الامام الشهيد حسن البنا
الامام الشهيد حسن البنا

رجال لا يبخلون على دعوتهم

رجال لا يبخلون على دعوتهم

يقول الإمام حسن البنا: (ألا فليعلم هؤلاء وليُعلِموا غيرهم أن الإخوان المسلمين لا يبخلون على دعوتهم يوما ًمن الأيام بقوت أولادهم وعصارة دمائهم وثمن ضرورياتهم ، فضلاً عن كمالياتهم والفائض من نفقاتهم ، وأنهم يوم حملوا هذا العبء عرفوا جيدا أنها دعوة لا ترضى بأقل من الدم والمال ، فخرجوا من ذلك كله لله ، وفقهوا معنى قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) التوبة 111 ، فقبلوا البيع وقدموا البضاعة عن رضاً وطيب نفس ، معتقدين أن الفضل كله لله ، فاستغنوا بما فى أيديهم عما فى أيدى الناس) .الإمام حسن البنا – رسالة المؤتمر الخامس 1939

ويظهر المعدن النقي للإخوان المسلمين حيال دعوتهم أثناء الفتن والمحن والابتلاءات ، فلا تزيدهم هذه الخطوب والفتن إلا نقاءاً ، وبصبرهم وثباتهم على مبادئها لا تزعزعهم زلازل الشبهات ولا براكين الشهوات . ولقد تحمَّل الإخوان المسلمون كلَّ المحن الطاحنة التي نزلت بهم ، لم يُضعف ذلك شيئًا من تمسكهم بمبادئهم، وارتباط بعضهم ببعض، وتعاونهم في حياتهم الخاصة والعامة، وحبهم لدعوتهم ، والتفافهم حول قيادتهم وتحت رايتهم .

يقول الأستاذ عمر التلمساني – رحمه الله – في آخر مقالاته : – (لو أجمعت الدنيا بأسرها على مصادرة دعوة الإخوان المسلمين، فإنها أعجز من أن تصادرها في قلوبهم، وإذا ضاقت الأرض بأهلها، فإن قلوب الإخوان لن تضيق بدعوتهم، إن القلوب المخلصة عرش الرحمن الذي لم تسعه أرض ولا سماء، ووسعته قلوب عباده المؤمنين، هيبةً وعظمةً وإجلالاً وتكبيرًا، ما دامت هذه الركيزة متمركزةً في قلوب الإخوان، فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون) (مقال نحن بخير حال – 1986) .

نعم أيها الأحباب ، لن تضيق قلوب الإخوان المسلمين بدعوتهم إن شاء الله ، لأنهم يرون فيها حياة قلوبهم ، وسلوى نفوسهم وأرواحهم ، ويستشعرون فى ظلالها الوارفة بلذة الجهد ومشقة السعي ، آملين في عظيم الأجر ، كما يشعرون فيها بنعمة اجتماع القلوب وجميل البيعة والعهد ، ويسعدون فيها بحياة الاصلاح وسبيل الرشد .

من هنا وجب علينا نحن أبناء هذه الدعوة المجاهدة المباركة ، أن تحيا دعوتنا أولا فى قلوبنا ، وتُسيطر على مشاعرنا ، وتوجه اهتماماتنا ، وتضبط سلوكنا ، وتنظم أولوياتنا ، ولنعلم جميعا أننا إن حملنا همها ، وعشنا بها ولها ، فسيكون فى ذلك عزنا وفلاحنا ، ولإن أقمناها بحق فى نفوسنا ، قامت وعلت فى أرضنا وبين أقوامنا .

وختاما : نحيا بها كراماً أو نموت كراماً

يقول الإمام حسن البنا : (سنجاهد في سبيل تحقيق فكرتنا ، وسنكافح لها ما حيينا ، وسندعو الناس جميعا إليها ، وسنبذل كل شيء فى سبيلها ، فنحيا بها كراما أو نموت كراما ، وسيكون شعارنا الدائم : (الله غايتنا ، والرسول زعيمنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا).).