محمد عبد القدوس

محمد عبدالقدوس : الصلح المستحيل

من حين لآخر نسمع بعض الدعوات عن ضرورة التصالح بين النظام الحاكم وأكبر قوة سياسية في بلدنا ممثلة في الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي . وهذا الأمر أراه صعب التحقيق جدًا إن لم يكن مستحيلاً ، وذلك يرجع لأكثر من سبب أحدهما يتعلق بطبيعة النظام الحاكم والثاني مرجعه إلى الإخوان أنفسهم . وغني عن البيان القول بأن الحكم في بلادي قائم على الاستبداد السياسي وحكم العسكر وهو يرفض أي معارضة حقيقية له ويتصدى لها بالقوة الغاشمة أيا كانت اتجاهاتها حتى لو كانت قد وقفت بجانبه في البداية ، فهو يريد أحزاب “كرتونية” على مقاسه ولا قيمة لها في الشارع فكيف تطلب منه أن يتصالح ويمد يده إلى أكبر قوة سياسية معارضة له؟ ذلك بالتأكيد يدخل في دنيا العجائب.

وإذا جئنا إلى الإخوان نجد أنهم غير مستعدين لذلك لأسباب أربع :

1_ ميزان القوى في غير صالحهم ، فإذا قبلوا الصلح فهذا سيكون من منطق المهزوم، ويعني أن الحكم العسكري قد نجح في احتوائهم!!

2_ معظم قادتهم في السجون أو في الخارج ولا يوجد من يقوم باتخاذ القرارات الحاسمة التي تناسب المرحلة.

3_ انقسام شديد في الجماعة أدى إلى خروج قيادات تاريخية عاشت عمرها في الإخوان.

4_ الإخوان لم ينجحوا حتى هذه اللحظة في استخلاص الدروس والعبر والأخطاء التي وقعوا فيها من أشد محنة مرت عليهم في تاريخهم وفتح صفحة جديدة مع أنفسهم أولا ومختلف القوى السياسية.

ولكل هذه الأسباب الأربع فالبلاء مرشح للاستمرار على مصر كلها حتى يحدث “تغير” في هذه العوامل يؤدي إلى طلوع الفجر وشروق الشمس من جديد في سماء بلدنا.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنم