لنحي القضية الفلسطينية

بقلم / عزة مختار

” فلسطين وقف إسلامى .. إن أرض فلسطين ( كلها ) ليست ملكا لأحد إنها ملك لكل المسلمين …. ليس من حق أحد أن يفرط فى شبر من أرض فلسطين، وعد من لا يملك لمن لا يستحق ” هكذا كانت الكلمة الأخيرة للسلطان عبد الحميد الثانى رحمه الله فى شأن القضية الفلسطينية كما يسمونها وهذا هو قراره النهائى.
فلسطين ، هل تذكرونها؟
ثم كانت المؤامرة الصهيونية الكبرى التى أطاحت به وبالخلافة الإسلامية كلها على يد اليهودى الأصل كمال أتاتورك وتوالت المؤامرات والتخطيط الدقيق للقضاء على كل ما يمكن أن يحيى هذه الأمة ولمن أراد أن يستزيد عن هذا فليقرأ إن شاء مخططاتهم فى كتاب ” بروتوكولات حكماء صهيون ” والذى حاربوا كثيرا كى لا يظهر للوجود، فهو الذى فضحهم هم وأذنابهم ممن ربوهم ليقوموا بأدوار الكومبارس من بنى جلدتنا وممن يتسمون بأسمائنا لكنهم يحملون بأيديهم سياطا كأذناب البقر يسوقون بها شعوبهم التى استطاعوا _ لفترة _ أن يميتوا فيها الشعور بالعزة والكرامة والانتماء لهذا الدين العظيم أو لأى مقدس من المقدسات وأصبح جل اهتمام الفرد هو الحصول على لقمة العيش التى أصبحت مسممة ولا تأتى إلا بالمذلة والمهانة.

دمروا مناهج التعليم وضاعت صحة الناس بالهرمونات المسرطنة التى رووا بها المزروعات وانتشر الفقر وأصبحنا نرى الآلاف بل الملايين من خريجى الجامعات لا يستطيعون الحصول على وظيفة أو مهنة يحيون بها حياة كريمة وحين كنا نخرج ونتحدث عن الإصلاح والتغيير والحياة الكريمة والحقوق يقولون إن هؤلاء هم المخربون والإرهابيون والمفسدون ويا للعجب من قلة حيائهم، ووجدت أبناء بلدك وقد كبلتهم لقمة العيش وقفوا ملجمين فقط ينتظرون منك أن تفعل دون تحريك ساكن منهم وأصبح حال الأمة كلها مخزيا ومهينا ومخيفا.

وظن من ظن أن وجود هؤلاء الطغاة إنما هو قدر جاثم على صدورنا إلى أن يزيله الله تعالى من الوجود بقدرته وأننا ما يجب علينا سوى الانتظار، لكن سنة الله عز وجل باقية وعاملة فينا إلى قيام الساعة ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” حتى ولو كان التغيير مجرد مجموعة تظاهرات هنا وهناك وأصوات تتعالى بين الحين والحين وأصوات بالليل مسبحة ووجوه لله فى الأسحار باكية وأكف مرفوعة ظلمها الطغيان وأذنابه فتحقق الوعد الإلهى ” ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ” وجاء الخامس والعشرون من يناير وحدث ما نعرفه جميعا وسيكتب التاريخ حكاية فرعون جديد كانت نهايته هنا فى مصر حيث بذل الناس الدماء فى سبيل الكرامة الغالية والحرية العزيزة.

وكعادته دائما لا يغيب العدو الصهيونى عن الساحة ويستغل الأحداث دائما لصالحه وقام بالعدوان فى خضم انشغالنا بما نحن فيه من أحداث ليقوم بالعدوان على غزة الباسلة مرة أخرى بدعم من أمها الاعتبارية ” أمريكا “.

وضربت غزة للعالم أروع الأمثلة فى بطولة الإنسان المسلم حين يبيع الدنيا كلها لله، وحين يظهر معدنه الأصيل كمسلم لا يهاب، ويرقى الشهداء ونعرف معنى الصمود والعزة ويصحو البطل النائم، ويصحو ضمير الإنسان المسلم ونستمع إلى أساطير من أرض البطولات غزة الأبية التى أبت على الذل والمهانة والتى لم تستسلم لذل ضغط الحصار وألم الجوع وذل يتم أبنائها والنوم فى العراء فى البرد القارس، ذلك الشعب الحر الذى تفوق على كافة الشعوب العربية فى العلم وإرادة الحياة فكانت هناك أقل نسبة أمية فى العالم العربى .. شعب يريد الحياة يتمسك بها لكن بشرط أن تكون بعزة وكرامة، قدموا التضحيات من رأس السلطة باستشهاد الوزير القائد سعيد صيام إلى أصغر شهيد فى آخر الصفوف حامل السلاح وحامل الأمل فى النصر أو الشهادة.

وانتصرت غزة .. انتصرت بالصمود وعدم الاستسلام وخرج الصهاينة المغتصبون مهزومين يجرون أذيال الخيبة والندم، فإن كانوا قد استطاعوا أن يتملكوا السلاح فمن أين يأتون بقلب كقلب المسلم يستطيع حمل هذا السلاح.

وتحدث الكثير وطالبوا بفك الحصار الذى تفرضه ” الشقيقة ” مصر على أهلنا وأحبائنا فى غزة، والذى ختمه الطاغية ببناء الجدار الفولاذى الفاصل بيننا وبينهم وكأنه كان يقدم ـ لأصدقائه ـ الصهاينة ما لم يستطيعوا هم أن يقوموا به فى حربهم القذرة والتى لن يغفرها التاريخ لأى ممن صمتوا عليها من حكام وغيرهم.

وفى خضم الأحداث والمؤامرات والمهاترات يتجه عدونا اللدود اتجاها آخر بينما نحن غافلون، واستطاعوا أن يحصروا اهتمامنا فى قطاع غزة ( على مكانته عندنا والتى تتزايد يوما بعد يوم ) بسياسة الحصار والتجويع ومنع الكهرباء التى هى عصب الحياة اليوم ، فيموت الأطفال بالمستشفيات ويموت الناس من البرد وتتوقف مظاهر الحياة.استطاعوا أن يغطوا عيوننا عما يفعلونه هناك من حفريات ومؤامرات لإسقاطه ……. إنه المسجد الأقصى ………القضية الأساسية والتى يحارب من أجلها أهل غزة والتى لم يفرط فيها السلطان عبد الحميد والتى أحياها صلاح الدين بتحريرها والتى أدخلها إلى حضن الإسلام الخليفة عمر بن الخطاب.

اليوم استطاعوا أن يضيقوا القضية ويحصروها فى قطاع غزة وهى عزيزة علينا وأهلها أهلنا ودماؤهم التى أريقت هى نار فى صدورنا، وأرواحهم التى أزهقت هى فخر لنا وكرامة، لكننا لا يجب علينا أن ننسى المسجد الأقصى وما يريد الظالمون أن يفعلوه به، قاتلهم الله.

لن ننسى الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين لن ننسى أن فلسطين ( كل فلسطين ) أرض مقدسة وأن دم الفلسطينى ( كل فلسطينى ) غال علينا.

نعم يجب ألا ننسى ويجب أن نستيقظ فإنهم لا ينامون وبعضنا ما زال منشغلا بإثارة الفتن والقلاقل، والمسجد الأقصى على شفا الانهيار.

لنتيقظ لما يحاك لنا وإلا فبماذا نلقى الله ؟ وكيف ؟ ماذا أعددنا للجواب حين يسألنا كيف ضاع المسجد الأقصى ؟ وكيف ضاعت القدس لا قدر الله ؟ ونحن أحياء.

ترى هل هى أندلس أخرى؟ حاشا وكلا أن تضيع ونحن مليار ونصف المليار من المسلمين لو أن كل واحد منهم تفل تجاه أمريكا أو الكيان الصهيونى لغرق.

بماذا سيذكرنا التاريخ ؟ ـ هذا إن ذكرنا أصلا ـ هل سيشير علينا ويقول هؤلاء من ضيعوا فلسطين ؟.

أفيقوا أيها المسلمون وخاصة أنتم أيها المصريون …. لا تدعوا البحث المر عن لقمة العيش يكبلكم ويذلكم .. لا تستلموا للطاغوت ولتكن حياتكم حياة عزيزة .. انتفضوا وقولوا لا وكفى نوما واستسلاما لأوضاع فرضت عليكم ما هى بقدر محتم كى تستسلموا له.

والله سنقف وسنسال أمام الله عن كل شبر فى فلسطين بما فيها غزة وبما فيها رام الله وفوق كل هذا القدس والمسجد الأقصى، أنتم يا خير أجناد الأرض لا تنسوا الأقصى فما عاد حق فى يوم بالمساومات والمفاوضات كما تعلمنا من قبل.

أما أنت يا أقصى فمعذرة لك عن هؤلاء جميعا ولك الله ومعك قلوبنا الكسيرة، وفداك أرواحنا جميعا فأنت لم تهن علينا يوما ونبرأ إلى الله ممن باع من أجل قليل المتاع ونسمع صرختك وا إسلاماه .. وامعتصماه .. فكلنا لك معتصم وكلنا لك فداء .

منقول