#إنفوجراف : فى ذكرى وفاة المستشار “محمد المأمون الهضيبي” رحمه الله

#نافذة_دمياط : فى ذكرى وفاة المستشار “محمد المأمون الهضيبي” رحمه الله
مرشد الاخوان الذى عيّنه مبارك رئيسًا لإستنئاف القاهرة


المستشار “محمد المأمون الهضيبي” رحمه الله

#نافذة_دمياط
ولد محمد المأمون حسن إسماعيل الهضيبى في قرية الشواولة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر في 28 مايو 1924م، حيث كان حسن الهضيبي يعمل محاميا بمحافظة سوهاج فور تخرجه في كليه الحقوق، فولد له خلال فترة عمله بسوهاج أكبر أبنائه المستشار محمد المأمون، وكانت الأسرة أصلها من قرية عرب الصوالحة –مركز شبين القناطر– محافظة القليوبية، وتنقلت أسرته في أماكن متعددة حيث عمل والده قاضيًا بوزارة العدل المصرية، حتى استقال من منصبه القضائى ليتفرغ للدعوة عام 1951.

التحق المستشار المأمون الهضيبى بمراحل التعليم المختلفة حتى تخرج في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وكان ترتيبه العاشر على دفعته، وعين وكيلا للنيابة وتدرج فى سلمه الوظيفى في القضاء حتى أصبح رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة .

معترك السياسة والإخوان:

تذكر المصادر المختلفة أنه شارك فى أعمال المقاومة الشعبية خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956م، وكان ذلك أثناء عمله مستشارًا لمحكمة غزة – حيث تولى محكمة غزة عام 1954م، وتم اعتقاله في 1965 وأُفرج عنه في 1971، وبعد خروجه سافر إلى السعودية للحج، حيث التحق بالعمل في قسم الحقوق العامة وقسم الحقوق الخاصة بوزارة الداخلية السعودية، والعمل فيهما عمل قضائي بحت وفيه جانب شرعي، ولم يكن له أية علاقة بأية إدارة أخرى بالوزارة، وفى ذلك يقول المستشار المأمون الهضيبى: “وظل هذا الوضع فترة طويلة حتى قضت محكمة النقض ببطلان الاستقالة وعودتي للعمل، وكانت درجتي قد وصلت إلى نائب رئيس محكمة استئناف، وبعد صدور الحكم عدت إلى مصر واستكملت عملي لفترة بسيطة، ولم تكن السلطات مرحبة بعملي في القاهرة فصدرت تعليمات بانتدابي إلى السعودية حيث عدت مرة أخرى إلى هناك حتى أوشك سني على بلوغ الستين وجاء دوري لأكون رئيس محكمة استئناف القاهرة.. وقبلها أصبحت خلال السفر في درجة رئيس محكمة استئناف الإسكندرية.

وصدر قرار جمهوري بالفعل من الرئيس مبارك بتعييني رئيساً لمحكمة استئناف القاهرة بناءً على قرار مجلس القضاء الأعلى، وعلى اعتبار أنني منتدب في الخارج، فقطعت سفري وعدت وتسلمت عملي لأيام ثم صدر قرار إحالتي للتقاعد

عدت مرة أخرى إلى السعودية لمواصلة عملي حتى زار الأستاذ عمر التلمساني مرشد الإخوان في ذلك الوقت السعودية للحج في منتصف الثمانينيات وقابلته وطلب مني النزول إلى القاهرة “.

العودة للقاهرة وممارسة النشاط:

خاض انتخابات مجلس الشعب عام 1987م على قائمة حزب العمل وفاز بالمقعد فى دائرة الدقي وأصبح رئيسا للكتلة البرلمانية للإخوان داخل مجلس الشعب

شغل منصب المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين فى فترة الأستاذ محمد حامد أبو النصر –المرشد الرابع للإخوان المسلمين والذى تولى من 1986 – 1996 م– ثم اختير نائبا للمرشد العام بعد وفاة الدكتور أحمد الملط فى يونيو 1995 م، وظل نائبا للمرشد العام الأستاذ مصطفى مشهور- والذى تولى من 1996 م – 2002 م – بالإضافة لكونه المتحدث الرسمى للجماعة، وبعد وفاة الأستاذ مصطفى مشهور فى 14 نوفمبر 2002 م، اختير المستشار الهضيبى لأن يكون مرشدًا للإخوان المسلمين فى مساء يوم الأربعاء 27 من نوفمبر 2002 م.

لم تتح الفرصة للمأمون الهضيبي أن يعايش جموع الإخوان في فترة السبعينيات، تلكم الفترة الخصيبة التي التفت فيها جموع الشباب حول الذين خرجوا من السجون حديثًا، وتلقوا على أيديهم قواعد وأصول ومنهج الدعوة في عملية التوريث، ثمَّ كانت عودته إلى مصر بطلب مباشر من المرحوم “التلمساني”، وكان يريده بجواره كمستشار يعينه في الشأن العام، الذي لم يكن يحسنه الكثير من قيادات الإخوان، الذين انصرفوا لعملية بناء الجماعة، وتمتين التنظيم، وتوريث المنهج..

وقتها كان “التلمساني” أقنع- بصعوبة- كبار القيادات للدخول في المعترك الانتخابي في تحالف سياسي مع حزب (الوفد) بعد معاناة ومناقشات مطولة، وكان بحاجة إلى رجل يصلح لهذه المواقف، وعاد “الهضيبي” ولكنه لم يدرك ترشيحات 1984 م للبرلمان، وعقب عودته توفي “التلمساني”، وتركه في مواجهة المواقف العسيرة، وكان رجل المواقف الحاسمة.

وانشغل “الهضيبي” في إعادة ترتيب وجود الجماعة السياسي، ومحاولة الخروج من القيود القانونية والمتابعات الأمنية إلى الفضاء العام، واجتهد في إقناع قيادة الجماعة بقبول عرض من رئيس حزب الأحرار المرحوم “مصطفى كامل مراد”، حمله الشيخ “صلاح أبو إسماعيل”- رحمه الله- بأن يتولى الإخوان شئون الحزب كلها، وإعادة تشكيل قواعده وهياكله، فقط يحتفظ رئيس الحزب بموقعه، ويكون له نائبان، أحدهما من الإخوان، ثمَّ إن هناك فراغًا ضخمًا وهياكل ورقية يمكن للإخوان ملؤها جميعًا، ولهم الحق في إعادة صياغة برنامج الحزب وخطابه السياسي بما يتناسب مع أفكار برامج الإخوان، وبعد مناقشات مستفيضة شابها بعض الحدة إلى الدرجة التي قال فيها البعض له: “لقد جاهد والدك للحفاظ على الجماعة والإبقاء عليها، وأنت تريد اليوم أن تعمل على هدمها وإذابتها”، وانتهت المناقشات إلى عدة قرارات هامة، ما زالت تؤثر في مسيرة الإخوان، منها:

– رفض ذوبان الجماعة في أي حزب أو كيان آخر، حتى ولو كان الحزب الحاكم، وقد سبق أن عرض “السادات” على المستشار المرحوم “صالح أبو رقيق” انضمام الإخوان إلى حزب (مصر العربي الاشتراكي)، الذي أسسه “ممدوح سالم”- رحمه الله- رئيس الوزراء الأسبق، ورفض الإخوان ذلك.

– تحالف القوى السياسية التي تتفق مع الإخوان في البرامج والقواعد الأساسية، وهذا ما تم مع حزبي العمل والأحرار، مع التنسيق مع القوى والتيارات السياسية في قضايا الحريات العامة.

– العمل على تشكيل حزب خاص لـ(الإخوان) يضمن لهم المَظَلَّة القانونية، ويتيح لهم المشاركة السياسية في إطار القانون والدستور.

وقد تمَّ إعداد عدة برامج، واتخاذ كثير من الإجراءات منذ منتصف الثمانينيات، شارك فيها “صلاح شادي”، وكثير من خارج الإخوان، وانتهت بمشروع حزب (الوسط) وأزمته الشهيرة.

الذهنية الإخوانية:

تتضح الذهنية الإخوانية للمأمون الهضيبي من خلال رده على سؤال وجه له في لقاء تليفزيوني على قناة الجزيرة مباشر وكان الحوار التالي:

“ما ردكم على الاتهامات التي توجه إليكم بأنكم خلطتم بين كونكم جماعة دينية وحزبا سياسيا وأن أفكاركم أفكار عامة تنقصها آليات التطبيق؟

”شيء طبيعي في دعوة تضم ملايين البشر أن تحدث على مر السنين بعض الاختلافات وأن يترك البعض الجماعة ويجعل لنفسه منهجا خاصا ومحاولة تجسيم ذلك بأنه انشقاقات خطيرة زعم واضح عدم صحته”

هذا الادعاء الذي تضمنه السؤال هو محاولة يائسة لأعداء الإسلام أشهروها في وجه دعوة الإخوان المسلمين منذ سبعين سنة وسبق الرد عليها تفصيلا، ومن البديهيات التي يعرفها المسلم أن شريعة الإسلام جزء لا يتجزأ من العقيدة ومن الأخلاقيات الإسلامية، وهي أساس كل المعاملات الإسلامية وحياة الفرد والأسرة والجماعة والدولة وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وكل النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، بل وعلاقة الدولة بغيرها من الدول والإسلام كما أعلنا ذلك كثيرا أن الإسلام دين ودولة، مصحف وسيف، وإن كان البعض يزعم أن هذا خلط إلا أن هذا هو الإسلام كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين ولا يؤمن أحد إيمانا حقيقيا بالله وبدين الإسلام إلا إذا كان مطمئن القلب وعلى يقين من صحة ذلك”.

يتضح من رد المأمون الهضيبي رسوخ قاعدتين في الذهنية الإخوانية:

1- أن أي هجوم على الجماعة من أي شخص حتى لو كان فصيلًا من فصائل التيار الإسلامي هو هجوم على الإسلام، ومن يقوم به عدو للإسلام، وهذا ما يتضح جليا في نص الحوار ” هذا الادعاء الذي تضمنه السؤال هو محاولة يائسة لأعداء الإسلام أشهروها في وجه دعوة الإخوان المسلمين”

2- شرط الإيمان لدى الجماعة هو الإيمان بالجماعة، ومقولاتها وفهمها للإسلام دون فهم غيره، فكل ما هو خارج الجماعة ليس بمسلم وأي إيمان يبعد عن معتقدات الجماعة هو ليس من الإسلام في شيء، وهذا ما ينص عليه الهضيبي الابن “ولا يؤمن أحد إيمانا حقيقيا بالله وبدين الإسلام إلا إذا كان مطمئن القلب وعلى يقين من صحة ذلك.”

مؤلفاته:

وللمستشار المأمون كتابات عدة منها: “الإخوان المسلمون 60 قضية ساخنة”، الصادر عن دار التوزيع والنشر الإسلامية 1998م، ويوضح فيه: ما هو موقف الإخوان المسلمين من القوى والتيارات الإسلامية الموجودة على الساحة سواء تلك التي تتبنى العنف أم تلك التي لا تتبنى السياسة، وماذا عن تجربة النقابات المهنية؟ وماذا عن شعار “الإسلام هو الحل”؟ وما هي رؤية الإخوان المسلمين عن الأقباط وقضايا العالم الإسلامي؟ وماذا عن الانشقاقات التي حدثت داخل الجماعة؟