السيسي ينكد على أصحاب المعاشات في العيد

يواصل نظام الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي انتقامه من أصحاب المعاشات في مصر، والذين يمثلون تسعة ملايين أسرة من الفقراء وأصحاب الحاجة، الذين تاجر بهم نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، واستولى على أموالهم وضارب بها في البورصة، إلا أن انتقام نظام السيسي كان أشد وأقسى، بعد ان رفض مطالبهم بصرف المعاشات مبكرا على غرار صرف رواتب الموظفين قبل عيد الأضحى.

وطالب أصحاب المعاشات في مصر الحصول على معاش شهر سبتمبر قبل عيد الأضحى المبارك لعام 2018 وفي الواقع رفضت وزارة التضامن الاجتماعي هذا الطلب واكتفت بصرف معاشات شهر أغسطس وفق مواعيدها المعروفة.

وأرسلت حكومة الانقلاب خطابا إلى البدري فرغلي رئيس الاتحاد العام لنقابات أصحاب المعاشات بشأن صرف منحة لأصحاب المعاشات بمناسبة عيد الأضحى وصرف معاش شهر سبتمبر قبل قدوم عيد الأضحى.

مفيش.. معنديش

وقالت حكومة الانقلاب في ردها الذي تستشعر خلاله دمها البارد، إنه بدراسة الأمر مع وزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة غادة والى، أفادت بأن إجمالي نسبة الزيادة فى المعاشات خلال العام الجاري وصلت 15% بحد أدنى 150 جنيه وأقصى 625 جنيها وتم رفع قيمة الحد الأدنى للمعاشات إلى 750 جنيها بدلًا من 500 جنيه بنسبة زيادة بلغت 50% بتكلفة نحو 24 مليار جنيه وأن تكلفة المنحة المشار إليها تبلغ 12 مليار جنيه وهو ما لم تستطع الصناديق أو الخزانة العامة توفيره.

وأضافت، أنه بالنسبة لصرف معاش شهر سبتمبر قبل عيد الأضحى فهناك مانع قانوني طبقًا لنص المادة 25 من قانون التأمين الاجتماعي بمنع صرف أكثر من معاش بشهر واحد.

وقال المهندس محمد غنيم عضو الاتحاد العام لنقابات أصحاب المعاشات، إن أصحاب المعاشات سيقضون العيد جوعًا وبدون معاش ولم يطلبوا منحه من موازنة الدولة أو الحكومة بل من أموال أصحاب المعاشات منذ عام 2006 وأن المعاشات يتم صرفها ببعض الدول لمدة 3 أشهر بمناسبات المدارس والمصايف والأعياد.

قضوا العيد جوعى

وقال البدري فرغلي خلال بث مباشر على صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك”: “السادة الزملاء لقد رد علينا رئيس الوزراء بخطاب مسجل ومختوم على لسان وزيرة التضامن الاجتماعي : إنكم لا تستحقون صرف معاشاتكم قبل العيد وأيضًا لا تستحقون أي منح فليس لدينا أموال لديكم. هكذا كان الرد صفعة على وجوهنا جميعًا. علينا أن نستقبل عيد الأضحى بدون جنيه واحد. لو كنا نعمل في محل كان صاحب المحل أعطانا. لو كنا نعمل عند بقال كان أعطانا العيدية. ولكننا أصحاب أسئلة اليوم: إنها أموالنا ولا نريد صدقة من أحد أو إحسان من أحد، نريد أموالنا وفوائد أموالنا تكفينا ولكن أين ذهبت أموالنا”.

وأضاف البدري فرغلي: “يا أصحاب المعاشات انتظروا 30 أغسطس 2018 سنحصل على حقوقنا من المحكمة الإدارية”.

وتابع فرغلي: “أيها الزملاء لا أحد يحدثنا عن الحرية فلقد انتزعوها ولا نريد أن نسمع كلمة واحدة عن العدالة فلقد أصبح الكلام عنها محرم ومجرم، علينا أن نتحمل ما يحدث لنا. إن ما يحدث لنا غير مسبوق ولم يحدث لنا في التاريخ. أن نستقبل عيد الأضحى المبارك هكذا دون جنيه واحد. تسعة مليون أسرة تئن وتتوجع وتتألم وتصرخ، ولا تجد من يسمع صوتها سوى إنهم امتلكوا أموالنا، وحولوها إلى حزمة ورق في خزائنهم العامة أما نحن أصحاب هذه الأموال فلا أحد يريد حتى أن يسمع صراخنا وكأن الصراخ أصبح ممنوع حتى التنفس، أصبح محظورا في زمان لم نكن نرى أنه سيأتي. فلقد أتى الزمان وسقطت العدالة والحرية وأصبحنا هكذا نعيش أيامنا. هل تريدون التخلص منا؟ هل أصبحنا عبء عليكم. أنتم أصبحتم عبء علينا وتعطونا فوائد وهمية 8% والفائدة 20%. لم يعد هناك من يسمعنا ويسمع أنين أمواتنا وأولادنا. لماذا ؟ هل كنا ننتظر منكم ذلك؟”.

وقال: ” 30 اغسطس 2018 ستحكم لنا المحكمة الإدارية باعطائنا حقوقنا وتنشلنا من هذا العذاب الأليم الذي نعيشه يوميًا صباحًا ومساء. أيها الزملاء لقد كنتم بناة هذا الوطن. وهذا الوطن وطنكم وليس لنا وطن آخر. سندافع عن أنفسنا حتى النفس الأخير”.

نصرف منين؟

فيما قال أحمد حسين، أحد أصحاب المعاشات، في تصريحات خاصة لـ “الحرية والعدالة” إنه يأخذ 800 جنيه معاش ولديه أربعة أولاد وزوجة، ولا يوجد جنيه واحد في جيبه مع دخول عيد الأضحى، متسائلا: ” كيف سأقضي العيد ومن أين أوفر طعام أبنائي وأنا لا أمتلك جنيها واحد”؟

وأضاف أن في الماضي كان هناك من يقوم بذبح البائح ويوزع على الفقراء أما الآن فقد حرم الغلاء الفقراء من اكل لحوم الأضحى ومع ذلك تنتقم الحكومة من الفقراء حتى أصحاب المعاشات الذين لا يوجد مصدر رزق لديهم إلا هذا المبلغ القليل.