DES MOINES, IA-DECEMBER 11: Republican Presidential Candidate Donald Trump speaks at a Town Hall style campaign rally at the Varied Industries Building at Iowa State Fair Grounds on December 11, 2015 in Des Moines, Iowa. Recent polls continue to show Trump holding a lead in the race for the Republican nomination for President. (Photo by Steve Pope/Getty Images

د/ أحمد نصار : الحديث عن عزل ترامب.. مجددا..

الحديث عن عزل ترامب بدأ يكتسب صفة الجدية.. ويدأ ينتقل من حديث في الإعلام إلى واقع قانوني على الأرض يمكن أن يرى النور مستقبلا..

هناك إجماع أن الأمر صعب ولكنه ليس مستحيلا.. معقد ولكنه قد يحدث، وخاصة إذا استمرت الأمور بنفس الوتيرة التي تجري بها الآن.
تم تعيين محقق خاص بشأن التدخل الروسي في الانتخابات، وهو “روبرت ميللر“، وهو شخص قوي من الصعب تهديده أو احتوائه..

ومنذ أيام قام الكونجرس بتحصين ميللر من العزل، حتى لا يقوم ترامب بفصله من عمله كما فعل مع جيمس كومي في سابقة هي الأولى في التاريخ.

وسريعا بدأ ميللر في اختيار هيئة محلفين كبرى Grand Jury واختار واشنطن العاصمة مقرا لها، وهي الهيئة التي ستطلب استدعاء الشخصيات التي تريد استجوابها أو سماع أقوالها، ومن ثم تقديم لائحة اتهامات بحقهم أو بحق غيرهم بناء على أدلة وبراهين يجمعها ميللر.

الأمر مقلق لترامب، وخاصة مع استمرار تسريب أنباء عن اجتماعات متكررة لأعضاء في إداة ترامب وعائلته ودائرته المقربة مع أشخاص لهم علاقة بالحكومة الروسية، وهي اجتماعات سبق وأن نفاها بعض هؤلاء تحت القسم قبل تعيينهم في إدارة ترامب (مثل وزير العدل جيف سيشنز) مما يجعلهم عرضة للمحاكمة بتهمة الحنث باليمين والكذب تحت القسم بغض النظر عن ثبوت تهمة التخابر مع الروس أم لا.

أما ترامب نفسه فيواجه تهمة أخرى بعيدا عن علاقاته بالروس، وهي تهمة إعاقة سير العدالة Obstruction of justice، نتيجة إقالته مدير الاف بي اي السابق جيمس كومي أثناء ترؤسه تحقيقا ضد ترامب، وهو شيء لم يحدث كما قلنا في التاريخ الأميركي. (حتى نيكسون أقال محققا خاصا في قضية ووتر جيت، ولم يقم بإقالة مدير الا في بي اي أثناء ترؤسه تحقيقا ضده كما فعل ترامب)
الآن، كل الدوائر الأمنية والاستخباراتية في أميركا أجمعت أن هناك تدخلا روسيا مباشرا في الانتخابات الأميركية، ووصل الأمر إلى تحديد حجم هذا الاختراق ووسائله (الحديث عن 22 ولاية تحديدا) والباقي فقط معرفة الأشخاص المتورطين في هذا الأمر، ومدى علاقتهم بترامب شخصيا.

وبالتزامن مع كل ذلك، ومع فرض الأمريكان عقوبات جديدة على روسيا التي ردت بالمثل، يتحدث السفير الروسي السابق في أميركا (والذي نشرت صورا له جمعته بوزير العدل الأميركي بعد نفي الأخير بعد القسم أي لقاء بينهما) لأول مرة عن لقاءات جمعته بأفراد من إدارة ترامب.. فهل يريد السفير الروسيومن ورائه روسيا تثبيت التهمة على ترامب؟؟

هل رجل روسيا الحقيقي في أميركا هو بنس (نائب ترامب) ويريدون إزاحة ترامب بتسريب هذه المعلومات عنه؟؟

الأمور غير واضحة.. لكن المؤكد أن الأمر صار جديا.. إلى الدرجة التي جعلت نائبة ديموقراطية مخضرمة في الكونجرس تقول صراحة: سنعزل ترامب.. وسنسعى من بعده خلف بنس.