عبد الناصر

في ذكرى أكذوبة “المنشية”.. العسكر هم صنّاع المؤامرات (1/ 2)

كتب: عبدالرحمن فهمي

يستشهد من يزعمون أن الإخوان تؤيد العنف بحادث المنشية الذي دبره عبدالناصر ليوقع بخصومه من الإخوان ويزجّ بهم في غياهب السجون، وليعذب ويحكم بالمؤبد وغيره ويقتل من يقتل بغيًا وعدوانًا، وقد دبر وقدر، وقتل كيف قدر، ودبر هذا الكم الكبير من البغي والطغيان، ونجحت مؤامراته الخبيثة ووقع على الإخوان من الظلم والكوارث ما وقع مما يعرفه القاصي والداني، ولكن الغريب في الأمر بعد ذلك، أن هناك من يهجم بذلك على الإخوان أنفسهم ويتهمهم زورا بمحاولة قتل عبد الناصر ويصبح بذلك المجني عليه جانيا، وشاء الله أن تظهر الحقيقة بكل ملابساتها، ويشهد لذلك شهود من أهلها، ومن المحيطين بعبد الناصر أنفسهم، ومنهم رئيس جمهورية مصر الأسبق محمد نجيب. وغيره، هذا وسنذكر طرفا من حديثهم في هذا الأمر الجلل:

شهود العصر على اختراع عبدالناصر لحادث المنشية

( 1) جاء في كتاب “كنت رئيسًا لمصر” مذكرات لمحمد نجيب. ص 268 وص 269 ما يلي: “وبينما يلقي جمال عبدالناصر خطابًا في المنشية في 26 أكتوبر، احتفالاً بتوقيع اتفاقية الجلاء، أطلقت عليه عدة رصاصات، وسط 10 آلاف شخص في السرادق واتهم محمود عبداللطيف، كان محمود عبداللطيف يجلس على بعد 15 مترا من المنصة مع الضيوف، وقيل إنه أطلق 9 رصاصات، لكن عبد الناصر لم يصب، وأصيب ميرغني حمزة “وزير سوداني” وأحمد بدر المحامي”.

ثم يعقّب الكاتب نفسه في نفس الصفحة فيقول: “كانت هذه المسرحية المدبرة، محاولة لتحويل عبد الناصر إلي بطل شعبي، ومحاولة لينسى الناس مواد اتفاقية الجلاء، ثم هي فرصة ليتخلص عبد الناصر من القوة الوحيدة الباقية وهي الإخوان، وظهر للعيان وبدون عناء أنها مسرحية؛ لأن محمود عبداللطيف المتهم باغتيال عبد الناصر كان معروفًا عنه مهارته في إصابة الهدف بالمسدس، كما أنه من الفدائيين المحترفين الذين أرقوا الإنجليز في منطقة القناة عام 1951م، ثم إن المسافة كانت قريبة تسمح له بإصابة الهدف وهو جسد عبد الناصر العملاق، ثم إن الرصاصات كانت تسع وكان من الطبيعي أن يصاب بواحدة منها على الأقل، لو إصابة سطحية، أكثر من ذلك ذهب الاتهام إلى حد القول بشريك آخر يسنده بمسدس أو قنبلة ولو أراد الإخوان أن يقتلوا عبد الناصر ويضمنوا نجاح العملية فلماذا لم يرسلوا خمسة أو عشرة لتنفيذها؟

واتضح فيما بعد أن الحائط المواجه لإطلاق النار لم يكن به أي أثر للرصاص مما يثبت أن المسدس كان محشوًّا برصاص “فشنك”.

(2) جاء في كتاب “أسرار حركة الضباط الأحرار” لحسين محمد أحمد حمودة أحد الضباط الأحرار.. يقول الكاتب في ص 163: “وقد وضح تمامًا أن عبدالناصر هادن الإخوان ليلتقط أنفاسه في أزمة مارس 54 حتى يعد خطة جديدة للفتك بجماعة الإخوان وقد كان، فاتخذ من تمثيلية محاولة اغتياله في أكتوبر سنة 1954 مبررا لاعتقال عشرين ألفا من الإخوان وتم تعذيبهم تعذيبا وحشيا في السجن بأسلوب بربري وهمجي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية”.

ويقول الكاتب ص 164: “فحادث المنشية تمثيلية لا شك فيها لتبرير عمليات القمع والتعذيب والمشانق ولو كانت محاولة اغتيال عبد الناصر صحيحة فلماذا لم يقدم الإخوان لمحاكم الجنايات وفجها قضاه متخصصون وظيفتهم إقرار العدل بين الناس؟ ولماذا الضرب بالسياط حتى تتمزق الأجساد ونفخ البطون وألوان التعذيب؟ كل هذه التصرفات الإجرامية التي أقدم عليها عبد الناصر وأعوانه تؤكد أنه لم يكن هناك جريمة على الإطلاق ولا أدلة قانونية؟ وإذا كان هناك محاولة اغتيال حقا. فهل يعقل أن يشترك في التدبير لها عشرون ألفًا من البشر. وإذا كانت الحكومة قد ألقت القبض على الفاعل فور ارتكابه الجريمة فهل يعقل أن التحقيق معه قد أدي إلى اعترافه على عشرين ألفا حتى يقبض على هذا العدد في بضع ساعات بعد محاولة الاغتيال المزعومة، والمعقول أن كشوف المعتقلين كانت معدة قبل حادث الشروع في اغتيال عبد الناصر يوم 26 / 10 / 1954 م، وإن إطلاق الرصاص الفشنك عليه كان هو ساعة الصفر لبدء الاعتقالات وهل يعقل أن تكون نتيجة محاولة اغتيال شخص لم يقتل فيها ولم يمس بسوء أن يعدم ستة أفراد ويحكم على ألف إنسان بالأشغال الشاقة المؤبدة ويعتقل 19000 آخرين لعدة سنوات من تاريخ الحادث”.

(3) ويذكر الأستاذ الدكتور أحمد شلبي أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامة في جامعة القاهرة – ولم يكن من الإخوان – في (موسوعة التاريخ الإسلام والحضارة الإسلامة) الجزء 9 ص 0 42 إلى 429.

في مساء 26 أكتوبر 1954 أقيم لعبدالناصر ورفاقه حفل تكريم في حي المنشية بالإسكندرية بمناسبة توقيع المعاهدة مع بريطانيا، وأقيم الحفل في سرادق ضخم ودعيت للاحتفال طوائف معينة، ثلاث هيئات بارزة مكلفة باحتلال مقاعد السرادق هي:
ا -هيئة التحرير.
2 – مديرية التحرير.
3 – الحرس الوطني.

ونظم استعمال السرادق أدق تنظيم بحيث تجلس كل جماعة من جماعات المدعوين في مكان محدد، وبالتالي لم يكن هناك أي مقعد يمكن أن يتسلل إليه مغامر ليتعدى على عبد الناصر، فما كان الوصول إلى المقاعد أمرا ميسورا.

أليس الأيسر إطلاق الرصاص عليه وهو يركب عربة مكشوفة بشارع سعد وقد أعلن من قبل عن خط سير الموكب.

وإذا أعمل الإنسان فكره في الحقائق عن هذه الحادثة يجد أن الصحف ذكرت أن المسافة بين الجاني وموقف عبد الناصر الذي يقف على المنصة العالية – وخلف حاجز من البشر قريبة، واستعمال مسدس أداة ضعيفة في هذا الموقف الرهيب.. وهل يعقل أن تنطلق ثمان أو تسع رصاصات من مسدس يمسك به رجل مشهود له بالدقة في إصابة الهدف.. ولا تنجح واحدة من هذه الرصاصات في إصابة الهدف، أو إصابة أي شخص من الذين يحيطون بعبد الناصر أو أي إنسان على الإطلاق.. هذا مستحيل.

بعد الحادث طمأن المشرفون على الحفل الناس ودعوهم إلى الهدوء.. ولو كانت مؤامرة لانفض الحفل مخافة أن يكون هناك مزيد من الرصاص.

وتحدثت الصحف عن الإصابات البالغة.. وهي تدري أن سببها الزجاج المتطاير، والجموع التي تحركت عقب الحادث، ولم تكن هناك إصابات من المسدس على الإطلاق، وثبت أن الحائط المواجه للحادث ليس به أي أثر للرصاص.

وزعمت الصحف أنها ضبطت لدى بعض الإخوان في الإسكندرية أسلحة ومفرقعات.. ورغم ذلك استعملوا مسدسا فقط.

أيعقل أن جماعة لها خبرة في التخطيط والحرب في القناة وفلسطين لو خططوا ودبروا لا يستعملون وسائل أخرى مناسبة للموقف؟!

ويقول الدكتور أحمد شلبي: “حادث المنشية نفسه مشكوك فيه وإدراج اسم محمد نجيب في هذه القضية فكرة ساذجة لوضع نهاية لهذا الرجل”.

(4) ويروي الأستاذ فتحي رضوان ما يؤيد هذا الاتجاه كان عبدالناصر أكبر المتحمسين لإقالة محمد نجيب في أكتوبر 1954م قال عبد الناصر في هذا الموضوع: “في فبراير كان نجيب أقوى منا، وكان في إقالته ضرر، أما الآن فقد أصبحنا أقوى منه وعلى هذا ففي تأخير إقالته نفس الضرر” (حكومة يوليو ص 92).

(5) ويذكر الأستاذ أحمد شلبي: عندما أشيع أن محمد نجيب له صلة بالحادث وتدبيره، وتقرر تقديمه للمحاكمة، تدخل بعض زعماء السودان فقنع الثوار بعزل محمد نجيب وتحديد إقامته وإعفائه من المحاكمة.

(6) يروي صلاح الشاهد، أنه كان في سيارته مساء يوم 26 وسمع جزءًا من خطاب الرئيس من مذياع بالسيارة ثم سمع الطلقات، فأسرع نحو بيت الرئيس ليكون مع أولاده في هذه الأزمة، ولم يجد صلاح الشاهد بالبيت اضطرابًا أو ذعرًا وأخذ يداعب أولاد الرئيس الذين كانوا يلعبون، وهذا يوحي لي أن أسرة الرئيس كانت تعلم سلفا بما سيجري، وقد شاهد هذا الاطمئنان قبل أن يتصل بهم عبدالناصر من الإسكندرية.

ثم يعلق الدكتور أحمد شلبي على هذا الحادث فيقول: “وبناء على هذه الأشياء أعتقد أن الحادث مختلق، وأسطورة مصنوعة لم يستطع مؤلفوها أن يجيدوا حبكها، فجاءت بها هذه الثغرات التي كشفت عن حقيقتها، ولكن ذلك كان بعد إراقة الدماء البريئة، وبعد تعذيب عدد هائل من أصفياء المسلمين، وإذا كان الظلام قد أحاط بهذا الحادث في حينه فنرجو أن تكون أشعة الضوء التي دونّاها كافية لإبراز الحقيقة ولإنصاف المظلومين ومعاقبة الآثمين.

واختلاق هذا الحادث يقرره محمد نجيب في مقال له بمجلة “الرأي” الكويتية وفيه يقول: إن فكرة إطلاق الرصاص على عبدالناصر في الإسكندرية تتحدث عن مؤامرة وهمية، من أولها إلى آخرها، وكانت مرتبة بواسطة رجل من أجهزة المباحث العامة، وقد كوفئ هذا بمنصب كبير أسند إليه، وقد استطاع هذا الرجل استئجار شاب مصاب بجنون العظمة، وأغراه بأنه لو اعترف بأنه حاول قتل عبد الناصر فسينال مكافأة ضخمة ويسمح له بالهجرة خارج البلاد.. فلما وقع هذا الفخ واعترف، صدر الحكم بإعدامه حتى يموت ويموت معه السر.

بقيت كلمة عن حادث المنشية هي أن هذا الحادث كان ضمن مجموعة من أحداث تغلب بها عبد الناصر على ما كان يعانيه من كراهية الشعب، وكانت هذه المجموعة من الأحداث وسائل استغلت أوسع استغلال لخلق ما يمكن أن يسمى شعبية لعبد الناصر، وسنتحدث فيما بعد عن هذه الأحداث وطريقة استغلالها.. لقد كان تدبير حادث المنشية عملاً بشعًا مملوءًا بالظلم والقوة والاستبداد، وبه فصمت العلاقات بين الإخوان والثورة.

(7) واستمع إلى السيد حسن التهامي أحد الضباط الأحرار يكتب إلى روز اليوسف عدد أول مايو 1978م عن حادث المنشية: “وقد شد انتباهنا وقتها أن خبيرًا أمريكي الجنسية في الدعاية، كان قد حضر إلى مصر، وكان من بين مقترحاته غير العادية، والتي لم تتمش مع مفهومنا وقت اقتراحها هو اختلاق محاولة إطلاق الرصاص على عبدالناصر ونجاته منها فإن هذا الحادث بمنطق العاطفة والشعور الشعبي.

لا بد أن يزيد من شعبية عبد الناصر، لتأهيله للحكم الجماهيري إلى القيادة الشعبية من أقرب الطرق.

ثم ها هو أيضًا حسن التهامي يصرح لجريدة “الأنباء” الكويتية بتاريخ 16 / 4 / 1989م عندما سئل: ولكنك قلت إن أمريكا هي التي أوعزت لعبد الناصر بالتخلص من الإخوان والشيوعيين للانفراد بالسلطة في مصر، فتخلص من الشيوعيين في أزمة مارس ثم تخلص من الإخوان في أزمة المنشية.

قال: لقد أوفدت أمريكا بول لينبارجر مسئول الدعاية السوداء في أمريكا عام 1954 ليقوم بالتخطيط الإعلامي لتصعيد نجومية عبد الناصر وقد اقترح لينبارجر افتعال محاولة للاعتداء على حياة عبد الناصر تكون سليمة التدبير، وتجذب مشاعر الشعب المصري نحوه لما يراه من مظاهر الشجاعة أثناء ثباته في هذا الموقف!! وكان أن وقع بعدها حادث المنشية الذي ادعى فيه عبدالناصر أن الإخوان قاموا بمحاولة اغتياله ليسهل عليه بعد ذلك تصفيتهم.

وعندما سئل: لماذا إذن الخلاف بين عبد الناصر والإخوان أو بين الإخوان والأمريكان إذا كان التنسيق بينهم جميعًا كان قائمًا، أجاب: “لأن الإخوان كانوا خطرا حقيقيا على إسرائيل وأراد عبدالناصر أن يتخلص منهم لينفرد بالسلطة في مصر وأرادت أمريكا أن تتخلص منهم لتوقف خطرهم على إسرائيل”.

وبعد..

فإننا نحسب أن هذا الكلام قد بلغ من الوضوح مبلغا، ولا يحتاج منا إلى تعليق

وبعد هذه التصريحات المتكررة لحسن التهامي وغيره نذكر له مواجهة بينه وبين سامي شرف نشرتها مجلة أكتوبر تحت عنوان “حادث المنشية كما وضعه خبير أمريكي” السيد الأستاذ رجب البنا رئيس إدارة مجلس إدارة مجلة “أكتوبر”:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

فإني أرى أن رواية أحداث التاريخ ينبغي أن يتوافر فيها شرطان على الأقل، وهما: المعرفة، وصدق الرواية، فإذا فقدا في أي نص لم يكن تسجيلا تاريخيا، إنما تكون قصة لمن يرويها. والموضوع الذي نحن بصدده هو جزء من أحداث التاريخ الماضي لا يزال الرأي العام يأمل في معرفة حقائقه. لقد نشرت مجلة “أكتوبر” في العدد رقم 6 4 5 1 بتاريخ 0 1 نوفمبر 996 1 م على لسان سامي شرف حديثًا يذكر فيه أن حسن التهامي هو الذي أحضر القميص الواقي لجمال عبدالناصر من أمريكا، وكذلك تعليقا منه على حادث المنشية ويستوجب هذا النص الرد على سامي شرف في المجلة حيث نشره.

فأرجو نشر النص التالي ردًّا على ما قاله سامي شرف خطأ في حقي.

لقد بعثت المخابرات المركزية الأمريكية على يد مايلز كوبلاند مندوبها في مصر في ذلك الوقت، عدد اثنين صديري (صدرية) واقية ضد رصاص الأسلحة الصغيرة لشخص جمال عبد الناصر رئيس الحكومة، وذلك ضمن برنامج موسع للحفاظ على حياة جمال رئيس الحكومة.

وعندما لبس جمال عبد الناصر الصديري عندما وصله، قال إنه ثقيل الوزن، وعندما سافر إلى الإسكندرية لإلقاء خطابه في المنشية كما تعود كل عام بمناسبة تنازل الملك فاروق عن الحكم ورحيله عن الإسكندرية بعد نجاح الثورة، سافر من مصر إلى الإسكندرية تاركا الصديري في بيته في منشية البكري ولم يأخذه معه.

أما حادث إطلاق الرصاص عليه في المنشية بالطريقة المعروفة لنا جميعا، فقد كان صورة طبق الأصل مما اقترحه خبير الدعاية والإعلام الأمريكي الذي أرسلته المخابرات المركزية إلى مصر لتطوير برامج الإعلام، وبالذات لوضع برنامج إعلامي يرفع من شعبية رئيس الحكومة جمال عبدالناصر في مواجهة شعبية الرئيس محمد نجيب، وذلك كخطوة لارتقاء جمال عبدالناصر منصب رئيس الجمهورية والتمهيد له، وقال أمام مجموعة محترمة من أعلى رجال الحكم في مصر وقتئذ، أن الشعب المصري شعب مؤمن وعاطفي، وأن تدبر حادث أو موقف تطلق فيد النيران من طبنجة في اتجاه شخص عبد الناصر بشرط عدم إصابته، وينجو منه عبد الناصر شكلا، ومن ناحية المظهر ينجو من الموت، يرفع ذلك من شعبية عبد الناصر عند الشعب المصري، أكثر بكثير من جميع وسائل الإعلام، ومهما كانت البرامج. وسبق تنفيذ هذه العملية في دول أخرى تتشابه شعوبها مع شعوب مصر والشرق ونجحت نجاحا تاما. وخرجنا من بيت عبد الناصر من هذا الاجتماع وكان معي بعض زملاء آخرين رافضين لهذه الفكرة، وضعا في الحسبان أن أي خط في تصرف هذا الذي سيكلف بالضرب، قد يتحول إلي موقف صعب لا نضمنه ولا نضمن نتائجه، ولم يكن سامي شرف حاضرا هذا الاجتماع، وبعد ستة شهور بالضبط من تاريخ هذا الاجتماع في بيت عبد الناصر وأمامه، حدث حادث المنشية بالضبط كما وصفه خبير الإعلام والدعاية الأمريكي وكان ذلك بحضور مايلز كوبلاند نفسه ومعه مساعد من المخابرات الأمريكية. السيد الأستاذ / رجب البنا

أرجو نشر هذا النص على لساني كما يلزم بذلك القانون وأصول الصحافة.. علما بأنني بصدد كتابة كتاب شامل عنوانه”أضواء على السياسة في أربعين عاما” سيشمل مثل هذه المواقف ومواقف أخرى أكثر أهمية بكثير من ذلك ومما ينشره بعض الناس من آن لآخر، ويعتبره القارئ جزءا من التاريخ. ولكن الحقيقة التي عشتها وكنت مشاركا في معظمها سأنشرها إن شاء الله لأول مرة مؤيدا معظمها بالمستندات والحقائق التي ستلقي الضوء بلا تردد على حقائق ما كان في المدة السابقة.

وأتمني لكم التوفيق والسداد في الرأي والقرار وتقبلوا تقديري وتحياتي. حمد حسن محمد تهامى