استقالة ليبرمان.. فعلتها غزة وشكرًا للمقاومة الفلسطينية

صواريخ المقاومة ضربت وزير الدفاع الصهيوني أفيجدور ليبرمان في مقتل، ووصلت إلي مكتبه وجعلته يعلن استقالته رسميًا من منصبه، ويصف قرار وقف إطلاق النار بالاستسلام، ويدعو لانتخابات مبكرة، فهل يتغير شيء في الصراع مع العدو الصهيوني، وهل ما يجري مزايدات داخلية لا أكثر، وهل أزمة القضية الفلسطينية هي في خيارات القيادة في رام الله، و”الاحتلال الفاخر” الذي توفّره للغزاة؟

رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قبل استقالة شريكه في الإجرام وهو صاغر، خوفًا من الرأي العام الصهيوني، أما ليبرمان فقد دفع ثمن حماقته، والدرس المستفاد للحكومات العربية المطبلة والمطبعة والوكيلة عن الاحتلال أنه حتى قيادة الصهاينة تخشى غضبة الشارع، رسالة إلى الجنرالات والملوك والأمراء الذين يرتجفون من الغرب وتل أبيب أكثر من شعوبهم، أنه حتى ترامب ونتنياهو يخشون من غضبة الشعب لأنه ملاذهم في النهاية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن ليبرمان قوله في اجتماع مغلق لحزب “إسرائيل بيتنا” الذي يترأسه “لقد قررت الاستقالة من منصبي”، وفي قراره الذي يصير ساريًا بعد 48 ساعة على تقديم الاستقالة المكتوبة وصف مجرم الحرب الاتفاق الذي تم بوساطة السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ووافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنه “استسلام للإرهاب”.

حان وقت الهزيمة

وأضاف مجرم الحرب ليبرمان: “هناك عدم وضوح في الرؤية السياسية والأمنية للحكومة الحالية، وحان الوقت لتقديم موعد الانتخابات”، وأفاد مقربون من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بأنه في حال استقالة ليبرمان فإن الكنيست سيُحل قريبا، وقال أحد المقربين من المجرم نتنياهو: “إذا استقال – في إشارة إلى ليبرمان – سيتم حل الكنيست قريبًا وستجرى الانتخابات الأشهر القادمة”.

وتعليقًا على الاستقالة قال القيادي في حماس سامي أبو زهري إن استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية، يُذكر أن اتفاق وقف النار مع المقاومة الفلسطينية قوبل بردود فعل غاضبة من قبل المعارضة التي اتهمت حكومة الاحتلال بالخضوع لمطالب حماس.

وشدد أبو زهري في تغريدة على حسابه في موقع تويتر، على أن استقالة ليبرمان انتصار سياسي لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال، فيما قال المجرم ليبرمان إن الأموال التي حولت إلى القطاع، حولت إلى عائلات المقاومين الذين يصفهم بـ”المخربين” ومن بينهم المتظاهرين على الحدود، معتبرًا أن هذا “يتناقض مع قانون خصم أموال الإرهاب الذي أقرته الكنيست”، على حد زعمه.

مشيرًا إلى أن الرد الصهيوني على نحو 500 قذيفة وصاروخ كان باهتًا، مضيفًا أن التحجج بوجود تحديات على العديد من الجبهات الأخرى ليس له وزن، وأشار إلى التهديدات التي تحيط بالكيان الصهيوني، مستدركًا: “لكن كان علينا بالدرجة الأولى أن ننهي مسألة قطاع غزة فهي تسبق كل شيء والخنوع الذي أبديناه ينعكس على الجبهات الأخرى”.

نتنياهو كاذب

وعد ليبرمان أن استمراره في أداء منصبه كان سيجعله في موقف لا يحسد عليه فلن يستطيع النظر في عيون سكان الغلاف وكذلك عيون عائلات الإسرائيليين المختطفين في القطاع، وأتت خطوة ليبرمان في أعقاب إعلان ديوان نتنياهو أمس أنّ “التوصل إلى اتفاق للتهدئة مع الفصائل الفلسطينية في غزة جرى بموافقة وإجماع أعضاء الكابينيت”، الأمر الذي احتج عليه ديوان ليبرمان، متهماً الديوان الأول بـ”الكذب” لأن “وزير الأمن عبّر عن معارضته للتهدئة”.

يُشار إلى أن ليبرمان الذي وعد بأنه لن “يُبقي إسماعيل هنية رئيس حركة حماس على قيد الحياة” بمجرد تسلّمه منصب وزير أمن الاحتلال الصهيوني، بات اليوم محطّ انتقادات واسعة لا سيما من قبل جمهور المستوطنين في مستوطنات غلاف غزة؛ إذ يعتبرون أنه لم يُحدِث أيّ تغيّر إيجابي منذ تسلمه المنصب.

حتى الصهاينة من لا أخلاق لهم يستحيون ويعترفون بأخطائهم، يغادرون مكاتبهم وكراسيهم لمن قد يقدم أفضل ما قدموا، لا نرى هذا في جنرالات العسكر أبطال هزائم 56 و67 وبيع تيران وصنافير، حتى لو كل الأصابع تشير إليهم وتتهمهم بالجرائم البشعة، والانقلاب على شرعية شعب قام بثورة في 25 يناير، والفساد والاستبداد وقهر العباد في المعتقلات ومحاكم التفتيش التي تسمى بالقضاء الشامخ، وبات السؤال بعد استقالة ليبرمان أيهم أكثر فسادا وسوء أخلاق هو أم السفيه السيسي وابن سلمان؟