بمناسبة مرض كورونا الذي يهدد العالم اليوم
دعونا نتذكر تلك الملحمة التى حدثت بمصر عام ١٩٤٦م
والتى قادتها جماعة الإخوان المسلمين للقضاء على وباء الكوليرا الذي إجتاح البلاد
وكانت البداية من قرية بوش ببنى سويف وعلى يد الطبيب الشاب العبقري الدكتور أحمد الملط رحمة الله عليه
الاخوان ووباء الكوليرا
لما اصابت الكوليرا مصر في الاربعينات كان الأمر لا يتعدى عمليات الحجر الصحي و الإبلاغ عن الحالات وحصد الوفيات التى كانت بالالاف يوميا.
وكانت كارثة ليس لها من دون الله كاشفة، إلى أن قيض الله لهذا البلد أحد الاخوان المسلمين فانقذ الله على يديه البلد من براثن هذا الوباء الذي لم يعرف له العالم علاجا وقتها.
وقاد الدكتور احمد الملط – عليه رحمة الله- مؤسس الجمعية الطبية الإسلامية- التى صادر الان العسكر مستشفياتها في كل المحافظات- قاد العلاج وقضى على الكوليرا فتم تعميم علاجه على القطر المصري فورا وانتهت الكوليرا فقط بهذا العلاج.
وكان قد حكى لي هذه القصة شخصيا…
يقول عليه رحمة الله ” لما بدأ وباء الكوليرا كان الناس يتساقطون كالذباب بالعشرات ولا يفلح العلاج المعمم من وزارة الصحة في ذلك الوقت معهم… فأثارني ذلك وقمت بالبحث في المجلات العلمية عن تجارب البشر في التعامل مع الموضوع لأنها كانت تجربة عالمية فتاكة.
فوجدت إن أحد الأطباء قد نشر بحثا عن أن المضادات الحيوية لا تصلح مع هذا الوباء وإن سبب الموت هو الجفاف، وبالتالي فعلاجه بمعالجة الجفاف فقط ..
فقلت إنهم ميتين على أي حال فلنحاول هذا العلاج..
فقمت بتقسيم من يفد علينا من المرضى إلى خيمتين واحدة نعطى فيها العلاج التقليدي و الأخرى يضاف إليها معالجة الجفاف وكانت النتائج مبهرة حتى إن جميع من في العزل أصابهم الذهول من نجاة المصابين في خيمة معالجة الجفاف بعد أن كان الأمر لا يتعدى الانتظار لوفاة المريض والإسراع بدفنه حتى لا ينتشر المرض.
وتنادى الجميع :” المريض خف” فى ذهول…
فسمعت الصحف وجائوا مسرعين لنقل الخبر المدهش إنه يمكن علاج المرض وإن هناك احياء بين المصابين.. فقرأ وزير الصحة الأخبار فأرسل برقية في طلبي..
فتجهزت وأنا أتخيل امتنانه من توفيق الله ونجاحي في انقاذ البلد من هذا الوباء… فلما ذهبت ادخلوني مكتبه وكان يتكلم في التليفون.. فجلست على كرسي المكتب إمامه في انتظاره لينتهي من مكالمته..
فلما انتهى من المكالمة إلتفت إلي قائلا: كيف يا أفندي تجلس قبل أن اسمح لك بذلك ؟؟ .. فصدمني الحقيقة.
وجال في ذهني “وهل أنا أسير قادم للتحقيق، أنا طبيب فى أول سنة تخرج وكان هذا فى مصر وقتها مثل الحصول على البهاوية”، فثرت واقفا معترضا على هذه الإهانة وأنني لم اخترق أي بروتوكول وبين النقاش قلت له : إذا كان العمل فى الحكومة هو اذلال الموظف فأنا مستقيل.
والتفت مغضبا لأخرج.
وهنا انتفض الوزير وجعل يسترضيني حفاظا على مكانته عندما يثار فى المصحف إن الطبيب الوحيد الذي شفى الله على يديه المرضى واصبح الخروج من هذا الوباء ممكن قد فصله الوزير.
وبعد أن هدأني قام بتشكيل فريق برئاستي وقام بتعميم علاج الجفاف.
وانقذ الله مصر من ذلك الوباء بعد أن حصد عشرات الألاف “
هذا ما رواه الدكتور أحمد الملط بنفسه
وأزيدكم من الشعر أبياتا
كان الدكتور أحمد الملط رحمة الله عليه هو الطبيب الذي عينه الإمام الشهيد حسن البنا للكشف على شباب الإخوان الفدائيين الذين قدموا للتطوع فى حرب فلسطين عام ١٩٤٨م
وقد حكى لى المجاهد الكبير عم إبراهيم سلمو رحمة الله عليه وهو من إخوان دمياط بعزبة اللحم
بأن الدكتور كان يفرض عليهم لإثبات اللياقة والجاهزية أن يعدو الأخ مسافة ١٢ كيلو متر متواصل.. ثم يعود بظهره نفس المسافة
ومن الطرائف أن الإخوان بعد اعتقالهم فيما بعد كان يقيمون لهم طوابير للعدو ويطلبون من الجنود أن يضربوهم بالسياط فكان الإخوان يهرولون بنشاط وقوة لسابق تدريبهم بينما يتساقط الجنود من حولهم إعياء وإجهادا
ومن كرامات الدكتور أحمد الملط والتى رواها لى الأستاذ الداعية المربى محمد العدوي عليه رحمة الله وهو من إخوان المنصورة
أنهم كانوا فى سجن الواحات وكان المأمور رجل فظ القلب غليظ يكثر من تكديرهم وإيذائهم وكان يسكن بفيلا بجوار السجن.. وذات يوم قام ابن المأمور وهو طفل صغير بابتلاع كمية كبيرة من حبوب دواء ما.. فأغمى عليه وأصبح يصارع الموت ويعانى حشرجة الاحتضار .. فأرسل المأمور للسجن مسرعا يطلب أشطر طبيب من الإخوان المسلمين فكان هو الدكتور أحمد الملط الحاصل على الزمالة البريطانية فى الجراحة
فلما كشف عليه الدكتور أحمد الملط ووجده يصارع الموت وفى اللحظات الأخيرة … أخبر المأمور بأن يحتسب ولده عند الله وأنه لا فائدة من علاجه الآن .. ثم قال ولكن دعنى أجرب آخر محاولة .. وحمل الولد وذهب به للمعتقل وطلب جمع كل الإخوان المسلمين فى حلقة من حوله ثم وجه حديثه للضابط .. إن هؤلاء قوم مظلومون ودعوة المظلوم مستجابة .. ثم قال للإخوان إنى داعى فأمنوا
وأستمر الدكتور الملط يدعو للطفل والمعتقلون يؤمنون.. وكان من دعائه ألا يأخذ الله الطفل البريء بجريرة والده وظلمه.. وكان المفاجأة أن أفاق الطفل وأسترد وعيه وبدأ الدكتور أحمد الملط فى إعطائه العلاج حتى شفى تماما.. والمأمور يقول باكيا ..انتم مش بنى أدمين زينا .. انتم ملائكة .. والله لا أؤذي أحدا منكم بعد الآن أبدا .. وطبعا وصلت أخبار المأمور وما قاله للمشير عبد الحكيم عامر والذي قرر نقله على الفور من معتقل الواحات وأستبداله بضابط غيره
رحم الله الأستاذ الدكتور أحمد الملط الذي أسس الجمعية الطبية الإسلامية ورحم الله المربى الفاضل والداعية محمد العدوي ورحم الله المجاهد والفلاح الفصيح الحاج إبراهيم سلمو
شهادة من د / علاء عباس