حدث في 3 رمضان

حدث في 3 رمضان

وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها:

في الثالث من شهر رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة تُوفيَت ابنة رسول الله فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، ودُفنت بالبقيع ليلاً، وكان ذلك بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، واختُلف في سنِّها وقت وفاتها؛ فقيل: سبع، وقيل ثمانٍ، وقيل: تسع وعشرون.

وقد روى ابن سعد في (الطبقات): أنها غسَّلت نفسها قبل أن تموت، ووصت أن لا يغسلها أحد لئلا يَنكشِفَ جسدُها، وأن عليًا دفنها دون غُسل، قال الذهبي عن هذا الكلام في “السيَر”: هذا منكر ا.هـ.

وقال ابن الأثير في “أسد الغابة”: والصحيح أن عليًّا وأسماء غسلاها ا.هـ.

تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد الهجرة، وذلك بعد بدر بأربعة أشهُر ونِصف، وبَنى بها بعد ذلك بسبعة أشهر ونصف، فأصدقها دِرعه الحطمية وقيمتُها أربعمائة درهم، وكان عُمرها إذ ذاك خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، فولدت له حسَنًا وحُسينًا ومحسنًا وأم كلثوم التي تزوج بها عمر بن الخطاب[1].

حادثة التحكيم:

وكانت بين على بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بعد انتهاء موقعة صفِّين التي راح ضحيتَها قرابة خمسين ألفًا أو سبعين ألفًا من المسلمين، فرأي الصحابي الجليل سهل بن حنيف ضرورة توحيد الصفوف بين المسلمين وإزالة أي خلاف بين الطرفين.

هذا وقد اجتمع الحكمان في 3 رمضان، فأرسل علي بن أبي طالب أربعمائة رجل وحكَمه أبا موسى، وأرسل معاوية أقل منه وحكمه عمرو بن العاص، ودار بين الحكمين حوار طويل ومداوَلات عديدة انتهت إلى بقاء الأمر على ما هو عليه، “علي بن أبي طالب” أميرًا للمؤمنين يحكم على ما تحت يديه من الحجاز والعراق واليمن ومصر، “ومعاوية” يحكم على ما تحت يديه من الشام، مع تفويض أعيان الصحابة السابقين في الإسلام للنظر في من يلي أمور المسلمين والاجتماع على رجل يكون خليفةً للمسلمين، وذلك بعد أن اعتزل العديد من كبار الصحابة هذه الفتنة[2].

استخلاف مروان بن الحكم:

هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن شمس بن عبدمناف القرشي الأموي، أبو عبدالملك ويقال: أبو الحكم، ويقال: أبو القاسم، وهو صحابي عند طائفة كثيرة؛ لأنه وُلِدَ في حياة النبي، أما ابن سعد فقد عَدَّه في الطبقة الأولى من التابعين.

تَطَلَّع مروان إلى الخلافة، ولكن الأمر لم يكن سهلاً ميسورًا فقد واجهته عدة صعوبات؛ حيث كان المسلمون منقسمين إلى فريقين: فريق يَميل إلى بيعة خالد بن يزيد بن معاوية، ويتزعمه حسان بن مالك بن مجدل الكلبي، ومالك بن هبيرة السكوني، والفريق الآخر يميل إلى بيعة مروان، ويتزعمه روح بن زنباع الجذامي والحصين بن نمير السكوني، ومعهم عبيدالله بن زياد، واستطاع الفريق الثاني أن يتغلب على الفريق الآخر، ثم اتفقوا على حلٍّ يُرضي الجميع، وهو أن تكون البيعة بالخلافة لمروان، ثم من بعده لخالد بن يزيد، ومن بعده لعمرو بن سعيد الأشدق، واتفقوا على عقد مؤتمر في الجابية لإنهاء المشكلة، وبهذا استقر حكم الشام لمروان ابن الحكم.

وفي 3 من رمضان 65هـ توفي مروان بن الحكم في دمشق، مؤسس الدولة الأموية الثانية، صاحب عدد من الإنجازات الحضارية؛ مثل: ضبط المكاييل، والأوزان.

خلافة الحكَم الثاني المستنصر بالله بعد وفاة والده الخليفة الناصر بالأندلس:

ولد في شهر جمادي الأولي 302 في قرطبة، ولما توفي أبوه تولى الحكم في 3 رمضان 350هـ بعد أبيه عبدالرحمن الناصر لدين الله.

يعتبر تاسع أمراء الدولة الأموية في الأندلس، وثاني خلفائها.

سار الحكم المستنصر على نهج سياسة والده العدائية نحو الخلافة الفاطمية في شمال إفريقيا، وكان عهده عهد حروب ومؤامرات متبادلة بينه وبين الفاطميين، كما كان أيضًا عاشقًا للعلم واقتناء الكتب؛ حيث شهد عهدُه نهضةً في التعليم العام، جعلت أبناء عوام الشعب يجيدون القراءة والكتابة في الوقت الذي كان فيه علية القوم في أوروبا لا يستطيعون ذلك، كما غدا المسجد الجامع جامعةً بمفهوم العصر الحديث؛ تُدرَّس في حلقاته مختلف العلوم، وقد أغدق الحكم عطاياه على العلماء في عصره سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم[3].

من أعماله: توسعة المسجد الجامع، الذي أوكله لحاجبه جعفر بن عبدالرحمن الصقلبي[4].

في ربيع الأول 364 هـ، اعتلَّت صحة الحكم واحتجب حتى نهاية ربيع الآخر، فأعتق مائة عبد، ثم أسقط سدس المغارم على رعاياه في الأندلس حمدًا لله على انتهاء مرضه، وأمر بأن تؤخذ البيعة لولده هشام فأُخذت في القصر في غرة جمادى الآخرة 365 هـ، إلا أن علَّته تواصلت حتى توفي في 3 صفر 366 هـ[5].


[1] وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنها؛ موقع قصة الإسلام.

[2] حادثة التحكيم – مفكرة الإسلام.

[3] عنان 1997، (ص: 507).

[4] ابن عذاري 1980، ص: 234)

[5] ابن عذاري 1980، (ص: 253).