تعاونت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة مع مدبري الانقلاب في تركيا قبل بدء المحاولة الفاشلة، وذلك باستخدام زعيم فتح المنفي محمد دحلان كوسيط بين مع فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بتدبير مؤامرة، وذلك وفق مصادر مقربة من أجهزة الاستخبارات التركية.
كانت هذه افتتاحية المقال الذي كتبه “ديفيد هيرست” الكاتب الصحفي بصحفية “ميدل إست أي”.
وأضاف هيرست قائلا أن دحلان قام بتحويل الأموال إلى المتآمرين في تركيا في الاسابيع التي سبقت محاولة الانقلاب وقاموا بالاتصال فتح الله غولن عبر رجل أعمال فلسطيني مقيم في الولايات المتحدة.
وأكد هيرست أن هوية هذا الرجل، وهو مقرب من دحلان، معروفة إلى جهاز المخابرات التركية.
ودلل هيرست على ذلك بموقف الإعلام الإماراتي طوال ليلة الانقلاب في 15 يوليو حيث ذكرت وسائل الاعلام العربية التي مقرها في دبي بما في ذلك قناتي سكاي نيوز العربية والعربية أن محاولة الانقلاب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحزب كانت ناجحة، كما زعمت وسائل الإعلام الإماراتية أن أردوغان كان قد فر من البلاد.
ودلل أيضا على تورط الإمارات قائلا أن حكومة الإمارات استغرقت 16 ساعة -بعد بيان من المملكة العربية السعودية – لإدانة الانقلاب ودعم أردوغان رئيسا شرعيا لتركيا.
ووفقا لمصادر تحدثت إلى ميدل إيست أي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة نأت بنفسها عن دحلان بحملة غضب على وسائل الإعلام الاجتماعي بعد ذلك بوقت قصير، ،وقد اضطر لمغادرة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المرجح أن يكون في مصر.
دحلان هو قيادي سابق بحركة فتح الفلسطينية الذي تم نفيه من قطاع غزة والضفة الغربية وله علاقات وثيقة مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.
ثم أكد هيرست على أنه قد تم استخدام دحلان كقناة للحصول على أموال الإمارات والاتصال بمنفذي عمليات مشبوهة مختلفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كدعم الانقلابيين في ليبيا.
وذكرت ميدل إيست أي في مايو الماضي أن دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر قد حددت دحلان خلفا مفضلا لزعيم حركة فتح الحالي، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأضا ف هيرست أنه منذ فشل الانقلاب، حاول الإماراتيين رأب الصدع مع أنقرة، حيث اعتقلت اثنين من الجنرالات التركية في مطار دبي الدولي للاشتباه في وجود صلات للانقلاب.
محمد جاهد بكير، وهو لواء في قيادة قوة المهام التركية بأفغانستان، وسينير توبيك، العميد في قيادة الجيش التركي.
وأكد هيرست على خوف دولة الإمارات من رد الفعل التي قد تأتي بعد تطهير الجيش التركي، حيث قال مصدر مطلع لميدل إيست أي، كما ذكر هيرست: “إنهم يشعرون الآن أن أردوغان هو في السلطة الكاملة، ويعتقدون انه سوف يتحول بعد تطهير تركيا إلى من هم خارج البلاد الذين أيدوا الانقلاب”.
وقال هيرست أنه تم الكشف عن المحادثات بين دحلان ورجل الأعمال الفلسطيني في الولايات المتحدة قبل الانقلاب أيضا من باب زيادة الضغط على واشنطن للنظر في طلب تركيا لتسليم غولن.