان «عميقاً ومُتذلِّلاً»، في محاولةٍ منه لتقليد السيسي على ما يبدو.

جاءت الفضيحة بعد شهور من علاقة حميمية، وصلت إلى نظرة السيسي لترامب على أنه الملهم، حتى إن السيسي أعلن دعمه لترامب صراحة خلال حملته الانتخابية للوصول للبيت الأبيض.

كيمياء

حتى إن ترامب أعلن عن وقوفه بقوة وراء عبد الفتاح السيسي، الذي أبلغ من جانبه ترامب “أنه يقدر بشدة شخصيته الفريدة”.

وقال ترامب، في اجتماع بالمكتب البيضاوي مع السيسي: “أود فقط أن يعلم الجميع، إن كان هناك أدنى شك، أننا نقف بقوة خلف السيسي. لقد أدى عملا رائعا في موقف صعب للغاية. نحن نقف وراء مصر وشعب مصر بقوة”.

وتقول مجلة “إيكونوميست”: “حتى نكون صريحين، فإن هناك (كيمياء) بين الزعيمين، كما قال ترامب بعد لقائه السيسي في سبتمبر 2017، وكان السيسي أول زعيم أجنبي يهنئه على فوزه في الانتخابات، ويصعب التعاون مع الرجلين، وهما متعجرفان ويميلان إلى نشر نظريات المؤامرة. وعلى خلاف باراك أوباما، فإن ترامب لا يهتم كثيرا بسجل مصر البشع في مجال حقوق الإنسان، ويدعم موقف السيسي المظلم تجاه الإخوان المسلمين، والرئيس الذي أطاح بها من السلطة”.