ومضات .. الإسراء والمعراج ( القدس في القلب )

بدأت رحلة الإسراء من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلي المسجد الأقصي في أرض فلسطين، ثم تلتها رحلة المعراج من المسجد الأقصي إلي السموات العلا إلي سدرة المنتهي، وعادت الرحلة في نفس الخط الذي سلكته أثناء الذهاب؛ فقد بدأت الرحلة بالمسجد وانتهت به، وهذا تأكيد لمحورية المسجد في حياة الأمة، ومرت بالمسجد الأقصي مرتين لتأكيد الأهمية الخاصة للمسجد الأقصي والرابطة التي لا تنفصم بينه وبين المسجد الحرام، وتأكيد العلاقة الوثيقة بين الرسالة الخاتمة وكل رسالات السماء قبلها: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (الأنبياء: 25). فالتوحيد والعبادة أساس دعوة الرسل أجمعين وقد انتهت الإمامة في ذلك لمحمد صلي الله عليه وسلم ودعوته وأمته إلي يوم القيامة.

إن قضية الأقصي اليوم قضية محورية في حياة الأمة، فهو أولي القبلتين وثالث الحرمين، ويقع في الأرض التي بارك الله فيها وبارك حولها، وهي أرض الرباط والجهاد إلي يوم القيامة بنص حديث الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم، ومسئولية تحريره من أيدي الصهاينة الغاصبين تقع علي أمة محمد كلها، فكل مسلم رضي بالله تعالي رباً وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولاً واعتقد صحة ما جاء به القرآن من قدسية المسجد الأقصي عليه أن يسعي لتحريره وأن يبذل في سبيل ذلك ما يستطيع؛ فلا تنسيكم أيها الأحباب الكرام جراحاتكم أن تضمدوا جرح الأقصي، ولا تنشغلوا بهمومكم الخاصة عن هم الأمة ولا تزودوا عن أنفسكم وتقصروا في الزود عن مقدساتكم.