الصين

…. الصينيون يمتلكون العالم قبل نهاية عام 2050…

يومي السبت والأحد كنت مسافر مع الأسرة لأحد الولايات الغربية بماليزيا.. أجازة مع الأولاد قبلما يذهب كل واحد منهم إلي جهات العالم الثلاثة بعد أيام معدودة.

وأثناء السفر وصلني رسالة من أحد أصدقائي الصينيين (الماليزيين) .. رجل يبلغ من العمر قرابة 80 عام ولكن صحته (العقلية) ممتازة جدا وهو إلي حد (ما) (مترهب) وفقا للديانة (البوذية).

على الرغم من إنقطاع العلاقة (التجارية) بيني وبينه منذ 20 عام إلا أنه لازال على تواصل معي من وقت للأخر ويرسل لي بعض الرسائل على الوتسآب.

أمس أرسل لي رسالة كلها (غضب من الحكومة الماليزية) لأنها تسمح (للصينيين من الصين) بالسيطرة على الإقتصاد الماليزي حتى وصل الأمر إلي دخول الشركات الصينية لمزارع (المطاط) و (زيت النخيل) واللتان كانتا (زراعة تقليدية ماليزية خالصة) حاجة كده زي (القطن المصري) بالنسبة للفلاح المصري.

فجأة وجدنا المستثمرون الصينييون يستثمرون في مزارع للمطاط وزيت النخيل بهدف تصدير المنتج خام لدولة الصين ثم تصديره لماليزيا ودول العالم على هيئة إطارات للسيارات واللواري.

المهم في القصة أن صديقي رجل الأعمال (الصيني- الماليزي) رافض لدخول المستثمر (الصيني- الصيني) للسوق الماليزي خوفا من ضياع إستقلال البلد وربط مستقبلها الاقتصادي والسياسي بالأجندة ( الصينية)

من أحد أسباب نجاح الدكتور محاضير محمد في الإنتخابات الماضية هي (وعودة الإنتخابية) بتخفيض مستوي التدخل (الصيني) في الإقتصاد الماليزي. حيث وصلت درجة تدخل (الصين) من خلال القروض التي قدمتها للرئيس وزراء ماليزيا السابق درجة (مقلقة) للمواطن الماليزي.

وبالفعل إستطاع الدكتور محاضير محمد كرئيس وزراء إعادة مناقشة العديد من العقود التي تم توقيعها من قبل رئيس الوزراء السابق مع البنوك الصينية وتمكن من تخفيض ديون ماليزيا مع الصين بقرابة 25%.

رجل الأعمال (الصيني- الماليزي) يري رجل الأعمال (الصيني- الصيني) تماما مثلما يري المصريين دولة الإمارات وهي دخلة تشتري كل شئ في الدولة المصرية عن طريق (فساد وإفساد) الطبقة الحاكمة.

ما دار في خاطري بعد شكوي صديقي (الصيني- الماليزي) هو كيف ستكون دولة (الصين) بعد 30 عام من اليوم. فهي خلال العشر سنوات الماضية صار لها (يد إقتصادية) في كل مكان في العالم.

والسؤال الأهم .. أن كل ما رزقت به دولة الصين منذ تحرير إقتصادها هو أقل من 25% من الثروات التي جمعها العرب من الخليج للمحيط على مدار الخمسين عام الماضية.
وبعد 50 عام من الثروة البترولية يعيش ملايين من شباب العرب لاجئين فقراء حول أنحاء العالم على الرغم من كل ما رزق رب العالمين هذه المنطقة من ثروات.

بينما دولة الصين رزقها رب العالمين قرابة 25% مما رزق العالم العربي بل رزقها (دولار عرق وجهد) بينما رزق العرب (دولار من تحت أقدامه).. فتملك الصينيون اليوم ثروات أقتصادية حول العالم وصار لهم (يد قوية) في كل بلد حول العالم ولسوف يزداد قوتهم على العالم مع إستكمال طريق الحرير.

بينما تحولت ثروات العرب إلي مزيد من الجهل ومزيد من الضياع والفقر.
مين يصدق أن أصعب دولة يمكن للمواطن أن يحصل فيها على (لتر بنزين) هي العراق والتي هي أغني دولة بترولية في الشرق الأوسط,.

كيف تحولت ثروات (المسلمين العرب) إلي (لعنة) عليهم
بينما تحولت ثروات (الصينيين البوذيين) إلي نعمة عليهم وعلى شعوب أخرى.
فالصين تبني مواني حول العالم وتبني طرق وتبني شركات ومزارع ولا تستولي عليها .. فقط تقدم لك الديون وفي حالة عدم قدرتك على (السداد) تستولي عليها بعد (إلحاح شديد منك)

هكذا إحتلت الصين العالم في صمت.

بينما تحول (البترودولار العربي) إلي قنابل تسفك دماء وأرواح أطفال العرب في العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن ومصر .
د.محمد حافظ