في 5 حقائق دامغة.. ميدل إيست آي: “الإخوان” أساس استقرار المنطقة

حذَّر تحليل موسع نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، من إقدام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وضع جماعة الإخوان المسلمين على لوائح الإرهاب الأمريكية، مؤكدا أن ذلك سوف يمثل انتكاسة للسياسة الخارجية لواشنطن، إضافة إلى خطورة ذلك على المصالح الأمريكية.

المقال الذي تم نشره أمس السبت، للكاتب ماركو كارنيلوس، تحدّث فيه عن ضرورة تعامل الولايات المتحدة بجدية مع الإسلام السياسي في حال أرادت التعامل بشكل بنّاء مع منطقة الشرق الأوسط. مؤكدا زيف القول بأنه يمكن بناء شراكة جادة وحقيقية مع دول المنطقة بدون حركات الإسلام السياسي ووصف ذلك بالهراء.

ويؤكد الكاتب أنه في حال صدر قرار أمريكي بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كيانا إرهابيا استجابة لطلب (قائد الانقلاب) عبد الفتاح السيسي، الذي زار واشنطن في أبريل الماضي، فإنه سيعكس الكثير حول الانتكاسة التي تشهدها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. لافتا إلى أن إدارة ترامب تبدي استعدادها لتبني سياسات وروايات بعيدة عن الواقع بقطع النظر عن المصالح الأمريكية.

5 حقائق دامغة

وتناول المقال عدة نقاط شديدة الأهمية تؤكد حجم الانتشار الواسع والتأثير الأوسع للتيار الإسلامي، وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين وحاجة الولايات المتحدة الأمريكية لبناء شراكة حقيقية مع شعوب المنطقة، مع التأكيد أن الجماعة تمثل ركيزة أساسية في تكريس الاستقرار بالمنطقة:

أولا: يؤكد الكاتب أن جماعة الإخوان المسلمين، إحدى أقدم وأهم المنظمات التي تروّج للإسلام السياسي، وأن لها تأثيرا كبيرا على تاريخ الشرق الأوسط المعاصر. وأنها كذلك تحدّت الحكم البريطاني في مصر والفكر البعثي في سوريا والعراق، كما أسهمت إلى حد ما في التأثير على الثورة الإيرانية، لافتا إلى أنه على الرغم من الهزائم التي لحقت بالجماعة خلال العقود الأخيرة، إلا أن الإخوان لم تفقد جاذبيتها الاجتماعية، وخلال السنوات الأخيرة مثلت هذه المجموعة أحد الدوافع الرئيسية لثورات الربيع العربي واعتُبرت، بشكل لاإرادي، من بين المستفيدين من الحراك الثوري في ظل ظهور نتائج مشجعة في تونس وأخرى مأساوية في سوريا.

ثانيا: يؤكد المقال أن العديد من الحكومات العربية تخشى الإخوان المسلمين نظرا لدعوتهم إلى اتباع نهج من “أسفل إلى أعلى” في الوصول إلى السلطة، وهو ما يعد تهديدا وجوديا للعديد من الأنظمة الاستبدادية الإقليمية. ويعكس هذا المنهج الترابط المعقد بين الشريعة الإسلامية وإرادة الشعب. وعلى امتداد تاريخها الذي يصل إلى قرن من الزمان، توصّلت الجماعة إلى تسوية مع حداثة الغرب والتفكير السياسي الذي يتّبعونه مع تقبّل فكرة عقد انتخابات دورية ونزيهة.

ثالثا: يشير الكاتب إلى سبب عداء الغرب للإخوان، موضحا أن ما يسمى بالمجتمع الدولي المتمثل – بحسب المقال – في الولايات المتحدة وحلفائها لن يتقبل رغبات الشعوب في إجراء انتخابات “حرة نزيهة” إلا في حال تم اختيار “القادة المناسبين”، أي الذين يراعون وجهات النظر المؤيدة للغرب، وتربطهم علاقة ودودة بإسرائيل فضلا عن انتقادهم لإيران. ولسوء الحظ، فشل الإخوان في تلبية شروط القبول المذكورة آنفا.

رابعا: يرى الكاتب أن الإخوان لم تحظ بالوقت الكافي في السلطة خلال سنتي “2012/2013” من أجل إزالة صور الرئيس السابق حسني مبارك من جدران المكاتب العامة. ومع ذلك، ألقي اللوم عليهم وحُمّلوا مسئولية الحالة الكارثية التي بلغها الحكم في مصر بقطع النظر عن الإرث الطويل من الفساد الذي خلّفته النخبة الحاكمة السابقة.

ويرى الكاتب أنه إذا ما تسنى للإخوان المسلمين تولي السلطة مرة ثانية، فمن المحتمل أن يقرروا التصرف بشكل مختلف تمامًا بما يدفعهم إلى الحرص على إنشاء قوة بهدف الدفاع عن النظام السياسي الجديد، ويحذر الكاتب إدارة ترامب بأن هذا يعني تفويت فرصة تعزيز التعاون بين العالم الإسلامي والغرب.

خامسا: وحول توقعاته لمستقبل علاقة إدارة ترامب بحركات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، يعبر الكاتب عن تشاؤمه، مؤكدًا أنه وفقا لقانون مورفي فإن “ما مقدّر له أن يفشل، سيفشل حتما”.

وينتهي الكاتب إلى أنه في حال قررت واشنطن استعدادها للتعامل البنّاء مع الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، واعتبر ذلك خيارًا لا مفر منه لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، فإنها ستعمل على إشراك الإخوان المسلمين بشكل جدي متجاهلة “النصيحة” المتحيزة لبعض الحكومات العربية التي تسعى إلى إحكام قبضتها على السلطة.

ويحذر من زيف القول بأنه يمكن إدارة التزام سياسي جاد وبنّاء ومستدام تجاه شعوب الشرق الأوسط دون التعامل مع الإسلام السياسي، واعتبر ذلك “مجرد هراء”، متسائلا: “متى ستفهم واشنطن أن سياستها يجب أن تتكيف مع الواقع وليس العكس؟”.