«الشروق»: تفاهم مرتقب مع السعودية لوقف تسليم «تيران وصنافير»

كتب – عماد الدين حسين:

لن يتم تمرير الاتفاقية قريبا.. ومجلس النواب يحتاج وقتا طويلا لدراستها.. والسلطة التنفيذية لن تحاول التأثير على البرلمان أو القضاء
قال مصدر شديد الاطلاع إن إرسال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التى تتضمن تسليم جزيرتى تيران وصنافير المصريتين للمملكة، إلى مجلس النواب ثم إلى لجنته التشريعية، لا تعنى أن الاتفاقية سيتم تمريرها قريبا، كما تصور البعض.

أضاف المصدر فى تصريحات خاصة لـ «الشروق»، أنه يتوقع أن تستغرق المناقشات داخل مجلس النواب وقتا طويلا -رفض أن يحدده بدقة- وذلك نظرا لحاجة المجلس إلى الاطلاع على جميع التفاصيل المتعلقة ليس فقط بالاتفاقية، ولكن بمجمل القضية وتطوراتها التاريخية، خصوصا فيما يتعلق بالخرائط والوثائق التاريخية المختلفة، استجابة للمطالب الشعبية المختلفة التى ترى أن الوثائق التى قدمتها الحكومة ناقصة.

أضاف المصدر أن مجلس النواب يدرس تشكيل لجان متخصصة للاطلاع على جميع الوثائق والخرائط المتعلقة بالأمر، والاستعانة بخبراء ومختصين فى هذا الشأن، وربما اذاعة الجلسات الخاصة بالاتفاقية على الهواء، حتى تكون الأمور واضحة أمام الشعب.

وسألت «الشروق» مصدرا حكوميا رفيع المستوى عن ترجمته لكلام الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب بالاسماعيلية مساء الأربعاء الماضى، فقال إن الكلام واضح جدا ولا يحتاج إلى ترجمة، وهو يؤكد أن دور السلطة التنفيذية قد انتهى بتوقيع الاتفاقية، وأنها تحترم دور مجلس النواب والقضاء، ولن تلجأ من قريب أو بعيد إلى التأثير عليهما.

وسألت «الشروق» مصدرا ثالثا مطلعا عن مغزى تصريحات الرئيس السيسى فى ندوة «اسأل الرئيس»، فقال إنه يرسل إشارة واضحة بأن السلطة التنفيذية لن تفرض رأيا على البرلمان، كما أنها لن تتجاهل أحكام القضاء، لكنه أشار إلى وجود حكمين، الأول من المحكمة الإدارية العليا بوقف تنفيذ الاتفاقية، وآخر من القضاء المستعجل يطالب بالاستمرار فى تنفيذها.

وقال مصدر رابع: إن «غالبية الذين اتهموا الحكومة بالتفريط فى السيادة الوطنية، سوف يدركون أن ذلك لم يحدث فى أى لحظة منذ توقيع الاتفاقية وأن الحكومة تعرف دورها تماما فى الشق التنفيذى، وأنها لا يمكنها أن تفرض شيئا على البرلمان أو تتجاهل أحكام القضاء».

أحد الخبراء الذين حضرروا جلسة «اسأل الرئيس» مساء الأربعاء الماضى، قال لـ«الشروق»: إن ما وصله من مجمل التطورات الخاصة بالقضية فى الأسابيع الأخيرة، هو أن مصر لا يمكنها أن تسلم الجزيرتين إلى السعودية، فى ظل الجدل غير المسبوق الذى أثارته وسط الرأى العام المصرى، وبالتالى فهو يتوقع أن تستمر القضية فى التنقل ما بين أروقة القضاء ومجلس النواب، خصوصا بعد قول الرئىس السيسى: «محدش يقدر يجامل على متر أرض».