حدث في 22 رمضان

حدث في 22 رمضان

وفاة ابن أصبغ:

هو محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي، صَاحِبُ صَلاةِ الْفَرِيضَةِ بِجَامِعِهَا الأَعْظَمِ، وَخَاتِمَةُ الأَعْيَانِ النُّبَهَاءِ بِحَضْرَتِهَا، رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَأَخَذَ الْقِرَاءَاتِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ مُدِيرٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ فَرَجٍ وَالْجَيَّانِيِّ، وَغَيْرِهِمَا، وَجَالَسَ أَبَا عَلِيِّ بْنَ سُكَّرَةَ، وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ، وَتُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ 536.

من أَهْل قرطبة، يعرف بابن المُناصف، ويكنى أَبَا القَاسِم، روى عَنْ أبيه قاضي الجماعة أبي عَبْد اللَّه وهو الَّذِي صلّى عَلَيْهِ عِنْدَ وفاته وروى أيضًا عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتَّاب، وغيرهما، حدَّث عَنْهُ شيخنا أبو القَاسِم بْن بقي الموطأ قراءة عَلَيْهِ، ولم يأخذ عَنْهُ غيره، ولا أجاز لَهُ، قرأت ذَلِكَ بخطه.

حدث عن: حاتم بن محمد وتفقه بأبي جعفر بن رزق وحمل عن أبي مروان بن سراج وأبي علي الغساني وأجاز له أبو عمر بن عبد البر وكان عجبًا في المذهب لا يجارى في الشروط، أمّ بجامع قرطبة، سمع الناس منه وتفقهوا به.

ولي قضاء بلنسيه ثم قضاء مرسية، وصرف، فسكن قرطبة، وحج وأقام بمصر قليلا، وعاد فمات بمراكش. له (المذهبة في الحلى والشيات – خ) و (تنبيه الحكام – خ) في سيرة القضاة وقبول الشهادات وتنفيذ الأحكام والحسبة، وكتاب في (أصول الدين) وآخر في (السيرة النبوية).

كان من أهل الفضل الكامل، والدين والتصاون، والعفاف، والعقل الجيد مع الوقار، والسمت الحسن، والهدي الصالح. وكان حافظًا للقرآن العظيم، مجوِّدًا لحروفه، حسن الصوت به، عالي الهمة، عزيز النفس، طويل الصلاة، واسع الكف بالصدقات، كثير المعروف والخيرات، مشاركًا بجاهه وماله، كثير البر بالناس، حسن العهد لمن صحبه منهم، معظَّمًا عند الخاصة والعامة.

وتولى خطة أحكام المظالم بقرطبة قديمًا مع شيخه قاضي الجماعة أبي الوليد بن رشد، وكان يستحضره عنده مع مشيخة الشورى في وقته لمكانه ومنصبه، وصرف عن ذلك بصرفه، ثم تقلد قضاء الجماعة بقرطبة مدة طويلة، ثم صُرف عن ذلك وأقبل على التدريس، وإسماع الحديث، وتولى أيضًا الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة فأنسى مَن قبله لحسن قراءاته، وتمكين صلاته، واستمر على ذلك إلى أن توفِّي – رحمه الله – سحر ليلة الثلاثاء، ودفن بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان المعظَّم من سنة 536هـ/ 1141م، وهو من أبناء الستين، وصلى عليه ابنه أبو القاسم بالرَّبَض، وشهده جمعٌ عظيم من الناس بعد العهد بهم، وأتبعوه ثناءً حسنًا جميلاً، وكان أمثل لذلك رحمه الله، وغفر له[1].

مولد جعفر بن أحمد المعتضد بالله:

هو أبو الفضل جعفر بن المعتضد المقتدر بالله من خلفاء الدولة العباسية كُنيته أبو الفضل أمير المؤمنين العباسي، ولد في رمضان سنة 282 هـ وعهد إليه أخوه المكتفي بالخلافة، ووليها بعد وفاة المكتفي وعمره ثلاث عشرة سنة، ولم يل الخلافة قبله أصغر منه، واختل النظام كثيرًا في أيامه لصغره، وكان لوالدته السيدة شغب دور كبير في تسيير شؤون البلاد وتولية الوزراء والمسؤولين، ومن محاسن المقتدر: “أن وزيره على بن عيسى أراد أن يصلح بين ابن صاعد، وأبى بكر بن أبى داود السجستاني، فقال الوزير: يا أبا بكر، أبو محمد أكبر منك، فلو قمت إليه، قال: لا أفعل، فقال الوزير: أنت شيخ زيف، فقال ابن أبى داود: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من؟ فقال: هذا، ثم قام ابن أبى داود وقال: تتوهم أنى أذل لك لأجل أن رزقي يصل إلي على يدك، والله لا أخذت من يدك شيئًا أبدًا، فبلغ المقتدر ذلك، فصار يزن رزقه بيده، ويبعث به في طبق على يد الخادم”، قتل في سنة (320هـ).


[1] وفاة ابن أصبغ – قصة الإسلام.