هي أم المؤمنين زينب المخزومية
واسمها زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، الهلاليّة. وقيل إنّ زينب أخت ميمونة لأمها، وميمونة بنت الحارث الهلاليّة، وهي إحدى أمهات المؤمنين وزوجات رسول الله، وتجدر الشارة إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج من زينب بعد وفاة ميمونة.
لُقبت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- في الجاهلية بأُم المساكين؛ وذلك لكثرة إطعامها المساكين وعطفها عليهم، فكانت عَطوفةً على الفقراء والمساكين وحريصةً على إطعامهم.
قيل إنّ زينب بنت خزيمة كانت متزوجة من عبد الله بن جحش فقُتل عنها في غزوة أحد، وقيل إنّها كانت متزوجة من الطفيل بن الحارث، ثمّ طلّقها، فتزوجت بعد ذلك من أخيه عُبيدة، لتصبح بعد ذلك أرملة عقب استشهاده في غزوة بدر.
وبعدما أصبحت زينب أرملة وحيدة خطبها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لنفسه، وعقد عليها بمهرٍ مقداره اثنتي عشرةَ أوقيّة وكساء، وكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد تزوّجها في شهر رمضان، وهي التي عقد عليها بعد مرور فترة من زواجه من أُم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-.
وكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد تزوّج بزينب بنت خزيمة في السنة الثالثة من الهجرة، ولم تمكث عنده مُدةً طويلة، فكانت أول من توفَّى من زوجات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حياته بعد أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنهما-.
وقيل إنّها عاشت مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- شهرين، وقيل ثلاثة، وقال آخرين بأنّها عاشت مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مُدة ثمانية أشهر، وهذا هو سبب قلة القصص والأحداث المرويّة عنها، حيث كانت حياتها مع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قصيرةً جداً.
تُوفيّت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- في المدينة المنورة في شهر ربيع الأوّل في السنة الرابعة من هجرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكانت تبلغ من العمر آنذاك ما يقارب ثلاثين سنة. وقد دُفنت في البقيع، وكما تقدم فقد أورد الزّهري وقتادة أنّ حياة السيدة زينب -رضي الله عنها- كانت قصيرة مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال الزّهري: “لم تلبث عند رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- إلّا يسيراً وتوفّيت بالمدينة، والنبي- صلى الله عليه وسلم- حي، وقد مكثت عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثمانية أشهر، وقيل: شهرين وقيل: ثلاثة”. لذا تعدُّ سيرتها فقيرةً بالمعلومات والتفاصيل الكثيرة؛ وذلك بسبب المدة القصيرة التي عايشتها في بيت النبوة برفقة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-.