تساؤلات علي طريق الدعوة : 1- هل هذه المحن و الضربات نتيجة أخطاء وقعت فيها القيادة ؟

تساؤلات علي طريق الدعوة : هل هذه المحن و الضربات نتيجة أخطاء وقعت فيها القيادة ؟

وهل كان من الممكن تفاديها ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* هل هو خطأ القيادة ؟

فى جو المحن ومع طول أمدها يتهيأ الجو لتساؤل ، وربما يثيره البعض كتشكيك وهو :

هل هذه المحن و الضربات نتيجة أخطاء وقعت فيها القيادة ؟

وهل كان من الممكن تفاديها ؟ .

………..

ونعود أيضاً الى السيرة لنجد فيها الإجابة فنجد :

أن ما تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من إيذاء و تعذيب لم يكن نتيجة أخطاء وقعوا فيها ، ولكنه الموقف الطبيعى لأعداء الله من دعوة الله و الدعاة الى الله ،

إنهم يحسون فيها الخطر على باطلهم وعلى سلطانهم القائم على البغى و الظلم ، ويعلمون أن فى قيام دعوة الحق وانتصارها قضاء على باطلهم وهزيمة لهم ، فهم لذلك يحاربونها ويحاولون القضاء عليها قبل أن تقضى عليهم ،

لكنهم يفشلون فى ذلك لأنها دعوة الله ونور الله ، ولن يطفىء نور الله بشر :{ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون } .

………………………..

القيادة اجتهدت وسعها للخير :

ولكن أعداء الله حينما يحاربون دعوة الله لابد وأن يقدموا لجمهور الناس أو للرأى العام مبرراً زائفاً يستندون إليه فى حربهم واعتدائهم ،

فيلصقون التهم الباطلة بالدعاة الى الله كما قالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كاذب وساحر وكاهن وشاعر ومجنون ، وأنه بدعوته وبدينه يفرق بين المرء وأهله الى غير ذلك .

وكما سبقهم فرعون و الملأ حوله باتهام موسى وقومه بالإفساد فى الأرض ،

وكما حدث فى عصرنا هذا بأن اتهم أعداء الله الإخوان و الدعاة الى الله بالتطرف والإرهاب و التستر وراء الدين للتسلق الى الحكم .

وكما افتعلوا الأحداث كمبرر لضربهم كتمثيلية محاولة قتل عبد الناصر فى الإسكندرية ، الى غير ذلك من أساليب التضليل و التشكيك و التشويه ،

ولكن نور الحق أقوى وأسطع من أن تحجبه هذه التهم الباطلة ، كما يحلو لبعض من تقصر همتهم عن مواصلة المسيرة نتيجة لهذه الضربات و المحن أن يعودوا باللائمة على القيادة وأنها التى تسبب فى هذه المحن نتيجة أخطاء وقعت فيها ،

وهذا غير الواقع وكما أنه لم يكن فى استطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتفادى وقوع الإيذاء و التعذيب عليه وعلى المسلمين معه إلا إذا تنازل عن كثير مما يدعو إليه مما يثير الأعداء ويقلقهم ، وخاصة الدعوة الى إله واحد وترك هذه الأصنام ,

وما كان له صلى الله عليه وسلم أن يتنازل عن شىء من ذلك والله يدعوه :{ فاستمسك بالذى أوحى إليك إنك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون }

وبالتالى :

لم يتوقف اعتداء أعداء الله وإيذائهم له وللمسلمين حتى تحقق النصر ،

ولا نعنى بذلك أن الإخوان و قيادتهم معصومون من الخطأ ،

ولكن يجب أن نفرق بين أخطاء جزئية أو فردية لا تخلو منها جماعة أو حركة حتى الجماعة الأولى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن نرجع المحن فى أصلها الى أخطاء من القيادة ,
أو أنه كان من الممكن تفادى المحن بتفادى الأخطاء ,

فهذا التصور هو عين الخطأ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأستاذ مصطفي مشهور – رحمه الله –