شخصية اليوم : سيف الدين قطز

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا
قطز رحمه الله تعالى مجدد للأمة :
لا شكَّ أن قطز كان من هؤلاء المجددين الذين تكلم عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث.
إن شئت فتحدث عن إيمانه وخشوعه، وإن شئت فتحدث عن زهده وعفافه
وإن شئت فتحدث عن كفاءته ومهارته، وإن شئت فتحدث عن صدقه وإخلاصه، وإن شئت فتحدث عن جهاده وتضحيته، وإن شئت فتحدث عن صبره ومصابرته، وإن شئت فتحدث عن حلمه وتواضعه.
لقد كان رجلاً مجدِّدًا بمعنى الكلمة.
كان كما وصفه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى ، في سير أعلام النبلاء، حيث قال:
كان فارسًا شجاعًا، سائسًا، ديِّنًا، محببًا إلى الرعية، هزم التتار، وطهّر الشام منهم يوم عين جالوت، ويَسْلَم له إن شاء الله جهادُه، وكان شابًا أشقر، وافر اللحية، تامّ الشكل، وله اليد البيضاء في جهاد التتار، فعوَّض الله شبابه بالجنة ورضي عنه
وكان كما وصفه ابن كثيررحمه الله تعالى ، في البداية والنهاية:
كان شجاعًا بطلًا، كثيرَ الخير، ناصحًا للإسلام وأهلِه، وكان الناس يحبونه ويدعون له كثيرًا
ولاَحِظْ أن المؤرخين المسلمين يعلّقون دائمًا على مسألة حب الناس للشخص وحب الرعية للزعيم.. وهو مقياس دقيق من مقاييس العظمة الحقيقية.. فالصالحون من هذه الأمة لا يحبون إلا صالحًا.. ولا يبغضون إلا فاسدًا.. ومن أجمع الصالحون على حبه فهو محبوب عند الله، ومن أجمع الصالحون على بغضه ، فهو بغيض عند الله تعالى .

عاش قطز عزيزًا شريفًا رافعًا رأسه، مُعِزًا لدين الله، محبوبًا من شعبه، مرهوبًا من أعدائه..
يقول الشيخ العز بن عبد السلام: « ما ولي أمر المسلمين بعد عمر بن عبد العزيز من يعادل قطز صلاحًا وعدلًا »
لقد فقه قطز أن رزق العبد مكفول له قبل أن يولد، وأن نصيبه من المال والسلطة والملك سوف يصل إليه حتمًا، بل سيجري وراءه حثيثًا.. ولذلك لم يُذِلَّ نفسه قط، وكان دائمًا يعتمد على الذي بيده الرزق والأمر سبحانه، وأجْمَلَ في الطلب؛ فلم يخضع لإنسان مهما بلغت قوته، ولم يرهب جيشًا مهما كانت عدته وفقه بعمق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن ماجه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، والذي قال فيه: « أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ »
مقتل قطز:
حقق قطز الانتصار العظيم على جحافل التتار، وبعد أن حرر دمشق ومدن الشام ونظم أحوالها، أخذ طريقه إلى مصر، وفي طريق عودته حدثت الفاجعة التي أذهبت لذة النصر من قلوب المسلمين؛ حيث قُتل القائد المظفر قطز، علي يد السلطان بيبيرس بسبب ثأر قديم