•••••[] أخوة لكل الفئات لا طبقية []•••••

•الأخوة في الإسلام تشمل كل فئات المجتمع،
فليس هناك فئة من الناس أعلى
من أن تؤاخي الآخرين،
ولا فئة أهون من أن يؤاخيها الآخرون،
لا يجوز أن يكون المال أو المنصب أو النسب،
أو أي وضع اجتماعي أو مادي أو غير مادي
سبباً لاستعلاء بعض الناس على بعض.

•فالحاكم أخو المحكوم، والراعي أخ لرعيته،
وفى الحديث:
(خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم،
وتصلون عليهم، ويصلون عليكم،
-أي تدعون لهم، ويدعون لكم –
وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم،
وتلعنونهم، ويلعنونكم).

•والسيد أخ لعبده،
وإن أوجبت ظروف خاصة أن يكون تحت يده.
وفى الصحيح:
( إخوانكم خولكم ( أي خدمكم)
جعلهم الله تحت أيديكم،
ولو شاء جعلكم تحت أيديهم،
فمن كان أخوه تحت يده،
فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس،
ولا تكلفوهم من العمل ما لا يطيقون،
فإن كلفتموهم فأعينوهم).

•والأغنياء والفقراء، والعمال وأرباب العمل،
والملاك والمستأجرون، كلهم أخوة بعضهم لبعض،
فلا مجال – في ضوء تعاليم الإسلام –
لصراع اجتماعي، أو حقد طبقي.
بل لا يوجد في المجتمع الإسلامي طبقات،
كما عرف ذلك في المجتمع الغربي
في العصور الوسطى،
الذي عرف طبقات النبلاء والفرسان،
ورجال الدين وغيرهم،
وكانت هذه الطبقية تتوارث
بحكم القيم والتقاليد والقوانين السائدة .
ولا زال بعض الأمم إلى اليوم يتوارث الطبقية،
بحكم عقائده وأعرافه وأنظمته، كما في الهند.

•يوجد في الإسلام أغنياء،
ولكنهم لا يكونون طبقة تتوارث الغنى،
بلهم أفراد يجرى عليهم ما يجرى على غيرهم،
فالغني قد يفتقر، كما أن الفقير قد يغتني:
(( فإن مع العسر يسراً)).
ويوجد في الإسلام (علما ء دين)
ولكنهم لا يكونون طبقة تتوارث هذه المهنة،
بل هي وظيفة مفتوحة لكل من حصل مؤهلاتها
من العلم والدراسة،
وهي على كل حال ليست وظيفة كهنوتية
كوظائف القسس ورجال الدين في الأديان الأخرى،
إنما هي وظيفة تعليم ودعوة وإفتاء.
فهم (علماء) لا (كهنة) !
وإذا كان الله تعالى يخاطب رسوله
(صلى الله عليه وسلم) بقوله:
(( إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر)) ،
((ونحن أعلم بما يقولون، وما أنت عليهم بجبار،
فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)) ،
فكيف بورثته من العلماء؟
إنهم لن يكونوا – قطعاً –
مسيطرين ولا جبارين على الناس.
إنما هم معلمون ومذكرون.

«الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله»
– عن كتاب “ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده”