في سنة 93هـ وبعد أن فتح قتيبة بن مسلم الباهلي بخارى وما حولها, إقترب قتيبة بن مسلم من سمرقند ونصب عليها المجانيق فرماها بها وكبدهم خسائر عظيمة فأرسل إليه “غورك” ملكهم يقول: إنما تقاتلني بإخواني وأهل بيتي (أي الترك (الذين أسلموا))، فأخرج إليَّ في العرب (أي قاتلني بالعرب فقط).
فغضب عند ذلك قتيبة وأمر العجم بإعتزالهم، وقدم الشجعان من العرب وأعطاهم جيد السلاح، وزحف بالأبطال على المدينة ورماها بالمجانيق فحطم جزء من الحصن ولكن الملك غورك قام بإشعال النار وجعل حائط من الدخان في هذا المكان حتى لا يرى من يريد العبور ما أمامه فتراجع المسلمون.
وقام رجل منهم فوقها فجعل يتراقص ويشتم قتيبة فرماه رجل من المسلمين بسهم فقلع عينه حتى خرجت من قفاه. فخر صريعا مكانه فأعطى قتيبة الذي رماه عشرة آلاف
ثم دخل الليل، فلما أصبحوا رماهم بالمجانيق مرة أخري فحطم جزء آخر وترامى المسلمون وجيش غورك بالنشاب، فقالت الترك لقتيبة: ارجع عنا يومك هذا ونحن نصالحك غدا، فرجع عنهم وصالحوه من الغد على ألفي ألفٍ (2 مليون) ومائة ألفٍ جزية يحملونها إليه في كل عام
وبعدما أتمّ الله على المسلمين فتح سمرقند ، أمر القائد العظيم قتيبة بن مسلم – رحمه الله – بجمع الأصنام التي كان يعبدها أهل “سمرقند” ، فأتي بالأصنام ، و ألقيت بعضُها فوق بعض ، حتى صارت كالقصر العظيم ، ثم أمر قتيبة بتحريقها ، فتصارخ الأعاجم و تباكوا ، و قالوا : إن فيها أصناماً قديمة ، من أحرقها هلك .
فقال قتيبة: أنا أحرقها بيدي .
وجاء “غورك” (ملكُ الصّغد ) فنهى قتيبة عن ذلك ، وقال له : أيها الأمير ، إني لك ناصح ، وإن شكرك عليّ واجب ، لا تعرض لهذه الأصنام (حتى لا تؤذيك)!
فقام قتيبة ، ودعا بالنار ، وأخذ شعلة بيده ، و قال : ( أنا أحرقها بيدي ، فكيدوني جميعاً ثم لا تُنظرون ) ، و سار إليها و هو يكبر الله – عز و جل – وألقى فيها النار ، فاحترقت وكبر.