رسالة من القائم بأعمال المرشد العام: رمضان.. فرحة وفرصة


الحمد لله الذي بلَّغنا رمضان، ليزداد المتراحمون في تراحمهم والمتكافلون في تكافلهم، عسى أن ينتبه الغافلون من غفلتهم، وينتهي الظالمون المفسدون عن ظلمهم وفسادهم، فلا يزال المنادي في رمضان، ينادي البشرية جميعًا: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، وما زال للأمه الإسلامية – رغم ضعفها وتفرقها – فرصة لتجمع شملها، وتنقذ نفسها في رمضان، لتعود لأداء دورها في إنقاذ العالم من هذه الجائحة، التي أثبتت للبشرية جميعًا أن امتلاك الأموال والقوة العسكرية والرفاهية الاقتصادية والتقدم التقني، بحاجة إلى القيم الإنسانية، من التعاون والتراحم والتكافل، حتى تستمر الحضارة الإنسانية.
وعلى قدر ما تستكمل أمتنا الإسلامية قيم التراحم والتكافل والتعاون، وتستعيد وحدتها، يكون لها دورها الحضاري، حين يأذن الله بكشف البلاء والوباء، وتصحيح موازين القوى، وفق سننه الكونية.. (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) (الرعد: 17).
والإخوان المسلمون إذ يهنئون الأمة الإسلامية كافة بحلول شهر رمضان، ليخصُّون بالتهنئة المجاهدين المرابطين في ثغور المواجهة مع المحتل في فلسطين، وكذلك المناضلين من أجل الحرية والكرامة في سجون الظالمين وخارجها، داعين الله أن يُنزل عليهم وعلى أهليهم وعلى كل المستضعفين من المؤمنين – في كل أرجاء الأرض – السكينة، وينشر عليهم وعلى الأمة جميعًا من رحمته، وأن يكشف الوباء عن الإنسانية جميعًا؛ لعلهم يكونون من بعده من الشاكرين.. (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) (النساء: 147).
القائم بأعمال المرشد العام
أ.د محمود عزت
2 رمضان 1441هـ = 25 أبريل 2020م