كشف تحقيق استقصائي لموقع ديسكلوز الفرنسي يستند على مئات من الوثائق السرية المسربة (تشمل ملاحظات من الإليزيه ووزارة القوات المسلحة ومديرية المخابرات العسكرية الفرنسيتين) عن انتهاكات ترقى لجرائم ضد الإنسانية قامت بها بعثة استخباراتية فرنسية في مصر تثبت أن مصر استخدمت معلومات استخباراتية قدمها الجيش الفرنسي لاستهداف وقتل المدنيين المشتبه في قيامهم بالتهريب بالصحراء الغربية.
كما أثبت التقرير الإستقصائي تورط فرنسا في تنفيذ 19 غارة جوية استهدفت مدنيين في الفترة من 2016 ل 2018 في الصحراء الغربية ( خلال عملية عسكرية مصرية فرنسية سرية مشتركة الرمز الكودي ليها: sirli سيرلي)، وإن عدد الضحايا يوصل للمئات
ويؤكد التحقيق أن العملية الفرنسية المصرية السرية بدأت في في 25 يوليو 2015 بعد اجتماع بالقاهرة بين وزير دفاع فرنسا جان إيف لودريان ومدير المخابرات العسكرية الجنرال كريستوف جومارت ووزير الدفاع المصري وقتها الفريق/ صدقي صبحي وذلك عقب نجاح صفقة شراء 24 طائرة رافال وسفينتين حربيتين مقابل 5.6 مليار يورو .
وكان جدول الاجتماع يتضمن مناقشة تأمين حدود مصر الغربية مع ليبيا بطول 1200كم
وقد أصر وزير الدفاع المصري ذكر أن الأمر “حاجة ملحة” في المخابرات الجوية، و تعهد له مدير المخابرات العسكرية الفرنسي بتنفيذ “تعاون عملي وفوري” في إطار “مناورة عالمية ضد الإرهاب”. سوف يأخذ شكل مهمة غير رسمية بقيادة إدارة الحقوق الرقمية إلى قاعدة عسكرية مصرية.
و في 13 فبراير 2016 تم ارسال فريق سري للمخابرات الفرنسية مكون من عشر عملاء للمخابرات الفرنسية دخلوا بتأشيرات سياحية (4عسكريين وستة أفراد جيش سابقين أعيد تدريبهم في القطاع الخاص CAE Aviation المتخصصة في التصوير واعتراض الإتصالات ومقرها في لوكسمبورج)وكان دورها في العملية طائرة استطلاع خفيفة للمراقبة من نوع Merlin III (ALSR).
ووصلوا إلى ( قاعدة مطروح العسكرية ) للعمل على مساحة 700000 كيلو متر مربع من النيل للحدود المصرية الليبية
في البداية كانت مهمة المجموعة مراقبة أي تهديدات إرهابية محتملة من ليبيا، والتصوير بالطائرة وبحث عن مكالمات في المنطقة الحدودية والمتاخمة ليها، بحضور ضابط مصري لتقييم حقيقة التهديد وهوية المشتبه فيهم.
ثم أكتشف الضباط الفرنسيين بعد فترة أن العمليات لا تستهدف إرهابيين إنما تستهدف مدنيين يعملون في التهريب بين ليبيا ومصر وان من يتم استهدافهم تتراوح أعمارهم بين ١٩ و٣٠ سنة وكلهم مدنيين يعملوا في التهريب .
بينما أكدت تقارير سابقة من خبراء متخصصين عدم تواجد الجماعات الإرهابية منذ ٢٠١٧ في الجانب الشرقي كما أن الجماعات المسلحة لا تستخدم المخدرات في عمليات التمويل.
وحسب بيانات قوات حرس الحدود المصرية تم تدمير ١٠ آلاف عربية في هذه الفترة واستهداف وقتل ما لا يقل عن ٤٠ الف شخص
وعلى الرغم من وجود تقارير لدى الحكومة الفرنسية من بعد تولى ماكرون السلطة بأسابيع عن وجود انتهاكات في العملية إلا أن التعاون العسكري والدعم السياسي ظل مستمر، وظلت العملية مستمرة.