بداية نجاح الثورات الحقيقي..

برأيي الشخصي أن ثورتي الجزائر والسودان لن تنجح في الوقت الحالي النجاح المأمول.. وأنها كذلك ستمر بنفس المنعطفات التي مرت بها الثورات السابقة بصورة أو بأخرى

ولكن اهم الإشارات التي لا نستطيع أن نراها في زحمة التعليقات بمختلف أنواعها من الجادة وحتى الهزلية أن تيار التغيير الجارف في الوطن العربي أصبح متيقن أنه بيد جزء كبير وقوي وواعي من الشعوب لا بيد حفنة السفلة الذين يتحكمون في مقدرات الوطن العربي كله.. ولو تأخر نجاح الثورات قليلا ولكنه بدأ ولن يتوقف.

يتميز الوطن العربي بميزة خطيرة.. وهي صغر سن متوسط أعمار شعوبه.. فئة الشباب فيه تمثل نسبة كبيرة ومتدفقة ولاتتوقف.. ونسبة الوعي فيها عالية وتزداد بشكل مضطرد غير كل الأجيال السابقة.. وهذا التجديد الدائم في الوطن العربي يجعل إحتمال خروج أجيال أكثر وعيا وإنجازا على الأرض عالية جدا.

الوطن العربي والإسلامي محاط خارجيا وداخليا بحصار سياسي وإقتصادي وعسكري وإعلامي وإجتماعي ضاري ومحكم بصورة لم تحدث في تاريخ المنطقة العربية منذ العصر الجاهلي.. بالإضافة إلى مستوى العلوم الاجتماعية التي يستند عليها في قراءة طبيعة الشعوب العربية وسيكلوجيتها وقاعدتها الأيديولوجية المستندة والمستمدة من دينها.. وكيفية التعامل معها ووضع كل السيناريوهات البديلة في حالة تحركها.

ولذلك لن تنجح الثورات بمجرد خروج الشعوب إلى الشوارع فقط دون فهم طبيعة نفسها ومرجعيتها.. ولكن هي مرحلة طبيعية ولازمة وعتبة تمهيدية للصعود الأخير نحو الكسر الحقيقي لهذه الهيمنة القوية.

تفتقد الشعوب إلى قيادة واعية وقوية مستندة إلى فكر مؤسسي بديل.. ولذلك نجاحها في التغيير يصبح مؤقتا والانقلاب عليه مسألة وقت ليس ألا.

كل إنتظار لقائد مخلص هو ضرب من الجهل وتفكير عفى عليه الزمن.. فالشعوب لم تعد تحتاج لقائد ترتهن حياتها به ولكن لقائد يعمل من خلال مؤسسات هي القوة الحقيقية للشعوب.. 

ينتظر الغرب بل ويتوقع من خلال إستقراءه لحركة الشعوب العربية موجات ثورية ثانية خاصة وقد هبت أغلب شعوب المنطقة في سنوات قليلة ومتقاربة ستكون أشد وعيا وقوة ستجبره حتما على الوقوع في خطيئته الكبرى والتاريخية من التدخل العسكري بنفسه بعد سقوط وقطع أياديه الخائنة والتي تسيطر على مقدرات اوطاننا.. تلك اللحظة التي ستكون فيها العلامات الفارقة بين الحق والباطل أسطع من ضوء الشمس للجميع.. وبداية نجاح الثورات الحقيقي.. والتغيير الجارف لقيامة الأمة واستعادة مجدها الحضاري مرة أخرى.

عصام عبد الحميد