أهمية الزائدة الدودية التي لم تعلمها.. نعم إنها “زائدة” ولكن لها “فائدة”!

ما هي الزائدة الدودية؟ وأين تقع؟

الزائدة الدودية هي عبارة عن أنبوب رقيق يبلغ طوله أربعة سنتيمترات تقريباً، وهي تخرج من الأعور في الجهاز الهضمي، إن الزائدة لديها سمعة سيئة من حيث ميلها إلى الالتهاب، والذي غالباً ما يؤدي إلى استئصال جراحي. تقع الزائدة في الجزء الأيمن السفلي من البطن، عند منطقة محددة يشير إليها الأطباء بنقطة McBurney’s point، فإذا كان الضغط في تلك النقطة يسبب الألم، فقد يشك الطبيب بأن هناك التهاب في الزائدة الدودية.

ماذا ذكر العلماء حول وظيفة الزائدة الدودية ؟

اعتقد العلماء لسنوات عديدة أن الزائدة الدودية هي مجرد جزء عضلي من الجهاز الهضمي، ولأن إزالتها لم تكن تسبب آثاراً صحية وخيمة، فقد ساعد ذلك على تصديق هذا الادعاء، كما كان لعامة الناس نفس الرأي أيضاً وفقاً لما اعتقده الأطباء. ولكن، ليس لأنه باستطاعتك العيش بدون الزائدة الدودية أنها بالضروري عديمة الفائدة، ورغم هذا الاعتقاد الشائع إلا أن الدراسات العلمية مؤخراً كان لها رأي آخر.

ما هي أهمية الزائدة الدودية؟

في دراسة أخيرة تم نشرها في مجلة علم الأحياء النظرية، وبعد تقييم العديد من التجارب والملاحظات، يعتقد العلماء أن الزائدة الدودية لها وظيفة هامة في المساعدة على الهضم، بطريقة تنظف الأمعاء وتعيد ملء القناة الهضمية مرة أخرى.

وأوضح الباحثون أن وفرة الأدلة الظرفية تدعم بقوة دور الزائدة الدودية كـ مكان آمن للبكتيريا الجيدة التي يمكن أن تساعد أثناء عملية الهضم، حيث يمكن لهذا البكتيريا أن تعيش بسلام داخل الزائدة ودون عائق، حتى يتم الاحتياج إليها.

هل الزائدة الدودية جزء من الجهاز المناعي؟

تقع الزائدة بالقرب من مكان التقاء الأمعاء الدقيقة والغليظة، وقد خلص الأطباء عبر التجارب في هذه الدراسة أنها تحتوي بالفعل على أنسجة الجهاز المناعي.

حيث تقوم الميكروبات المختلفة التي تساعد الجهاز الهضمي بتكسير الأطعمة الموجودة في القناة الهضمية، وتكافئ القناة الهضمية هذه الميكروبات من خلال تغذيتها والحفاظ عليها آمنة، ويعتقد العلماء أن خلايا الجهاز المناعي الموجودة في الزائدة الدودية هي التي تتولى حماية البكتيريا الجيدة.

ما العلاقة بين الزائدة الدودية والنسيج الليمفاوي؟

يقول الدكتور لورين جي مارتن، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة ولاية أوكلاهوما، أن الزائدة تخدم دوراً هاماً منذ تكوّن الجنين، حيث تظهر خلايا الغدد الصماء في الزائدة الدودية للجنين في حوالي الأسبوع 111، وهي تنتج أمينات حيوية مختلفة وهرمونات ببتيدية، وهي مركبات تساعد في آليات مختلفة للتحكم البيولوجي.

ولكن في ما يخص البشر البالغين، فإن النسيج الليمفاوي يبدأ في التراكم في الزائدة بعد فترة قصيرة من الولادة ويصل إلى ذروته بين العقدين الثاني والثالث من العمر، وتبين أن الزائدة الدودية تعمل كجسم ليمفاوي يساعد في نضوج الخلايا الليمفاوية BB، وهي مجموعة متنوعة من خلايا الدم البيضاء، كما أوضح الباحثون أن الزائدة تساعد في إنتاج جزئيات تساعد على توجيه حركة الخلايا الليمفاوية إلى مواقع مختلفة في الجسم.

 

ما العلاقة بين الزائدة الدودية والإسهال؟

أوضح الباحثون أن الدراسات أشارت إلى أن جهاز المناعة يحمي ويغذي مستعمرات الميكروبات التي تعيش في (البيوفيلم) وهي طبقة رقيقة من الميكروبات والجزيئات المخاطية والجهاز المناعي تعيش معاً على بطانة الأمعاء.

وقال الدكتور ويليام باركر، أن الأمراض التي تسبب الإسهال الشديد، خاصة في البلدان التي لا توجد فيها ممارسات صحية سليمة، غالباً ما تؤدي إلى إفراغ محتويات الأمعاء بالكامل، بما في ذلك الأغشية الحيوية التي يتم طردها من الجسم (البيوفيلم)، وبسبب موقع الزائدة الدودية، فإنه يكون من الصعب على أي شئ من البكتيريا الضارة أن يدخل الأمعاء بينما يتم تفريغها.

كيف تساعد الزائدة الدودية على حماية الأمعاء؟

يضيف الدكتور باركر، أنه بمجرد أن تترك محتويات الأمعاء الجسم، يمكن للبكتيريا الجيدة الموجودة في الزائدة الدودية أن تظهر، وتعيد ملء بطانة الأمعاء بسرعة قبل أن تتمكن البكتيريا الضارة من الدخول والإقامة فيها.

ولكن الجدير بالذكر، أنه في المجتمعات الصناعية الحديثة التي تولي اهتماماً كبيراً بالرعاية الطبية والممارسات الصحية، لا يكون هناك حاجة كبيرة إلى الاحتفاظ باحتياطي من البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وربما هذا يتماشى مع ملاحظة أن إزالة الزائدة الدودية هناك قد لا تسبب آثاراً سلبية واضحة.

لماذا يزيد التهاب الزائدة في المجتمعات الصحية؟

أشار العلماء منذ عدة عقود إلى أن الأشخاص في المجتمعات الصناعية قد يكون لديهم معدل أعلى من التهاب الزائدة الدودية بسبب “فرضية النظافة”. بمعنى أن أسلوب حياتهم في تلك المناطق يقتضي الاهتمام بإجراءات النظافة والصحة بشكل كبير، أي أن النظام المناعي لهم لا يتم اختباره بشكل يومي من البكتيريا والطفيليات المحيطة، لذلك فإن هذه الأنظمة من المناعة يتم تفاعلها بشكل مفرط عندما يتم اختبارها.

وأوضح دكتور باركر أن جهاز المناعة المفرط هذا يُعد أحد مشكلات المناعة الذاتية، وقد يؤدي إلى الالتهاب المرتبط بالتهاب الزائدة الدودية، أو إلى انسداد الأمعاء الذي يسبب التهاب الزائدة الدودية الحاد.