إيكونومست: قمع السيسي طال كل المصريين والمعارضة ليس لها مكان

أكدت مجلة إيكونوميست البريطانية، تردي الوضع الحقوقي في مصر خلال السنوات الماضية؛ مشيرة أنه لم يعد أحد من المصريين في مأمن من قمع سلطات الانقلاب.

وقالت المجلة، في تقرير بعنوان “مصر .. لا أحد في مأمن” إن “المعارضة داخل البلاد في وضع لا تحسد عليه نتيجة لممارسات نظام السيسي القمعية، مشيرة الي عدد من الوقائع التي حدثت خلال شهر سبتمبر الجاري ومن بينها اعتقال جمال وعلاء نجلي المخلوع حسني مبارك مجددا في منتصف سبتمبر”، واكدت أنه “لا أحدا يعرف لماذا تم سجنهما مرة أخري؛ خاصة أن القضية التي اعتقل بسببها نجلا مبارك والتي تعرف باسم التلاعب في البورصة المصرية، تم تأجيل جلساتها منذ العام 2012 وخرجا من السجن بكفالة مالية منذ 3 سنوات”.

وأشارت الي أن “البعض يري ما حدث نوعا من الابتزاز إذ إن علاء وجمال مبارك يعدان من بين القلائل في نظام مبارك القديم اللذين يمكن أن يقايضا الثروة بالحرية، فيما خشي آخرون أن يكون الاعتقال ضمن حملة أكبر ضد الأغنياء في مصر”.

وأكدت المجلة أنه “من الصعب تمييز الحقيقة في مصر هذه الأيام؛ خاصة وأن حكومة السيسي لا تتمتع بالشفافية، نظرا للقيود الصارمة التي تفرض على الصحف ووسائل الاعلام وحتى الحسابات الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة الي أن القمع طال الجميع لدرجة أن واحدا من الإعلاميين الموالين للحكومة تم إيقاف برنامجه التليفزيوني الذي كان يذاع على الهواء مباشرة لعدة أسابيع بدون تفسير”.

وأضافت أنه “سرت شائعة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال شهر سبتمبر الجاري مفادها أن السلطات المصرية ألقت في هدوء القبض على 22 ضابطا في القوات المسلحة المصرية، مشيرة الي أن حملة القمع الأمنية مستمرة، ففي شهر أغسطس السابق عليه طالب دبلوماسي سابق هو السفير معصوم مرزوق بإجراء استفتاء على بقاء السيسي في السلطة، فتم اعتقاله فورا مع عدد من زملائه من المعارضين من بينهم أستاذ في الجيولوجيا (د. يحيي القزاز) الذي اختطفته قوات الأمن من سرادق للعزاء لدي أقاربه وزجوا به في السجن”.

وتابعت المجلة: “لايزال السفير معصوم مرزوق ورفاقه في السجن ورغم ذلك تم التحفظ على أموالهم، وفي 8 سبتمبر الجاري ، وقامت محكمة مصرية بإصدار أحكام بالإعدام ضد 75 شخصا من بين 700 في محاكمة جماعية هزلية، كما تم اعتقال الفريق سامي عنان وهو جنرال سابق رفيع المستوي في الجيش المصري بسبب إقدامه على الإعلان عن حملته الانتخابية التي كان من المفترض أن ينافس فيها السيسي، حيث يقبع الآن في المستشفى وصحته تتدهور.”