سيد توكل:
لم توقف سلطات الانقلاب بمصر الرحلات الصينية واستقبال السياح، ولو من باب المسئولية الدولية والصحية تجاه شعوب العالم على الأقل، ويفرط المراقبون في السؤال التالي إلى متى أنانية ولا مبالاة وجهل العسكر، لا سيما بعدما أعلنت صحة الانقلاب اكتشاف أكثر من عشرين حالة مصابة بعدوى فيرس كورونا وناقلة للمرض.
وتثور المخاوف من عادات فقراء المصابين الذين باتوا لا يملكون ترف الذهاب الى طبيب تتكلف فاتورة كشفه نصف ميزانية الشهر، أو الذهاب إلى مستشفى حكومي لا يوجد فيه تعقيم ولا قطن ولا شاش ولا أي من أدوات الطب البدائية، ولذلك باتت الحالات المصابة والمجهول أكثر من المعلن عنها والتي يحجبها التعتيم الحكومي، ومعظم المصريين يفضلون الذهاب إلى الصيدلية رأسا ويصفون الحالة لبائع غير متخصص يقف في الصيدلية وهو من يحدد لهم العلاج.
أهلا وسهلا بالفيروس!
واستقبل مطار القاهرة على عكس دول العالم طائرة قادمة من الصين على متنها 114 سائحا؛ جاءوا لقضاء عطلتهم في مصر، على الرغم من إيقاف “مصر للطيران” رحلاتها إلى الصين، وقال مسئولون: “السياح لم تظهر بينهم أية إصابة بفيروس كورونا، وسيتم متابعتهم أثناء تواجدهم في مصر”.
وأكد المسئولون أن أمن مطار القاهرة لم يسمح للسياح بالتحدث إلى الصحافة، فيما أعلنت عدة دول خلال الأيام الماضية عن عودة مواطنين مصابين بفيروس الكورونا إلى أراضيها بعد رحلات قام بها هؤلاء المواطنون إلى مصر؛ في الوقت الذي ظلت فيه سلطات الانقلاب صامتة تجاه الانتشار الوبائي، هناك أمور كثيرة خافية؛ النماذج الغيلانية مثل جنرالات الانقلاب تتفوق في التعتيم والتضليل وحجب المعلومات.
كل ما علي المراقب هو أن ينظر إلى الصين أو إيران ليتعرف على خطورة وصول فيروس مميت إلى أراض يحكمها نظام قمعي، هناك شكوك قوية أن النظامين قاما خلال المراحل الأولى لانتشار الفيروس بإصدار بيانات كاذبة حول أعداد المصابين والضحايا، وأنهما مستمران في اتباع المنهج نفسه لأسباب سياسية.
وهناك مؤشرات عدة تجعل المحللين يعتقدون أن سلطات الانقلاب بمصر ستكون الدكتاتورية التالية التي تمارس المنهج ذاته في التعامل إذا ما حدث انتشار وبائي للفيروس على ضفاف النيل.
يقول مدير منظمة الصحة العالمية: إن منظمته تتعامل مع وضع غامض وغير مسبوق، ودول مثل مصر التي تولي الأهمية الأكبر للسيطرة على ما يتداوله الناس، تجعل مواجهة هذا الخطر أصعب.
وتنهمر الأخبار المقبضة من مختلف أنحاء العالم كل يوم، يوم الثلاثاء الماضي أعلن مدير منظمة الصحة العالمية أن نسبة الوفيات بين المصابين بالفيروس التي كانت تقديراتها تدور حول 2.3%، هي في الواقع 3.4%، ورغم ذلك قد تكون هذه المعدلات أقل من الحقيقة، لاحتمال وجود العديد من الحالات غير المكتشفة وغير المسجلة.
هذه النسب تقع في كافة المجموعات العمرية، ولكن المجموعات العمرية الأكبر التي تصل أعمارها من بين 70 – 79 وثمانين عاماً، ترتفع فيها نسبة الوفيات لتصل إلى 10 إلى 15 بالمئة على الترتيب.
الصين حلوة..!
ومن المخيف أن الخبراء يقارنون موجة كورونا الحالية بوباء الأنفلونزا الذي اجتاح العالم في 1957 وخلف وراءه مليون ضحية، ورغم محاولات تخفيف الذعر، فإن الأسواق العالمية، وخاصة البورصة الامريكية، لا تزال تعاني انخفاضات مزلزلة تصل لعدة نقاط قياسية يومياً.
وحتى عندما تدخل بنك الاحتياطي المركزي الأمريكي في محاولة لتهدئة انهيار الأسواق، فإن مؤشر الأسهم الصناعية الامريكية داو جونز استمر في الانخفاض حتى وصل متوسط هبوط 785 نقطة يوم الثلاثاء.
يقول الناشط محمود أبوالسعود: إن: “#السيسي بيفتح مصر للسياح اللي جايين من #الصين منبع فيروس #كورونا وبيقفلها في وش القطريين بسبب كورونا برضه إذكر فيما لا يزيد عن 3 كلمات نوع الحيوان اللي بيهلل لقراراته #أضحوكة_العالم”.
ووسط تعتيم رسمي من حكومة الانقلاب بمصر، أعلنت فرنسا اكتشاف حالتين مصابتين بفيروس “كورونا” قادمتين من القاهرة، كما أعلنت كندا اكتشاف إصابة قادمة من مصر بتاريخ 20 فبراير.
وارتفع عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس “كورونا” الشرس -حتى الآن- إلى ألفين و924 شخصا، وعدد الإصابات تخطى حاجز الـ85 ألفا، وتخرج وزارة الصحة في حكومة الانقلاب بتصريحات من حين إلى آخر، تؤكد فيها خلو مصر من أية حالة مصابة بفيروس “كورونا”، رغم إعلان منظمة الصحة العالمية وجود حالة وحيدة مصابة بالفيروس القاتل في مصر.
وكانت وزارة الصحة في حكومة الانقلاب قد أعلنت مؤخرا، شفاء المواطن الصيني من الفيروس، بعد خضوعه للعلاج في الحجر الصحي لمدة 14 يومًا!!