على طريقة” أوزيل”.. المطربة اللبنانية “إليسا” تدعم مسلمي الإيجور.. أين الإنسانية؟

حسن علي :

في الوقت الذى تصمت فيه مؤسسات ومنظمات إسلامية كبرى، تجد العون والدفاع عن مسلمي الصين “الإيجور” يأتي من حيث لا تتوقع، بعدما باتت المجازر ضدهم ملء السمع والبصر.

حيث عبّرت المطربة اللبنانية “إليسا” عن استيائها الشديد مما يحدث من اضطهاد ديني لمسلمي الإيجور في الصين.

الفنانة اللبنانية أعلنت عن تضامنها مع مسلمي الإيجور، عبر حسابها الخاص على موقع “تويتر”، بقولها: “الأخبار الواردة من الصين عن اضطهاد مسلمي الايجور بتصدم”.

إليسا أضافت: “المفروض أنه لما نتطور أكثر بالعلم والتكنولوجيا تزيد إنسانيتنا، مش العكس.. هالمشاهد ما بتهز بس المسلمين، لازم تهز كل إنسان عنده ضمير وذرة إنسانية”.

أوزيل يقذف الكرة

رغم مرور أيام على تغريدة نجم كرة القدم الألماني مسعود أوزيل، والتي ندد فيها بصمت العالم الإسلامي على الجرائم التي ترتكب ضد أقلية الإيجور المسلمة التي تسكن في إقليم شينجيانغ في شمال الصين، إلا أنه وحتى اليوم لم تتوقف أصداء تلك التدوينة التي لفتت أنظار العالم إلى مأساة تلك الجماعة، الأمر الذى دفع نشطاء لإحياء القضية وفضح جريمة الصين.

تغريدة أوزيل والتي عنونها بـ«الجرح النازف.. تركستان الشرقية»، والتي طالب فيها بمحاسبة السلطات الصينية على المجازر التي جرت في تلك المنطقة، وعمليات التطهير العرقي التي يتعرض لها المسلمون في إقليم شينجيانغ، والتي تهتم بها وسائل الإعلام الغربية وسط صمت من العالم الإسلامي- على حد وصفه- قائلا: «هناك تغلق المساجد وتحرق المصاحف ويقتل علماء الدين، بينما يقتاد الجيش الذكور منهم إلى معسكرات التدريب بطريقة وحشية».

‎#”الصين_بلد_إرهابي”

ودشن عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاشتاج #الصين_تقتل_المسلمين، بعد أحداث القمع والتنكيل ضد مسلمي الإيجور من قبل السلطات الصينية.

وتصدر الهاشتاج قائمة الأكثر تداولا عبر تويتر، وجاءت التعليقات كالتالي: “لا بد من فضح جرائم الصين من قتل وتعذيب واغتصاب واعتقال للمسلمين الإيجور.. كونوا على قلب رجل واحد أيها المسلمون.

‎#الصين_تقتل_المسلمين

‎#الصين_بلد_إرهابي

‎#China_kills_Muslims

‎#中國殺死穆斯林

‎#China_is_terrorist

‎#中國殺死穆斯林

وترجمتها

‏الصين تقتل مسلمي الإيجور

والهند تقتل مسلمي كشمير

ومينامار تقتل مسلمي الروهينجا

من هم الإيجور؟

في شمال الصين وتحديدا في إقليم شينجيانغ، والذي كان يعرف باسم «تركستان الشرقية» استقر المسلمون بعد انتقال الإسلام إلى غرب الصين أواخر القرن السابع الميلادي، عن طريق البعثات الدينية ثم الفتوحات الإسلامية، والذين كان أغلبهم مسلمين من أمم آسيا الوسطى عرقيا وثقافيا.

المسلمون استقروا في منطقة تركستان الشرقية شمال الصين، واستمرت تلك المنطقة جزءا من العالم الإسلامي حتى الغزو الصيني 1759، والذي عاد مرة أخرى عام 1876، وقام مسلمو تركستان الشرقية خلال هذا الغزو بعدة ثورات مسلحة لنيل استقلالهم، نجح بعضها وأخفق البعض منها، لكن مع قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949، أصبحت تركستان الشرقية جزءا من أراضي الصين، وأطلق عليها اسم “شينجيانج”، وهي كلمة صينية تعني “الإقليم الجديد”.

23  مليون مسلم في الصين

الصين التي يتخطى عدد سكانها نحو مليار و300 مليون إنسان ينتمي 92% منهم إلى عرق «الهان»، أما المسلمون ورغم أنه يطلق عليهم أقلية، إلا أنه يبلغ عددهم حوالي 23 مليون مواطن، وفق الإحصاءات الرسمية، ينتمون إلى 10 أعراق بينها شريحتان كبيرتان وهما «الهُوِي» الذين يتحدثون الصينية، وهؤلاء لا يشكلون أي مشكلة لدى الصين، فهم موالون سياسيا ومبعثرون جغرافيا ولا يطالبون بالاستقلال، و«الإيجور» وهم من سلّط نجم الكرة الألماني الضوء على معاناتهم.

ومنذ وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية، بدأت الصين في تصوير انفصاليي الإيجور على أنهم مساعدون لتنظيم القاعدة، متهمة إيّاهم بتلقي تدريبات ومساعدات من الجماعات المسلحة في أفغانستان المجاورة، على الرغم من ضعف الأدلة العامة التي قدمت لدعم هذه الادعاءات.

تضييق ومنع للشعائر

ووفقا للمنظمات الدولية يعاني الإيجور– الأقلية المسلمة في الصين- من تضييق السلطات الصينية على حرية ممارسة شعائرها الدينية، ومنها منعهم من الصيام في شهر رمضان، حتى فرضت عليهم الصين قيودا جديدة في إقليم شينجيانج، في إطار ما وصفته بكين بحملة ضد التطرف، شملت الإجراءات منع إطلاق اللحى، ومنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ومعاقبة من يرفض مشاهدة التليفزيون الرسمي.

ومن ضمن الإجراءات التعسفية التي اتخذت ضد مسلمي الإيجور، نصت القوانين على أن الموظفين في الأماكن العامة، من بينها المحطات والمطارات، سيكون لزاما عليهم منع النساء اللائي يغطين أجسامهن كاملة، بما في ذلك وجوههن، من الدخول وإبلاغ الشرطة عنهن.

وتعتبر الإيجور واحدة من 56 طائفة يسكنون الصين، ويتمركزون في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم، والتي تعرف باسم شينج يانج لدى الإدارة المركزية الصينية، وتبلغ مساحتها سدس مساحة الصين، وتعتنق طائفة الإيجور الإسلام، حيث تعود أصولها إلى الشعوب التركية التي سكنت آسيا.