حدث في 7 رمضان

حدث في 7 رمضان

افتتاح جامع الأزهر:

في 7 رمضان عام 361 هـ تم افتتاح الجامع الأزهر، وأقيمت أول صلاه فيه؛ حيث انطلق صوت المؤذن من فوق مئذنة جامع الأزهر في مدينة القاهرة بمصر، وللأزهر مكانة علمية ودينية لدى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تم إنشاؤه على يد جوهر الصقلي في عهد المعز لدين الله.

اختلف في سبب تسميته بهذا الاسم، ولكن الراجح أنه سُمي على اسم السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

كان هدف الفاطميين في بادئ الأمر من بناء الجامع الأزهر هو نشر المذهب الشيعي في مصر، ولكن سرعان ما عادت مصر إلى المذهب السني في عهد صلاح الدين الأيوبي، فكان الأزهر منارة من أكبر منارات المذهب السني.

وقد لعب الجامع الأزهر دورًا رياديًّا عبر التاريخ منذ إنشائه، فكان الجامع والجامعة، ومنه تنبعث الجيوش، ومنه تخرج الثورات الإصلاحية، وفيه يتربى قادة الأمة وملوكها، وكان للأزهر وعلمائه – ومنهم عمر مكرم – دورًا كبير في محاربة الاستعمار الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م؛ حيث أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم من داخل الأزهر الشريف وتزعَّموا مقاومة الاحتلال، وعندما تحصَّن المصريون بالأزهر دخل نابليون بخيوله حصن الجامع الأزهر مما كان له بالغ الأثر في التعجيل بخروج الفرنسيين من مصر؛ حيث قامت ثورة القاهرة الثانية.

وكان له دور بارز في مواجهة الاحتلال البريطاني؛ حيث اشترك الأزهر في الثورة العرابية 1881م لمقاومة التدخل الإنجليزي، وكان أحمد عرابي ممن درسوا في الأزهر.

وبعد الاحتلال البريطاني لمصر كان لشيوخ الأزهر دور كبير في إشعال الروح الوطنية ضد المحتل الإنجليزي، وتصديه لمحاولة زرع الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط في مصر.

لقد كان الأزهر صمام الأمان الذي فطن لمُحاولات المحتل.

دخول المعز لدين الله الفاطمي مصر:

يَنتمي الفاطميون إلى المذهب الإسماعيلي نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وسُميت بالدولة الفاطمية نسبةً إلى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

دخل المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة بعد أن انتهى من بنائها وبناء جامعها الأزهر جوهر الصقلي – القائد العسكري الذي قاد الغزو على مصر للفاطميين.

حمل المعز لدين الله إلى مصر ألفًا وخمسمائة جمل محملة بالذهب، وحمَل معه رفات أهله وأجداده ليعاد دفنُها في القاهرة.

وفاة ابن نُجَيَّة:

هو زين الدين علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الدمشقي ولد في دمشق عام 508هـ.

كان بن نُجَيَّة لطيف الطبع، جيِّد الوعظ، متدينًا، له مكانة عالية وكبيرة، أراد عمارة اليَمني الناقم على صلاح الدين أن يُقرِّبه إليه، ويشركه في مخططه، وبالفعل أعلمه عمارة بما عزم عليه من الغدر بصلاح الدين، ومن ثَم حرص ابن نُجَيَّة على إخبار صلاح الدين بمخطط عمارة ومن معه، فشنقهم صلاح الدين، ولفضله ومكانته كان صلاح الدين يُكاتبه، ويُحضره مجلسه.

قال ابن النجار: كان مليح الوعْظ، لطيف الطبع، حلو الإيراد، كثير المعاني، متدينًا، حميد السيرة، ذا منزلة رفيعة، وهو سبط الشيخ أبي الفرج.

قال أبو المظفر السِّبط: اقتنى ابن نجية أموالاً عظيمة، وتنعَّم تنعُّمًا زائدًا؛ بحيث إنه كان في داره عشرون جارية للفراش، تُساوي كل واحدة ألف دينار وأكثر، وكان يُعمَل له من الأطعمة ما لا يُعمل للملوك، أعطاه الخلفاء والملوك أموالاً جزيلة، قال: ومع هذا مات فقيرًا كفَّنه بعض أصحابه.

في السابع من شهر رمضان من عام 599هـ توفِّي زين الدين بن نجا، ودُفن بتربة سارية في قرافة مصر، بجوار عز الدين ابن خاله.

وفاة سري السقطي:

هو أبو الحسن سري بن المغلس السقطي، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري.

ولد السقطي ببغداد ولقِّب حينها: “إمام البغداديين وشيخهم في وقته،. تتلمذ على يد معروف الكرخي.

كان يقول: ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان: من إذا غضب لم يُخرجه غضبه من الحق، وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.

ويقول: رأيت الفوائد تَرِد في ظلم الليل.

ويقول: تصفية العمل من الآفات أشد من العمل.

قال الجنيد سمعت السري يقول: خفيَت عليَّ علة ثلاثين سنة، وذلك أنا كنا جماعة نبكر إلى الجمعة ولنا أماكن عرفت بنا، فمات رجل من الجيران فشيعتُه وأضحيت عن وقتي فجئت الجمعة، فلما قربت من المسجد، قالت لي نفسي: الآن يرونك وقد أضحَيت وتخلَّفت.

توفي سري السقطي سنة 251 هـ[1]، ودفن بالشونيزية أو مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من بغداد، وسُميَت فيما بعد باسم مقبرة الشيخ معروف.



[1] الكسنزانية: شيخ صوفية العراق الإمام سري السقطي.