الخان الأحمر.. شاهد على إحدى هزائم “إسرائيل” في 2018

أحبط رباط مئات الناشطين الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب، في تجمع الخان الأحمر البدوي شرقي القدس المحتلة، مشروعا استيطانيا “إسرائيليا”.

فعلى مدى 4 أشهر خلال العام 2018، اتخذ الناشطون من خيمة التضامن في الخان الأحمر مقرًّا لهم للدفاع عن التجمع من الهدم والترحيل، في حين يسعى الفلسطينيون لنقل تجربة “الخان الأحمر” إلى مواقع أخرى.

وتصدى الناشطون لعدة محاولات “إسرائيلية” لاقتحام التجمع؛ ما أدى إلى وقوع مواجهات وتصادمات واعتقالات.

وقررت ما يسمى محكمة العدل “الإسرائيلية” في نيسان الماضي، هدم مساكن هذا التجمع الذي يوجد فيه 190 فلسطينيا، ومدرسة تقدم خدمات التعليم لـ 170 طالبا، من عدة أماكن في المنطقة، وتبعه قرار آخر من العليا الإسرائيلية في 5 أيلول الماضي.

وينحدر سكان التجمع البدوي من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس عام 1953، إثر تهجيرهم القسري من السلطات “الإسرائيلية”.

ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات “الإسرائيلية”، حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى “E1”.

ويهدف المشروع إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم ممتدة من أراضي شرقيّ القدس حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي وجود فلسطيني؛ جزءًا من مشروع فصل جنوب الضفة عن وسطها.

ويفتقر تجمع “الخان الأحمر” إلى الخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، لذا يستخدم السكان الطاقة الشمسية للحصول على الإنارة ليلا.

وتعرضت المساكن في التجمع لعمليات هدم أكثر من مرة.

معركة الخان الأحمر متواصلة
يقول وليد عساف، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، لوكالة لأناضول: إن “المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي متواصلة في الخان الأحمر وبقية الأرض الفلسطينية، من خلال المقاومة الشعبية”.

وأشار إلى أن “المقاومة الشعبية استطاعت وقف المخطط الاستيطاني الذي يستهدف المشروع الوطني برمته، ومعركة الخان الأحمر معركة الدفاع عن الثوابت الفلسطينية”.

“عساف” فصّل حديثه بالقول: “إن الدفاع عن الخان الأحمر يعني الدفاع عن 46 تجمعا بدويا مهددا بالتهجير من الاحتلال، إلى جانب الدفاع عن قضية اللاجئين، فسكان الخان الأحمر هجروا من النقب المحتل”.

وتابع: “الدفاع عن الخان الأحمر يعني الدفاع عن العاصمة القدس المحتلة، فهو البوابة الشرقية للقدس، وإفشال المخطط الاستيطاني يعني إفشال تقسيم الضفة الغربية لكانتونات (أجزاء)، ودفاعا عن حدود فلسطين حيث يقع على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المرتقبة”.

وأشار إلى أن نموذج المقاومة الشعبية في “الخان الأحمر” ينتقل كـ”النار في الهشيم”، في عدة بلدات فلسطينية، كـ”جبل الريسان، والمزرعة الغربية، وجيبيا، والمغيّر (قرى محافظة رام الله)، وعوريف وبيتا (محافظة نابلس)”.

وقال: “حققت المقاومة الشعبية في الخان الأحمر نجاحا كبيرا، وهناك مخطط لتوسيعها واستثمارها ونقل التجربة إلى مواقع عديدة”.

وأضاف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: “سجلنا هدفا مقابل صفر لمصلحة فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية”.

وأشار إلى تحذير المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتوا بنسودا، “إسرائيل” من هدم تجمع “الخان الأحمر”.

وقالت بنسودا في بيان لها: إن التدمير الشامل للممتلكات “دون ضرورة عسكرية”، وتهجير السكان عنوة في أراض محتلة، يشكل جرائم حرب بموجب ميثاق روما (المعاهدة المؤسـسة للمحكمة الجنائية الدولية)”.

المصدر: وكالة الأناضول

إقرأ المزيد
https://palinfo.com/249334
جميع الحقوق محفوظة – المركز الفلسطيني للإعلام