شخصية اليوم : الصعيدى الذي فتح اليابان..

نحن مع قصة أحد الشخصيات العظيمة في تاريخ الإسلام وتاريخ مصر والتي ضحت من أجل رفعة دين الإسلام، ومع ذلك يغفل الكثيرون عنه وعن مواقفه، إنه الشيخ الأزهري “علي الجرجاوي” صاحب القصة الشهيرة في بلاد اليابان.
ولد الشيخ علي بصعيد مصر في قرية ” أم القرعان” بسوهاج ،وبعد اتمام دراسته الأزهرية كانت له قصة شيقة مع اليابانيين، حيث قرأ بإحدى الصحف أن رئيس وزراء اليابان الكونت ” كاتسورا ” أرسل خطابات رسمية الى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين وكل أصحاب الديانات لكى يجتمعوا فى مدينة طوكيو فى مؤتمر عالمى ضخم يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته، ومن ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان ليكون دينًا رسميًا للإمبراطورية اليابانية بأسرها، وسبب ذلك أن اليابانيين بعد انتصارهم المدوي على الروس فى معركة ” تسوشيما ” عام 1905 م، رأوا أن معتقداتهم الأصلية لا تتفق مع تطورهم الحضارى وعقلهم الباهر ورقيهم المادى والأدبى الذى وصلوا إليه، وأرادوا اختيار دين جديد يناسب تطورهم.
فكتب الشيخ على الجرجاوى فى صحيفته الخاصة “الإرشاد” نداء عامًا لعلماء الأزهر لكى يسرعوا بالتحرك قبل أن يفوتهم موعد المؤتمر، ولكن نداءاته لم تلق جوابا، ولكنه لم يستسلم وانطلق الى قريته الصغيرة ليبيع خمس أفدنة من الأرض كانت جل ثروته، لينفق من حسابه الخاص على تكاليف تلك المغامرة التى عانى فيها قبل اختراع الطائرات، حيث انتقل على متن باخرة من الإسكندرية فى مصر إلى إيطاليا ومنها الى اليمن، ومنها إلى بومباى فى الهند، ومنها إلى كولمبو فى جزيرة سيلان “سيريلانكا حاليا” ومن هناك استقل باخرة لشركة إنجليزية متجهة لسنغافورة، ثم الى هونج كونج ثم سايغون فى الصين، ليصل أخيرًا إلى ميناء” يوكوهاما” اليابانى بعد مغامرة بحرية.
لاقى هذا الصعيدى البطل ما لقاه من الأهوال والمصاعب ليجد على الميناء وفدا من دعاة الاسلام من حول العالم، ويجتمع أولئك الدعاة جميعًا ويكونوا وفدًا إسلاميًا ضخمًا مكونًا من مسلمين من أقطارٍ مختلفة.
وهناك فى طوكيو أسلم الالاف على أيدى تلك المجموعة، وكاد إمبراطور اليابان ” ألماكيدو ” نفسه أن يسلم على يد ذلك الصعيدى البطل بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام، إلا أنه خاف على كرسى الإمبراطورية بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر، فأخبر ” الماكيدو ” الشيخ الجرجاوى أنه إذا وافق الوزراء على تغيير دين الآباء، فإنه سيختار الإسلام بلا أدنى شك، ليخرج الجرجاوى إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان، ليُسلم على يديه آلاف اليابانيين، وليعود بعدها إلى مصر ليصف تلك الرحلة العجيبة إلى بلاد الشرق فى كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات فى القرن العشرين أسماها ” الرحلة اليابانية ” وضع فيه نفائس القصص الممتعة وغرائب الحكايات الشيقة التى عايشها فى رحلته الدعوية إلى اليابان.

لنك تحميل الكتاب من موقع النور