بالفيديو| الجراد يهاجم مصر ويهدد المحاصيل الشتوية فى غياب مسئولى الانقلاب

كشفت مقاطع فيديو تم تداولها عبر الإنترنت، عن هجوم سرب جراد صحراوي قادمًا من السودان، وأكد مصدر مطلع أن إدارة مكافحة الجراد بمدينة حلايب وشلاتين رصدت دخول سرب للجراد الصحراوي بطول 3 كيلومترات.

وبدأت أسراب هائلة من الجراد الهجوم على محافظات مصر الجنوبية خلال الأيام الماضية، دون استشعار أو متابعة من قبل سلطة الانقلاب، خاصة “الزراعة”، الأمر الذي أثار مخاوف المزارعين في تلك المناطق من انتشار الجراد ثم انطلاقه نحو محافظات الوجه البحري؛ بسبب عجز نظام الانقلاب عن صد الهجوم وعدم وجود مبيدات أو استعدادات لوقفه.

محصول الشتاء

وسبق أن تجاهلت صحف النظام التحذيرات من هجوم الجراد والتهديد بإتلاف محصول الشتاء في جنوب مصر بالقرب من الحدود مع السودان، حيث كتبت “العربي الجديد”: (“الجراد” يهدد المحاصيل الزراعية في مصر)، حيث كشف مسئول في وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب عن استنفار أجهزة الوزارة لمواجهة المخاطر المقبلة بسبب الجراد. وأكد أنِّ مَكمَن القلق هو عدم الاستعداد الجيد لمواجهة تلك الحشرات الضارة للمحاصيل، نتيجة عدم تواجد المبيدات اللازمة والسيارات المجهزة والفرق المتخصصة، وفرق العمل المدربة قبل أن تقوم أسرابه بالحركة والطيران. وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًا على الإنتاج، خاصة في مناطق أبو سمبل وتوشكى ودندان والعلاقى وحول بحيرة ناصر ومناطق أبو رماد والشلاتين وبرانيس على سواحل البحر الأحمر.

وأشار إلى أن الكميات الموجودة من المبيدات مع فرق المكافحة، لا يمكنها أن تغطي كل المساحة الجغرافية في جنوب مصر. ويتخوف المزارعون في تلك المناطق من ضياع محاصيلهم، في حين أنهم يقترضون مبالغ مالية طائلة من بنوك التنمية والائتمان الزراعية، من أجل زراعة الأرض وانتظار الحصاد وبيعها لسداد الديون. وطالب هؤلاء وزارة الزراعة بسرعة التحرك للقضاء على الجراد قبل تكاثره.

وأكد نقيب الفلاحين حسين عبد الرحمن، خطورة الجراد الذي قد يقضي على الموسم الزراعي الشتوي بالكامل، مطالبا اللجنة القومية لمواجهة الكوارث- والمحدد لها ميزانية سنوية في وزارة مالية الانقلاب- بالتحرك قبل فوات الأوان. وأضاف نقيب الفلاحين، أن عدم مواجهة الجراد في بدايته سوف يؤدي إلى دمار المساحات الزراعية وخسائر جسيمة تقدر بالمليارات، وبالتالي قلة الإنتاج وارتفاع الأسعار، خاصة وأن الجراد الصحراوي يعد من أخطر أنواع الجراد.

“الفاو” تحذر

وحذر تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، مؤخرا، من غزو  محتمل للجراد لمحاصيل مصر بعد رصد كميات ضخمة منه.

وتوقع التقرير بدء انتشار “الجراد”، ما يمثل تهديدًا محتملًا على المحاصيل في البلدان المجاورة، خاصة السواحل السعودية، والحدود الساحلية لمصر من الجنوب.

كما سبق أن حذر الخبير كيث كريسمن، كبير أخصائي تنبؤات الجراد لدى “فاو”، من أن “الآثار التي يمكن أن تترتب على تفشى الجراد يمكن أن تصبح مدمرة للمحاصيل والمراعي، وأنها تهدد بالتالي الأمن الغذائي وسبل المعيشة الريفية”. وذكر بيان للفاو، أن الجراد عندما يصل إلى مرحلة الطيران تضم أسرابه عشرات الملايين من الحشرات.

وتقوى الجرادة الأنثى الواحدة على وضع 300 بيضة خلال دورة حياتها، في حين أن الجراد الصحراوي المكتمل النمو قادر على أن يلتهم يومياً ما يعادل وزنه تقريبا من الغذاء الطازج- نحو جرامين يوميا- ويستهلك سرب ضئيل نسبيًا من الجراد في اليوم الواحد نفس كمية الغذاء التي يحتاجها نحو 35000 شخص.

صح النوم

من جهته، قال عضو بهيئة متابعة “الجراد” بوزارة الزراعة بحكومة الانقلاب، رفض ذكر اسمه، إن الوزارة لم تتحرك حتى الآن من مقاعدها، وإنّ الكارثة قادمة إنْ لم يتم اتخاذ التدابير.

وأضاف، في تصريحات صحفية، أنه من المفترض تجهيز 13 قاعدة رئيسية لمكافحة الجراد في مناطق أسوان وقنا والوادي الجديد وشمال سيناء والطور ومرسى مطروح وبرج العرب والسويس والواحات البحرية، ولكن هذا لم يحدث.

جدير بالذكر أن هجوم “الجراد” يتسبب في خسائر مادية فادحة في القطاع الزراعي، حيث يتسبب في القضاء على أكثر من 90% من المزروعات التي يمر بها، وتصل نسبة التدمير إلى القضاء على المزروعات بشكل كامل، وهذا يعني تدمير مصادر الغذاء للإنسان والحيوان.

الجراد وكوارثه

وفى السنوات الماضية، تعرضت مصر لعدد من الهجمات من قبل أسراب الجراد، وكانت البداية عام 1954 نتيجة هجوم أعداد كبيرة جدًا من الجراد الأحمر على المناطق السكنية والزراعية، وخلّفت وراءها خسائر كبيرة جدا فى المساحات الزراعية، وكان هذا جزءًا من هجمة إقليمية بين عامي 1954 و1955، حيث تم تسجيل ظهور 50 سربًا من الجراد أدت إلى تلف 250 ألف طن من محصول الذرة. وهو ما تكرر فى عام 1968 وتعرضت مصر لهجوم من أسراب الجراد القادم من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر، ولكنها فى هذه المرة لم تخلف الكثير، لأنها كانت قاصرة على المناطق الصحراوية الشرقية للبلاد.

كما هاجمت مصر فى عام 1988 ما يقرب من 68 سربًا من الجراد الصحراوي بعد عبوره للمحيط الأطلنطي والوصول إلى مصر عن طريق منطقة الكاريبي، ولكن الهجوم هذه المرة لم يسفر عن أى خسائر لعدم تجاوزه المناطق الجبلية والصحراوية من الحدود المصرية، وفى عام 2005 شهدت مصر أشد هجومٍ من قبل الجراد الأحمر، وغزا ما يقرب من 150 سربًا من أسراب الجراد القاهرة وتسبب في تدمير أكثر من 50 ألف فدان . وفى عامي 2007 و2011 عادت أسراب الهجوم على مصر قادمة من شبه الجزيرة العربية.

وكان آخر الهجمات فى عام 2013، حيث شن الجراد الأحمر هجومًا قادمًا من الحدود الجنوبية للبلاد ووصل إلى عدد كبير من المحافظات المصرية مثل البحر الأحمر والغردقة وأم غارب وحلايب وشلاتين، وشرم الشيخ، وفى هذه المرة ترك وراءه خسائر تقدر بالملايين وأثَّر على السياحة آنذاك.

ويمثل الجراد خطورة على المحاصيل والمزروعات، لأن الجراد يتغذى على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم، عن طريق كسر الأشجار نظرًا لثقلها عندما تستقر بأعداد كبيرة على الشجرة، وتتناول الجرادة الواحدة من الغذاء ما يعادل وزنها أو يزيد من المزروعات في اليوم الواحد، ويسير الجراد في أسراب كبيرة تصل أعدادها إلى أكثر من مائتي مليون جرادة. تلتهم الجرادات في كيلومتر واحد من السرب نحو 100,000 طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة “الجرادة تأكل 1,5 – 3 جرامات – الكيلومتر المربع يحتوي على 50 مليون جرادة على الأقل”.

كما أن هناك أكثر من 28 عائلة من الجراد تضم في ثناياها أكثر من 20000 نوع من الجراد المنتشر في جميع أنحاء العالم، لعل أبرزها الجراد الصحراوي: وهو منتشر بكثرة في المناطق الصحراوية خاصة في إفريقيا وشبه الجزيرة العربية واليمن وعمان وجنوب غرب آسيا، ويتميز هذا النوع بقدرته على تحمل مشاق السفر لمسافات طويلة، كما أنه يتناسل بكثافة عالية، حيث تضع الأنثى نحو 500 بيضة في حياتها على الأقل.

الجراد الإفريقي: وهو الجراد المهاجر في قارة إفريقيا، والجراد الشرقي المهاجر: وهو الجراد المهاجر في منطقة جنوب شرق آسيا، والجراد الأحمر: وهو يعيش في منطقة شرق إفريقيا، والجراد البني: وهو يوجد في جنوب إفريقيا، وجراد الأشجار: وهو ينتشر في قارة إفريقيا ودول حوض البحر المتوسط، والجراد المصري: وهو ينتشر في مصر خاصة.

وحسب الإحصائيات، فإن الحوريات من الجراد تتسبب فى خسائر تقدر بـ 8%من إجمالى الخسائر، لأن منطقة التوالد عادة ما تقع خارج منطقة الإغارة، و69% نتيجة لأسراب الجراد الصغيرة والذي لم يبلغ بعد، بينما كانت الـ23% الأخرى نتيجة الجراد مكتمل النمو.