كتب د. محمد النمر :
يعد نشيد (بسم الله الله اكبر بسم الله )
اللي إتألف واتلحن واتذاع في أقل من ساعة يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣ .. هو أجمل وأعظم وأصدق وأحر الأعمال الوطنية الغنائية في تاريخ مصر قاطبة ..
قولا واحدا لا يقبل الشك .. فبعد البيان رقم ٥ في تمام الساعة ٤ مساءا ..
خرج بليغ حمدي من بيته قاصدا مبني الاذاعة بعد ان اتصل بالشاعر عبد الرحيم منصور لكتابة شيء عن العبور ..
وفي السكة قابل بليغ مجاميع من الطلبة تخرج في تظاهرة بيصرخوا
بسم الله الله اكبر
بسم الله الله اكبر
لزقت الكلمتين في دماغ بليغ وبعد ما قابل عبد الرحيم منصور اقترح عليه انها تكون مقدمة الاغنية ..
وفي ظرف ٢٠ دقيقة فقط كتب عبد الرحيم منصور الملحمة:
بسم الله الله اكبر
بسم الله بسم الله
بسم الله
أدن وكبر
بسم الله بسم الله
نصرة لبلدنا
بسم الله بسم الله
بإيدين ولادنا
بسم الله بسم الله
وأدان عالمدنة
بسم الله بسم الله
بتحيي جهادنا
بسم الله بسم الله
الله اكبر
ادن وكبر
وقول يارب
النصرة تكبر
بكفاحنا يا مصر
بسم الله بسم الله
حانجيب النصر
بسم الله بسم الله
وجنود الشعب
بسم الله بسم الله
بتخطي الصعب
بسم الله بسم الله
سينا يا سينا
بسم الله بسم الله
أدينا عدينا
بسم الله بسم الله
ولا قدروا علينا
بسم الله بسم الله
جنود أعادينا
بسم الله بسمالله
الله أكبر
أدن وكبر
وقول يارب
النصرة تكبر
أصاب الجنون دماغ العبقري الفذ بليغ حمدي عند سماعه الكلمات .. فعزف لحنها الخالد علي العود .. وموظفي الاستوديو يضربون علي خشب المكاتب المحيطة لنظم الإيقاع ..
وبعد اكتمال اللحن بقيت مشكلة صغيرة: من يغنيها؟؟
لم يكن في مبني الاذاعة اي مطرب ليغنيها ولم يستطع اي مطرب دخول المبني نظرا للاجراءات الأمنية التي تشددت تماما بعد البيان رقم ٥ ..
أضطر بليغ ومجموعة الموسيقيين من من كانوا معه الي تدريب مجموعة من موظفي الاذاعة علي غناء الأغنية ..
فخرجت لنا تلك التحفة الملحمية التي لم وربما لن يجود الفن المصري بمثلها ابدا ..
مع اول نغمة من نغماتها يقف شعر الرأس والجسم كله ..
ترتعد الأوصال ..
يتذكر كل من عاشوا اذاعتها اين كانوا وماذا كانوا يفعلون .
ويتذكر جيلي الذي ولد قبيل العبور تماما كيف كان وقعها في قلوبنا ..
كنت اركض حين سماعها في بيت جدتي فأحضر العوامة المطاطية فأنفخها بالهواء ثم اجلس فيها علي السجادة مجدفا يمنه ويسرة بمنفضة جدتي وكأني أعبر القنال ..
ثم اتسلق الأريكة ممثلا صعود الساتر الترابي والمنفضة علي ظهري كأنها بندقية ..
ثم اقف عليها فاتحا نيران منفضتي في صدور الوسائد الصهيونية ثم اركلهم بقدمي الصغيرة فتغرق أجسادهم المضرجة بالدماء في مياه السجادة!!!
أكتب هذة القطعة وانا في محل عملي في عنبر الولادة محاولا اخفاء دموعي التي تغلي متساقطة رغما عني عبر جفوني ..
عَبرَة تجمع احاسيس كثيرة متنافرة متناقضة
بين فخر وعزة وكرامة وشمم ..
وبين خزي وعار وذل ويأس ..
ممزق أيها القلب الذي غرق في بحور من الحزن ولازلت في ظلمته تتعلق بملاحم الأمل الذي كان وسط ملامح اليأس الكؤود ..
للاستماع للنشيد اضغط هنا ::