دور الأم في تربية الطفل المسلم

أثر علاقة الوالدين في تربية الطفل

لقد أودع الله سبحانه وتعالى في قلب ونفس الوالدين مشاعر متآلفة من الحب والحنان والعطف نحو أطفالهم، ولقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة توضح علاقة الاباء والبناء منها قوله تعالى “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”، وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم “ألزموا اولادكم وأحسنوا ادبهم”.

فالطفل إذا وجد في جو مشبع بالمودة والرحمة ، فإن ذلك سيؤثر على هدوء وإستقرار نفسيته، ولا شك أن الوضع الثقافي والتعليمي للوالدين يؤثران تأثيراً إيجابياً وفعالاً في التربية السليمة للطفل، وفي الصورة المقابلة نجد العكس، فعندما تكون الأسرة بعيدة كل البعد عن النواحي الثقافية والتعليمية، فإننا سنجد الطفل الذي يعاني الكثير من صعوبة التكيف مع المجتمع والبيئة التي يعيش فيها.

الأم قدوة متحركة في أرجاء البيت

الطفل يتأثر بما يدور حوله ، فإن كانت الأم صادقة أمينة خلوقة كريمة شجاعة عفيفة، نشأ إبنها على هذه الأخلاق الحميدة ، والعكس نجده إذا كانت الأم تتسم بسمات عكس السمات السابقة ، نشأ الطفل على الكذب والخيانة والتحلل والجبن، فالطفل مالم يوجه التوجيه السليم ، فإنه بلا شك سينحرف إلى الجانب السلبي ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه ”

أثر اللغة في تنمية الناحية الأخلاقية والإجتماعية والفكرية في الطفل

لقد كان العرب يحرصن كل الحرص على ان يبعثوا اولادهم منذ ولادتهم للبادية، بهدف إجادة اللغة الفصحى التي يتداولها سكان البادية، بالإضافة إلى إكتساب صفات الشجاعة والشهامة والمرؤة والعفة والكرم والجرأة، فتعليم الطفل اللغة الصحيحة للطفل أمر هام ، وعلى الأم ان تستخدم العبارات الواضحة التي تعتمد وتهدف إلى تحسين الأخلاق، فهي عندما تعوده على التسمية في بداية الأكل وأن يحمد الله إذا فرغ من الأكل تجعله يتعود منذ صغره على الكلام النبوي ، ويعي حقيقة العبودية، وللغة أهمية في التربية العقلية والإجتماعية لاسيما في مرحلة السؤال التي تكثر فيها أسئلة الطفل التي تدور حول ماذا أو لماذا او متى ….

أثر القصة في غرس القيم والمباديء الحسنة

إن الطفل يدرك المحسوس الذي يباشره بالعين أو الأذن او اليد أو الأنف ، بيد أنه في حاجة إلى فهم امور عقلية مجردة في طفواته لاسيما المتوسطة والمتأخرة، وتساعد القصة بما فيها من أشخاص وأحداث على تقريب المعاني والأفكار بصورة مجسدة، ومن خلال سرد قصص الأنبياء التي تتمثل فيها نماذج رائعة للتربية بجميع أنواعها، وحين يعيش الطفل في جو القصص النبوية القرآنية فإنه يعيش مجالس النبوة، ويعيش أحداثها، وفي ذلك مافيه من تعليم وتربية ، الى جانب المتعة والراحة النفسية.

وهناك ميول تظهر على الطفل وتلمسها الأم ولابد لها من تنميتها

مثل ميل الطفل للرسم، فلابد لها من تشجيعه ومساعدته وإحضار الألوان والكراسات التي يختارها ، كما ان من الأطفال من يميل إلى القراءة فلابد من تشجيعه وهنا نؤكد على ضرورة تكوين المكتبة المنزليةالتي تحتوي بالإضافة إلى كتب الكبار على ركن يحتوي على كتب الأطفال وفيما يلي بعض التوصيات التي من المناسب ذكرها في هذا المجال :

1 – أن تدرس مادة القرآن مع تجويدها في جميع الجامعات

2 – ان توضع المواد بالشكل الذي يتناسب ويتلائم مع البيئة

3 – على الجامعات ان تدخل بعض المواد التربوية مثل علم النفس التعليمي، والتكوين التربوي ضمن مقرراتها الدراسية

4 – الإعتماد على الطريقة الكلية في تدريس اللغة العربية لاسيما في الصفين الأول والثاني

5 – عقد الدورات التدريبية لجميع العاملات في مجال التعليم بهدف مساعدتهن على النمو المهني

6 – على المؤسسات التعليمية الإهتمام بإعداد برامج لتوعية الأسرة تعينها على تربية أطفالها التربيه الأسلامية