علمنا شهر رجب خطورة التحايل على الشرع

ومن وظائف وأعمال شهر رجب خاصة والأشهر الحرم عامةً أن يعُلمنا خطورةَ التحايل على شرعِ الله عز وجل وأنه من سوء العمل الذي يزينه الشيطان للعبد ثم يؤدي به للكفر قال تعالى: {إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} كانت العرب تستطيل مدة الثلاثة أشهر الحرام المتواليات ذي القعدة وذي الحجة والمحرم، فيأتون إلى محرم ويجعلونه صَفَرًا، ثم يجعلون صَفَرًا المحرَّمَ، كأنهم يقولون (أربع أشهر حرم أهوه في السنة منقصناش منهم حاجة لكن بس بدلنا شهر مكان شهر) فبيّن الله لهم أن هذا التحايل من سوء العمل وأنه يؤدي بهم للكفر. إلا قبيلةً واحدةً كانت تُعظّم الأشهر وتبالغ في تعظيمها خصوصا شهر « رجب » وهي قبيلة (مُضَر) ولذلك شرّفهم النبي صلى الله عليه وسلم بذكرهم في بعض أحاديثه فقال: « ورجبُ مُضَرَ الذي بين جُمادى وشعبان » كذا فعلت بنو إسرائيل في قصة أصحاب السبت الواردة في سورة الأعراف (تحايَلوا على شرع الله وأوامره) فنزل بهم سوء العذاب. وأسوأُ صور التحايل على شرع الله عز وجل هي محاولة تطويعه للسلطات الحاكمة ولَيّ نصوصه لتوافق أهواءهم عن طريق مشايخ السلاطين وعلماء السوء – قبّحهم الله – قال ابن القيم رحمه الله: « علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون الناس إليها بأقوالهم ، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم ، فكلما قالت أقوالهم للناس : هلموا ؛ قالت أفعالهم : لا تسمعوا منهم ، فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدِلّاء، وفي الحقيقة قُطّاع طرق »