وارتقى المربي الفاضل الأستاذ علي حسن بحيري شهيداً بإذن ربه في سجون الظالمين

وارتقى المربي الفاضل الأستاذ علي حسن بحيري شهيداً بإذن ربه :
الأستاذ علي الذي تعرفه كل عائلات البصارطة ومعظم بيوتها كأهل له وأقارب وجيران وأصهار وكبلديات ، بل تعرفه قرى مركز دمياط مثل الروضة والعطوي وأولاد حمام والنهضة والبستان والعنانية والشعراء وغيرها ، فقد عمل معلماً للرياضيات حتى وصل للعمل الإداري وكان مديراَ لأحد المدارس حتى خرج للمعاش، عرفته كل هذه القرى وغيرها في محافظة دمياط معلماً مربياً كالنحلة لايكل ولايمل يبسط الإسلام للشباب وللكبار ، كما يشرح مادته مجاناً ودون مقابل ، دعا إلى الله بالحكمة والبصيرة والموعظة الحسنة ، قاوم وإخوانه دعوات التكفير بالمنطق والحجة والبرهان فهو أستاذ الرياضيات ، كان ببساطته وتواضعه وتفقده للأحوال سبباً في استقامة كثير من الشباب وتفوقهم ، كان سبباً في انحسار كثير من البدع والضلالات في البصارطة ، حفظ لكثير من البيوت تماسكها من الانفصال والتصدع بالصلح بين الأزواج والعائلات ، تعرفه كل المساجد بخواطره البسيطة وتذكيره الناس بالإسلام وقيمه وأخلاقه ، يعرفه الجميع متنقلاً طوال عمره على دراجته البسيطة ، لايوجد مظهر إسلامي تم في البصارطة في عمرنا إلا وكان له فيه سبق وبصمة مثل صلوات العيد في الخلاء ، أو المحاضرات في المساجد أو أنتشار صلاة التروايح وبجزء في رمضان وغيره ، ولايوجد مشروع خير عرفته في البصارطة إلا وكان ساعياً فيه مثل بناء أول معهد أزهري ، أو تأسيس بعض الجمعيات الخيرية ، أو التشجيع على حفظ القرآن وفتح الكتاتيب ، أو حث الناس على بناء بعض المساجد وإعمارها وغيره ، الأستاذ علي رحمه الله كان مثالاً عملياً للمسلم الحريص على إرضاء ربه ووقف حياته للدعوة في سبيله ، وكأن الله أراد له الثواب الأكبر بالارتقاء إليه وهو مظلوم في سجون الظالمين فقد اعتقل في العصر السابق ، وسجن في هذا العصر، وأصيب بجلطة فأفرجو عنه وتعافى لحد ما ثم أعادوه للسجن مرة ثانية ليصاب بجلطة في المخ ينتقل لمستشفى المنصورة ليرتقي إلى ربه يشكو إليه ظلم الظالمين . وستستمر دعوة الله خالدة رغم كيد الظالمين ومكرهم .
فاللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عن سيئاته وزد في حسناته واغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد واجعل قبره روضة من رياض الجنة وتقبله في الصالحين المشتغلين بالدللالة عليك ، وتقبله في الشهداء وأكرمه بالفردوس الأعلى من الجنة واخلفه في أسرته وأهله وأولاده واربط على قلوبهم ، ونعزي أنفسنا فيه وإخوانه وتلاميذه ومحبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون