أليس الله بكاف عبده ؟

أليس الله بكاف عبده؟ ويخوفونك بالذين من دونه.
ومن يضلل الله فما له من هاد.
ومن يهد الله فما له من مضل.
أليس الله بعزيز ذي انتقام؟
يقول الشهيد سيد قطب عليه رحمات الله ورضوانه
هذه الآيات تصور منطق الإيمان الصحيح،
في بساطته وقوته، ووضوحه، وعمقه كما هو في قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
وكما ينبغي أن يكون في قلب كل مؤمن برسالة، وكل قائم بدعوة.
وهي وحدها دستوره الذي يغنيه ويكفيه، ويكشف له الطريق الواصل الثابت المستقيم.
فهي تصور حقيقة المعركة بين الداعية إلى الحق وكل ما في الأرض من قوى مضادة.
كما تصور الثقة واليقين والطمأنينة في القلب المؤمن، بعد وزن هذه القوى بميزانها الصحيح.أليس الله بكاف عبده ؟
بلى! فمن ذا يخيفه، وماذا يخيفه؟ إذا كان الله معه؟
وإذا كان هو قد اتخذ مقام العبودية وقام بحق هذا المقام؟
ومن ذا يشك في كفاية الله لعبده وهو القوي القاهر فوق عباده؟ويخوفونك بالذين من دونه ..
فكيف يخاف؟ والذين من دون الله لا يخيفون من يحرسه الله.
وهل في الأرض كلها إلا من هم دون الله؟
إنها قضية بسيطة واضحة، لا تحتاج إلى جدل ولا كد ذهن.. إنه الله. ومن هم دون الله.
وحين يكون هذا هو الموقف لا يبقى هنالك شك ولا يكون هناك اشتباه.

وإرادة الله هي النافذة ومشيئته هي الغالبة.
وهو الذي يقضي في العباد قضاءه. في ذوات أنفسهم، وفي حركات قلوبهم ومشاعرهم:

ومن يضلل الله فما له من هاد. ومن يهد الله فما له من مضل ..
وهو يعلم من يستحق الضلالة فيضله، ومن يستحق الهدى فيهديه.
فإذا قضى بقضائه هكذا أو هكذا فلا مبدل لما يشاء.

أليس الله بعزيز ذي انتقام؟ بلى.
وإنه لعزيز قوي. وإنه ليجازي كلا بما يستحق.
وإنه لينتقم ممن يستحق الانتقام.
فكيف يخشى أحدا أو شيئا من يقوم بحق العبودية له، وهو كافله وكافيه؟