في الوقت اللي السلطان الأشرف قايتباي كان في غيبوبة و بيموت ، الأمراء الكبار اتلموا عشان يشوفوا مين اللي هيحكم بعد السلطان ، و لما موصلوش لحل ، قرروا إنهم يعملوا نفس الفيلم بتاع كل مرّة ، يكسبوا وقت ، يشوفوا ابن صغير من أبناء السلطان و يخلوه واجهة يحكموا من وراها البلد ، لحد ما واحد من الأمرا يرستق نفسه و يظبط أموره و يتولى الحكم بعد ما يعزل السلطان الطفل ..
و بالطريقة دي أصبح محمد بن قايتباي سلطان مصر و الشام و هوة عنده 14 سنة !
شوية و جه وقت التخلص من محمد بن قايتباي ..
الأمير الكبير “قانصوة خمسمائة” لم مماليكه و طلع على القلعة عشان يخلص الموضوع ، و أعلن نفسه سلطان بالفعل ، لولا خازوق طلعله من تحت الأرض وبوظ الترتيب .. أمير تاني اسمه قانصوة بردو ..بس يبقى خال السلطان محمد بن قايتباي ..
خال السلطان لم باقي المماليك و استمات في الدفاع عن ابن أخته السلطان لغاية ما قدر يمنع الانقلاب العسكري ده !
الوضع اتغير يا برايز ، و محمد بن قايتباي بقى سلطان بحق و حقيق و خاله قانصوة بقى بيحمي ضهره و بقى أهم شخصية في مصر ..
و أم السلطان جابت ابنها و أخوها و حلفتهم على مصحف إنهم يفضلوا مخلصين لبعض على طول ..
بس الشهادة لله يا أخي محمد بن قايتباي ده محتاج دراسة نفسية لوحده ..
عيل سيكوباتي مريض ملوش مثيل في تاريخ المماليك كله ، تاريخ المماليك ده اللي كله قتل و تعذيب أصلاً !
سيبك من إنه كان يدخل بيوت الناس هوة و صحابه يغتصبوا في الستات قدام رجالتهم ، أو إنه كان بيتسلى بإنه يحكم على الخلق بالموت لأتفه الأسباب ، أو يحكم على واحد إنه يقطع رجليه بنفسه ، أو يقطع إيده الشمال بإيده اليمين !
الأسوأ إنه كان بيقتل و يعذب بإيده ..
في الأول راح السجن و بقى يجيب المحكوم عليهم بالإعدام و يتعلم فيهم ..
و بعدين بقى ينزل بنفسه بالليل في الشوارع مع المقاطيع بتوعه ، و اللي يشوفه ماشي في الشارع هوة و حظه بقى ، يا إما يقطع ودانه يا يقطع مناخيره ، و غالباً هيوسطه .. يعني يقطعه و لا مؤاخذة نصين بالعرض !
شوف لما عيل عنده 15 سنة تبقى دي هوايته الوحيدة !
التصرفات الطايشة بتاعت محمد بن قايتباي خلت المماليك يتفقوا إنهم يخلصوا منه ..
طيب و خال السلطان ؟
الحقيقة هوة مكنش عنده اعتراض .. بشرط واحد .. إنه هوة اللي يبقى السلطان بعد كده !
و ببساطة اتقتل الأشرف محمد بن قايتباي و اتولى الحكم خاله السلطان الظاهر قنصوة !
صحيح الخال والد و كده .. و كتير بيبان من بعيد إن الحاكم لما يكون محاوط نفسه بقرايبه و نسايبه بيكون متأمن كويس و يستحيل حد يقربله ..
بس في عالم المماليك الموضوع مختلف ، قانصوة باع ابن أخته وش ، و العجيب إن محدش من المؤرخين اعتبره خاين أو قليل الأصل مثلاً ، بالعكس .. كانوا بيشكروا فيه جداً ، حتى الناس في الشوارع كانوا منشكحين إنهم خلصوا من محمد بن قايتباي و جنانه ووحشيته ، صحيح مكنوش متوقعين إن الحاكم الجديد يبقى ملاك ، بس مجرد الخلاص من حاكم معتوه ده إنجاز في حد ذاته ..
المصريين عارفين كويس اللي فيها.. إن مفيش حد صالح ، كله بتاع مصالح !