منع الأذان.. استمرار للحرب الصهيونية على القدس

استنكر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع رفع أذان صلاة الفجر عبر مكبرات الصوت في ثلاثة مساجد ببلدة أبو ديس، الواقعة شرقي مدينة القدس المحتلة.

وداهمت قوات الاحتلال بلدة أبو ديس بالقدس بالتزامن مع موعد صلاة فجر الجمعة، وأبلغت القائمين على مساجد الرحمن وطيبة والجامعة؛ بحظر رفع أذان الفجر فيها عبر مكبرات الصوت الخارجية.

وتظاهر الخميس الماضي يهود متدينون أمام منزل رئيس بلدية القدس المحتلة، المتطرف نير بركات، وبثوا تسجيلا للأذان عبر مكبرات الصوت، بهدف إجبار بركات المتطرف على العمل على منع رفعه في مساجد مدينة القدس المحتلة، وفق ما أورده موقع “i24” الإسرائيلي.

وأفاد الموقع بأن بركات يخطط بالتعاون مع شرطة الاحتلال، لمنع ما وصفه بـ”الإزعاج الناجم عن صوت الأذان”، متمنيا أن يؤدي التعاون بين البلدية وشرطة الاحتلال إلى حل لقضية “الضجيج”، وفق تعبيره.

وسبق لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اعتبار صوت الأذان مزعجا ومخالفا لما يسمى “قانون الضوضاء”.

وقال صبري، إن القرار “سابقة خطيرة، وتعدٍّ على حقوق المسلمين في العبادة”، موضحا أن منع الأذان سيؤدي إلى “توتر الأوضاع في القدس”، محمّلا “الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا القرار الخطير”.

وأضاف: “المستوطنون المنزعجون من الأذان هم دخلاء على فلسطين، وإذا كان الأذان يُزعجهم فعليهم أن يرحلوا عن أرضنا”.

وأكد صبري أن “الحرب من قبل الاحتلال الإسرائيلي على المسلمين في مدينة القدس المحتلة مستمرة، ولم تتوقف بمختلف أشكالها منذ عام 1967، عندما استكملت إسرائيل احتلال مدينة القدس المحتلة”، محذرا من “سعي الاحتلال إلى تهويد مدينة القدس، وانتزاع أشكال الحضارة الإسلامية منها”.

من جانبه؛ قال الخبير في شؤون مدينة القدس، جمال عمرو، إن “منع الأذان من قبل الاحتلال ليس مستغربا على الإطلاق؛ لأنه يأتي ضمن خطة ممنهجة لتهويد القدس”.

وأشار إلى أن الاحتلال “لم يمنع الأذان مرة واحدة، فهو تمكن قبل ذلك من تمرير قرار بتجريم التكبير، وسجن المقدسيات اللواتي كبّرن في وجه جنوده”.

وأضاف عمرو أن الاحتلال “تمكن في السابق من تخفيض مستوى سماعات عدد من مساجد القدس المحتلة، ومن ضمنها بعض مكبرات الصوت المثبتة في عدد من مآذن المسجد الأقصى”، مشيرا إلى أن العديد من الإجراءات الإسرائيلية التهويدية الخطيرة؛ تمت عقب قرار اليونسكو “المشلولة وفاقدة القيمة” اعتبار المسجد الأقصى وحائط البراق تراثا إسلاميا خالصا.