في أول يناير 2017 م …مراجعة لما سبق دراسته عام 2016 م

ملخص ما سبق دراسته :

1 – لا تعش غير واقعك  

2 – أنت عينها وأذنها  

3 – لا نضع أنفسنا في غير موضعنا  

4 – ليس ثم غيركم  

5 – الثورة بكل الشعب لا بالإخوان وحدهم  

6 – الثورة ثورة شعب وليست ثورة الإخوان  

7 – سلميتنا أقوى من الرصاص  

8 – لا تدخل في طريق ثم تشكو منه  

9 – لا تدخل في طريق بدون دراسة  

10 – لا تحكم على مباريات لم تنته ، أو حرب لم ينقشع غبارها  

11 – لا تتصور نفسك البديل دائمًا  

12 – توقف عن الكتابة إن خشيت كثرة الهجوم أو قلة التصفيق  

13 – أو كنت ستثتثني نفسك لو طُلبت  

14 – لا تتردد في تصحيح طريقك طالما تبين لك خطؤه ، وتيسر لك التدارك  

15 – الحلم والأناة ، ولست خبا  

16 – أدوات المعارك ولغاتها متعددة  

17 – ولأن أدوات المعركة ولغاتها متعددة فلا تتسرع بالحكم على المواقف  

18 – وما زلنا نطالب بهامش مرونة للقيادات المختلفة  

19 – لا للفهم الخاطئ للمعركة الصفرية  

20 – ولا تنسنا من تصويب ودعاء  

المراجعة بالشرح المبسط :

1 – لا تعش غير واقعك :

الواقع الأرضي يختلف عن العالم الافتراضي ، ومن ثم لا ينبغي لمن يعيش فيه أن يتلقى تقرير الواقع وحقائق الأحداث من رواد العالم الافتراضي ،

ولا يتصور لمن يعيش في الميدان أن يبتهج ويصفق ، أو يجزع ويهتز من أحداث لا يجدها في الميدان ويتحدث عنها الافتراضيون ،

يكفيك في الحكم على حواديت العالم الافتراضي حقيقة أو حقيقتان مما تلمسه في واقعك لتعرف طبيعة من يتكلم وتتصور بقية كلامه.

2 – أنت عينها وأذنها :

أفراد الإخوان هم عيونها وآذانها ، ومن ثم وجب عليهم أن ينقلوا للقيادة ما يسمعونه وما يرونه في أرض الواقع لا ما يتابعونه في العالم الافتراضي ، فهي في حاجة لذلك ، ويوجد عندها من مهمته متابعة العالم الافتراضي والسوشيال ميديا وما شابه فلا تنشغل بذلك ..

3 – لا نضع أنفسنا في غير موضعنا :

نحن فصيل من فصائل الأمة ، ولسنا بديلا لها ولا مندوبين عنها ، ولا يتصور أن نتخيل أننا بمقدراتنا نستطيع وحدنا أن نتصدى لمشاكل الأمة ، أو نقدر على انتزاع حقوقها بدون مشاركة غالب فصائلها ، أو نتصور قدرتنا على إدارتها بأفرادنا فقط ،

ويجب أن نفهم أن من يتصدى للسياسة يتصدى لسياسة الشعب بصالحه وطالحه وليس لسياسة أفراد فصيله ،

وأن هذا الشعب لا يوجد غيره في البلاد ، ومن ثم فمن يدعي العمل بالسياسة ليس أمامه إلا هذا الشعب ليتعامل معه ، وليوطن نفسه على ذلك ويعمل على استيعابه ، أو يعتزل !!

4 – ليس ثم غيركم :

فليس عند الإخوان إلا من تراهم في الواقع ، وليس عندهم – للأسف – آخرون في الخفاء ،

ولن تظهر قيادات من خارج من في الميدان ،

وإن لم تعمل أنت فلا تتصور الآخرين سيعملون ، فليس هنا أوهناك إلا نحن ،

والله خير حافظا ،

والله الموفق لكل خير ..

5 – الثورة بكل الشعب لا بالإخوان وحدهم :

لن يستطيع فصيل واحد أن يقوم بالثورة ، ومن ثم وجب عليه إذا كان مصرا على الثورية أن يضيف لرصيده أنصارًا ، وأن يأخذ من رصيد خصومه أفرادا وجماعات ، ويعرف ويجيد كيف يجتذب أناسًا ويعمل على حياد آخرين ،

ويتدرب على كيفية تأجيل معارك ، والتركيز نحو الهدف ،

سمّ هذا الكلام اصطفافًا ، أو سمّه تحالفات موجهة محددة ، أو أي اسم آخر لا يهم ، طالما وضح عندك الأمر ،

ومن ثم لا تحمل نفسك ما لا تطيق ، ولا تسمح لأحد أن يحملك ما ليس لك ويتفرج هو ..

6 – الثورة ثورة شعب وليست ثورة الإخوان :

فإن كان ذلك كذلك ، وقررت أن تواصل فيها ومعها وتشارك ؛ فلابد أن تدرك تغطية شعاراتها وأهدافها لاحتياجات وطلبات الشعب ، وألا تنحصر في احتياجات وأهداف فصيلك ، وتتحمل ذلك ،

ولابد أن تكون هتافاتها معبرة عما يمس الشعب ويشغله ، وتتماس مع قضاياه التي يعيشها هو ويضعها في أولياته ، لا أولوياتك أنت ، فتبصر ..

7 – سلميتنا أقوى من الرصاص :

أ – لابد أن تحسم في نفسك شكل الثورة التي تعني ، حتى لا تتوه منك المعاني ولا الوسائل ، فكل يأخذها في منحًى ويروض الكلام بطريقته ،

وأن يكون فهمك لها هو نفس فهم من تدعوهم للمشاركة ،

ومن ثم فالثورية التي قصدها فضيلة المرشد – كما أفهمها وكما فهمت من حديثه – لا تستهدف دماء ، والدم بالنسبة لها خط أحمر شرعًا وسياسة واستراتيجية ، حتى لو نزف الدم منها ، حتى ولو كان ثمنها دم الرئيس نفسه الذي قال : “ثمنها حياتي أنا” ، فلكل طريق أدواته وليس من أدوات الثورية السلمية المقصودة سفك الدماء ،

ومن يستطيع تحمل نزف دماء منه وتقديم تضحيات ، فليسلكها ، وليصبر وليحتسب حتى يأتي وعد الله ، زادت أو قلت التضحيات والخسائر ، طال الزمان أم قصر .

ب – ومن لا يستطيع أن يصبر فلا يعلن أن ثورته سلمية ، أو ليوضح فقط أبعاد فهمه بصراحة ، ومدى موافقة من يدعوهم لفهمه ، حتى تتضح خريطة الطريق لمن يسلكها ، ولا يتصور أحد أن الطريق حادَ أو تشعّب ، أو يشكو من ردود فعل أنصاره أو خصومه غير المتوقعة ،

حتى لو اضطرت الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك ، زادت أو قلت التضحيات والخسائر ، طال الزمان أم قصر .

8 – لا تدخل في طريق ثم تشكو منه:

ولذلك كانت الفقرة السابقة لكل من اختار سياسة أو استراتيجية ، والتأكيد على ذلك حتى يكون على بينة من أمره ، وحتى لا ينفرد أحد بقرار لابد أن يطمئن إلى مؤسسية الشورى ، أخذًا بالأسباب ثم نتوكل على الله ، وليقض الله ما شاء ، فنحن راضون بقضائه بحوله وقوته ..

9 – لا تدخل في طريق بدون دراسة :

دراسة : هل صفك مهيأ أم لا؟ وهل التجارب السابقة أو الأخرى تشجع أم لا؟ وهل هو الطريق الوحيد الميسر أم هناك طرق أخرى؟ وهل وهل ..

ولا تضجر من كثرة الدراسة والسؤال والنقاش والتمحيص والتنقيب ؛ فدماء أنصارك ومن يثقون فيك معلقة باختيارك لهم ، وارتيادك أصح السبل وأنجعها ..

كما لا تضجر من اعتراض البعض أو عتابهم ، أو صياحهم أو صراخهم ، فهذا حقهم فالضرر لن يطالك وحدك بل يطال الجميع ،

كما لا تنشرح أساريرك لمن يهللون أو يصفقون ، أو يؤيدون كل خطواتك ، لأنهم نصف الكوب فقط ..

10 – لا تحكم على مباريات لم تنته ، أو حرب لم ينقشع غبارها :

فغالب الصراعات الحالية لم تحسم ، وغالب الخيارات على الأرض لم تفض إلى نصر ، ومن ثم أدعوك للتعقل وعدم الحماسة في غير موضعها ، ويبدو هذا بوضوح في أحداث سوريا وليبيا ،

وإن كان ثمة استفادة فاستفد من حروب انتهت أو قاربت ؛ مثل أفغانستان والجزائر ، وبنجلاديش والبوسنة ،

وادع لمن يخوضون معركتهم بطريقتهم في اليمن وسوريا وليبيا ، والمغرب وتونس وتركيا ، ، والسودان والأردن والكويت ،

وعلى أي حال استفد من الجميع ..

فعلى المؤمن أن يكون بصيرًا بزمانه مقبلا على شانه ..

11 – لا تتصور نفسك البديل دائمًا :

اعلم أن كثرة الشعب التي ترفض الانقلاب الآن بعد أن طالتهم نيرانه ، يرفضون أن تكون أنت البديل !! ، وأن هذا الرفض بدون سبب منطقي ، وجزء منه جهل ، وجزء عزة بالإثم ،

فليس شرطًا أن من يهتف ضد الانقلاب سيهتف لك ، أو أن من يطلب رحيله سيدفع بك ،

ومن ثم فالمشاركة للجميع ومن الجميع واجبة على الجميع ، وأنت أولهم ..

وأن هذا الأمر لن يتغير إلا بالنزول بمعركة الوعي لمستحقيها ..

12 – توقف عن الكتابة إن خشيت كثرة الهجوم أو قلة التصفيق :

فلا يتصور أن تتكلم أو تكتب ما يروق للمستمعين ويخالف الحقيقة ، وما يدغدغ المشاعر ويهرب من الواقع ، وما يسجل انتصارات ليست إلا في مخيلة قائلها ، وأحداث لم تحدث في عالم الواقع ،

فحاذر أن تسقط في بئر الرياء ، أو دهاليز الكذب والنفاق ، وألاعيب ومداخل الشيطان ؛ فانتبه !!

ولا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه ..

13 – أو كنت ستثتثني نفسك لو طُلبت :

خاصة إذا كنت من الداعين للأخذ بالعزائم لغيرك ، الداعين للجهاد لسواك ، وتطلب العذر لنفسك ، وتستثني نفسك من كل ذلك ، فارحم نفسك ولا ترفع الأسقف على الآخرين ..

راع موقعك في التعليق ، فمَنْ مصطل بالنار ليس كمن هو منها ببعيد ، ولا تدع للنفوس حظا أو للشيطان مرتعا للوقيعة ..

وراع أيضًا من تعلق عليه ، حتى لا يصيب رذاذ تعليقك الممتحنين والمعذورين ، أولئك الذين إذا غابوا لم يفتقدوا ، وإذا حضروا لم يعرفوا !!

14 – لا تتردد في تصحيح طريقك طالما تبين لك خطؤه ، وتيسر لك التدارك :

فلا يعقل أن تتمادى في طريق خوفا من اللوم وقد بان لك خطؤه ، أو تتمسك بأسلوب ظهر لك من الممارسة عدم جدواه ، و”مفيش على راسنا بطحة” عشان نخاف نصحح ونقوم ما اعوج ..

15 – الحلم والأناة ، ولست خبا :

دائمًا في قراءتك للأحداث أعط لنفسك فرصة انجلاء الغبار ، وذلك من كثرة ما واجهنا من صدمات بعد تعلق واستبشار ، وبكثرة ما وقعنا في قراءات خاطئة ومتعجلة لقرارات أو أخبار ، ثم تبين لنا عظم الخطأ والتسرع فالانجرار ..

كان لزامًا أن تجعلنا الأزمات الأخيرة أكثر تريثا عند سماع تصريح أو قراءة بيان أو مقال ، فقد ثبت أن أمورًا كثيرة تدار بليل ، وأن أشياء كنا نراها عادية لم تكن إلا جزءًا من خطة ، وأن ظهورًا أو غيابًا أو استقالة لفرد لم يكن اعتباطًا ، وأن تشابهًا في معنى مقالات لأفراد مختلفين تنشر في نفس التوقيت لم يكن إلا موجة موجهة تجهيزا لأمر ما ،

وأننا طيبون لأبعد الحدود !!

16 – أدوات المعارك ولغاتها متعددة :

فهناك الإقدام وهناك الإدبار ، وهناك الكر وهناك الفر ، وهناك التحيز لفئة أو التحرف لقتال ..

هناك الهدنة وهناك الاستراحة ، وهناك المفاوضات المباشرة والأخرى غير المباشرة ..

هناك معركة الوعي واستعادة الثقة ، وهناك استرداد الأرض المفقودة وارتياد مواطن جديدة ..

هناك الفوز وهناك الخسارة ، هناك الإثخان وهناك الإجهاز ..

فلا تجمِّد نفسك عند وسيلة أو مصطلح وتحرَّر ، واستخدم الوسيلة المناسبة المتاحة في الوقت المناسب ، بالأفراد المتيسرة في الوقت المتاح ..

وتذكر أن بيت الشعر :

إن كنتَ ذا رأي فكنْ ذا عزيمة .. فإن فسادَ الرأي أن تترددا ..

له استكمال مهم جدا :

ولا تمهلْ الأعداءَ يومًا بقدرةٍ … وبادرْهم أن يملكوا مثلَها غدَا

17 – ولأن أدوات المعركة ولغاتها متعددة فلا تتسرع بالحكم على المواقف :

فمثلا الهدنة في سوريا ، ومواقف حزب النهضة بتونس ، واجتهادات العدالة والتنمية بالمغرب ، ودخول الحرب في اليمن بعد طول انتظار ، وقبول الهدنة الطويلة في غزة من حماس ، وووو .. كلها أدوات ولغات مختلفة للمعركة ، يجوز الأخذ بها أو ببعضها تبعا للواقع الداخلي والآخر الخارجي ، اجتهادًا للأفضل وحرصًا على الأجود ، وما توفيق أحدهم إلا بالله !!

18 – وما زلنا نطالب بهامش مرونة للقيادات المختلفة :

حتى تستطيع أن تنوع من أدواتها ، وتغير من لهجات معركتها ، وتقدم وتؤخر لما فيه الأجود والأنسب بدون خوف كثير صياح ، وكبير شغب وتعطيل ، ثقة من القواعد بقياداتها ، ومعرفة من القواعد بتعدد الأدوات وتنوع اللغات للمعارك والمواجهة ، وأنه من حسن العقل والتدبير الأخذ بالمفيد ، والتجديد دائمًا ..

19 – لا للفهم الخاطئ للمعركة الصفرية :

من الطبيعي أن تخطط للانتصار الكامل ، ومن المنطقي أن تسعى بدعوتك أن تعم الناس جميعا وتغطي وجه الأرض كله ، وأن تأمل أن تقتلع الشر والشرك من على وجه البسيطة ، وفي المقابل من المهم أن تفهم أنه لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم كهدف رئيس لهم ..

ولكن ممارسة المعارك على الأرض والتفكير في الدعوة في آن واحد تحتم عليك أن تعرف أنها معركة النفس الطويل ، وأنها جولات وجولات لا تنتهي إلا بانتهاء الحياة على وجه الأرض ..

ومن ثم فأنت تخطط للاستمرار والمواصلة ، وتحاور وتناور وتنحاز إلى فئة إن جرك أحدهم للمعركة الصفرية وأنت لم تستعد بعد ..

وأنت في غمار المعركة تستنفر جزء ليجهز نفسه للجولة التالية وما بعدها ، مستأنسا باجتهاد خالد في مناورته العظيمة بالجيش استنقاذا له وادخارا له للمعارك القادمة ، ولم يعتبر أن مؤتة آخر المعارك ، ومن ثم أخذ الإجازة لفعله من المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله : بل هم الكرار إن شاء الله !!

لا نصر دائم ، ولا معركة نهائية ..

20 – ولا تنسنا من تصويب ودعاء :

أخي : إن استفدت شيئا مما كتبنا فلا تنسني من دعوة بظاهر الغيب ، وإن رأيت نقصًا أو خطأ فنبِّه ووضِّح وبيِّن ،

وطوبى لمن أهدى إلي عيوبي ..

جمعنا الله وإياك في ركاب الموحدين والمحبين ..

مهندس / علاء فهمي