الإخوان المسلمون : مائة عام على سايكس- بيكو “منتصرون رغم الجراح”

قرن من الزمان مضى منذ التفاهم السري الذي وقعه في17 مايو عام 1916م الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو مع ممثل بريطانيا مارك سايكس، بمصادقة من الإمبراطورية الروسية، لاقتسام مناطق نفوذ الدولة العثمانية، آخر دول الخلافة الإسلامية، بمساعدة حلفاء محليين بين طامح في سلطة أو خائن لعروبته وإسلامه.

مائة عام منذ احتلت فرنسا وبريطانيا بلادنا، وبرزت للوجود حالة الصراع العربي- العربي، أو الإسلامي- الإسلامي، وما زال بعض حكام العرب والمسلمين خاضعا للنفوذ الأجنبي، ولايتخذ قراراً بمعزل عن إرادة المحتل.

عشرة عقود مرت على مشروع تقسيم المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وتقويض دولة الخلافة الإسلامية وإذكاء نار صراع بين المسلمين على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، مازال لظاها يشتعل بين دويلات صنعها المحتلون، ويروح ضحيتها ملايين المسلمين.

قرن من الزمان وحركات الإحياء الإسلامي تعمل على إعادة الروح إلى الأوطان الإسلامية، التي أريد لها أن تنفصم تماماً عن دينها و تاريخها وأخلاقها، بمشروع تغريبي علماني مازال يعمل بيننا وتروج له من بنى جلدتنا جماعات توافقت مصالحها مع المحتل وباعت دينها وأوطانها.

وكان من أخطر البلايا التي حلت ببلادنا بعد سايكس- بيكو، تمكين العسكر من حكم البلاد الإسلامية، ومصادرة إرادة الشعوب في حكم نفسها بنفسها، والنتيجة هي قهر الشعوب، وإراقة الدماء وخدمة الأعداء ووقف التقدم وتخلف الدول، وما تعانيه مصر الآن وعلى مدى 64 عاماً خير شاهد على ذلك.

إننا – برغم الجراح الأليمة والتضحيات العظيمة التي نتجت عن سايكس بيكو- نؤكد أن الأمة الإسلامية سوف تتعافى وتنتصر، وأن المسلمين سوف يتحررون من كل قيد أو تبعية لمحتل غاصب أو عسكري غاشم، تحدونا في ذلك بشريات النصر التي ساقها ربنا العلي الكريم في كتابه العظيم.

“إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ” {٥١-غافر}

والله أكبر ولله الحمد
د. طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة “الإخوان المسلمون”
الثلاثاء ١٠ شعبان ١٤٣٧هـ ، الموافق ١٧ مايو ٢٠١٦ م