خالد حمدي: ما تفعل الآيات…. مع النفوس الخبيثات!!

سمعت أحد الدعاة يقول:
كنت في عزاء رجل من علية القوم، وبينما الشيخ يقرأ القرآن إذ دخل سرادق العزاء وزير تحيط به حاشيته، وجلس على مقربة مني، ثم سادت حالة من الصمت المكان إلا مما كان يقرؤه الشيخ من القرآن..
وبينما الشيخ يقرأ ولم ينته سمعت الوزير يقول لمن بجواره:
ياللا بينا نمشي أحسن ربنا يهدينا!!!
ثم انتفض واقفا وأسرع خارجا من السرادق برفقة من معه. 
بعض الناس يكرهون الهداية…ويهربون من أسبابها حتى ولو كان بينهم وبينها شبرا..
كأن قلوبهم ألفت الانتكاس والعياذ بالله…
وهذا النوع سماه العلماء: العاصون كبرا… وقالوا: أنهم غالبا يموتون على غير هداية!!
واستدلوا بقوله تعالى: “سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق”
كنت في الماضي أحسب هذا النوع قليلا في الناس حتى رأيت الجموع الكثيرة من الشعوب التي تعلم الحق وتوقنه ثم تهوي إلى قدم الباطل وتقبلها.
كان أمية بن أبي الصلت حكيم العرب وشاعرهم ومؤدبهم بحكمه ومواعظه وأشعاره فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفر به لأنه كان يرى نفسه أولى بالنبوة!!
ضيعه كبره حتى أنساه حكمته ومواعظه.
ولما علا شأن ابن تيمية في مصر وشى به العلماء حتى سجن وعُذب…إذ كانوا يرون أنفسهم أولى بهذه المكانة منه…
أعماهم حسدهم للرجل وكِبرهم عن التتلمذ عليه حتى أنساهم القرآن الذي حفظوا والدين الذي علموا.
عصاة الضعف وعصاة الجهل ذنبهم بإذن الله مغفور وكسرهم مجبور..لكن المصرِّين المعاندين ما أظنهم سيخرجون منها سالمين…
لأن الحق أصبح أوضح من أن يمارى فيه..
لكن…وما تفعل الآيات…. مع النفوس الخبيثات!! 
رب سلم سلم.
خالد حمدي