بيان الإخوان المسلمون في ذكرى الانقلاب العسكري الغادر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آلاه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..

فقد مرت على مصر ثلاث سنوات عجاف منذ الانقلاب العسكري الدموي، الذي أطاح بالتجربة الديمقراطية الوليدة بعد ثورة يناير 2011، وعصف بكل الاستحقاقات الانتخابية التي شارك فيها شعب مصر بحرية ونزاهة وأمل في المستقبل المشرق، واختطف الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي وفريق العمل معه، واغتال أكثر من 7 آلاف مصري، واعتقل أكثر من 100 ألف بريء، وطارد- ولا يزال- مئات الآلاف من الشرفاء والأحرار في مصر وخارجها، وواصل قمع الشعب والتدليس عليه والتفريط في أرضه، واستنزاف ثرواته، ومصادرة أمواله، وتعمد إذلاله وإفقاره.

لقد تأكد لكل ذي عينين أن الانقلاب العسكري الغادر أحال حياة المواطنين جحيمًا لا يطاق، وعرَّض مستقبل الوطن لخطر لا يمكن تقدير حجم الأضرار أو الكوارث التي ستحدث، وللأسف تم هذا بدعم إقليمي وغربي شائن، وحاول الانقلاب التفريق بين أبناء الأمة الواحدة، متوهمًا أن هذا سيؤدي إلى استقراره، ولكن هيهات!!.

إن الإخوان المسلمين في هذه المناسبة الأليمة يؤكدون إصرارهم على الاستمرار في مقاومة الانقلاب بشتى الصور السلمية حتى اندحاره، وأنه لا تفريط في مبادئ الثورة، متخذين من لاءات السيد الرئيس محمد مرسي منهجًا نلتزم به:
لا اعتراف بالانقلاب
لا تفاوض على دماء الشهداء
لا تراجع عن الثورة

ويؤكدون أنهم ماضون في طريقهم، لن يثنيهم شيء عن مناهضة الانقلاب الفاشي، وأي حديث عن المصالحة مع انقلاب غاشم قاتل خائن لشعبه وأمته؛ هو خديعة أمنية، يروّجها متآمرون أو مخدوعون.

إن الإخوان المسلمين يثمنون صمود السيد الرئيس وثباته، وثبات ثلة الأحرار والشرفاء في سجون العسكر منذ ثلاث سنوات، كما يثمنون صمود الثوار والحرائر في الشوارع طوال هذه المدة، ويعاهدون الله تعالى- ثم الصامدين والثائرين وأسر الشهداء والمصابين والمعتقلين والمطاردين- ألا يفرطوا في الثورة حتى تتحقق أهدافها كاملة.

غدًا بإذن الله ينكسر انقلاب الفئة الباغية، وتشرق شمس الحرية والكرامة على هذا الوطن الغالي، ونرفع الأحرار والثوار فوق رؤوسنا، ونبني وطننا الحر بعيدًا عن الخيانة والغدر والأحقاد (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا) (الإسراء: 51)

الاخوان المسلمون
القاهرة في:
28 من رمضان 1437هـ الموافق 3 يوليو 2016