بيان بشأن شرعية الرئيس والجبهة الوطنية المصرية

بسم الله الرحمن الرحيم
(واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) (آل عمران: 103)
في هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها مصر؛ من استبداد سياسي، وانهيار اقتصادي، واضطراب اجتماعي، وسقوط لمنظومة الأمن والعدالة، وفساد يضرب كل مناحي الحياة، وسلطة فاشلة فرضت نفسها على مصر بقوة السلاح، وخانت الوطن، وباعت أرضه، وفرطت في مياهه وثرواته وأمنه القومي؛ لم يعد هناك بدّ من اصطفاف جميع أطياف الشعب المصري لإنقاذ الوطن من انهيار بات واقعًا، والتعاون للخلاص من هذا الانقلاب العسكري الغادر.
والإخوان المسلمون إذ يصطفون مع كل القوى السياسية ويدعمون الجهود التي بذلتها في سبيل الوصول إلى إعلان تأسيس “الجبهة الوطنية المصرية ” انطلاقًا من وثيقة “مبادئ العمل المشترك”، وما ورد فيها من بنود تحث على حماية الاستقلال الوطني، وتؤكد هوية مصر العربية الإسلامية، واستعادة كرامة الشعب، والتمسك بمبادئ ثورة 25 يناير ومكتسباتها، وما تتطلبه من وحدة الصف، والوفاء للشهداء وتحقيق القصاص العادل؛ الذي يضمن عدم إفلات المجرمين من العقاب، وجبر الأضرار، وإطلاق سراح المعتقلين، وإبعاد الجيش عن التدخل في الشأن السياسي والاقتصادي، والالتزام بالسلمية واللاعنف، واستعادة حيوية المجتمع بكل مؤسساته، وتحريره من هيمنة العسكر..، فإنهم يرون أن هذه الوثيقة تحدد مساحات للعمل الوطني المشترك، يمكن إنفاذها للإسهام في إسقاط الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، ول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، واستعادة الإرادة الشعبية، وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
وإذ نثمن كل الجهود في هذا الصدد، نؤكد للجميع تمسكنا بعودة الشرعية، وفي مقدمتها عودة الرئيس المنتخب د. محمد مرسي؛ باعتبار أن الشرعية هي المكتسب الأبرز لثورة 25 يناير، وهي مطلب رئيسي – نتبناه – للثوار الأحرار خلف القضبان ولفئات عديدة من الشعب، فضلاً عن أن الشعب المصري هو الذي صنعها عبر انتخابات شهد العالم أجمع على نزاهتها.
وغني عن البيان فإن تمسكنا بالشرعية ليس- أبدًا- انحيازًا لتيار أو تمكينًا له أو سعيًا لسلطة أو تشبثًا بها، وإنما هو استمساك بحق الشعب، الذي لو تم التفريط فيه – هذه المرة – فإنه يفتح الباب في المستقبل لسلسلة لا تنتهي من التنازلات.
ويؤكد الإخوان المسلمون في هذا الشأن أنهم منفتحون على الجميع، وأن أيديهم ممدودة للتعاون مع كل رافضي الانقلاب من شتى الأطياف؛ لتحقيق هذه المبادئ والمسارات المتوافق عليها، مع احتفاظ الجميع – ومن بينهم الإخوان – بمبادئه وثوابته.
كما يؤكد الإخوان أن الاصطفاف والتعاون ليس فقط مع القوى السياسية، ولكنه مع كل شرائح المجتمع المصري التي يتزايد رفضها للانقلاب، حتى وإن كان هناك خلاف في التفاصيل.
إن العمل في إطار مظلة جامعة، وإدارة المرحلة الإنتقالية على أسس توافقية وتشاركية أمرٌ لا خلاف عليه، وإن إدراك الجميع أن المسئولية الوطنية تحتم في هذه المرحلة الالتفاف حول هدف وطني جامع يتمثل في إنقاذ الوطن واسترداد مكتسبات ثورة يناير وتحقيق الديمقراطية على أسس من العدل والمساواة؛ الأمر الذي يعجل بنهاية الانقلاب العسكري بإذن الله تعالى، ويحقق كل ما يصبو إليه المصريون من آمال وتطلعات.
فهيا إلى العمل معًا على بركة الله وعونه ونصره.
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة – 2).
والله أكبر ولله الحمد
جماعة الإخوان المسلمين
الثلاثاء 10 شوال 1438هـ= 4 يوليو 2017م